مسؤولون في الإدارة الأميركية يضغطون على المعارضة العراقية لوقف «نوبات الخلاف الطفولي اليومي» بين أطرافها وعقد مؤتمرها في بريطانيا

TT

من المتوقع أن يعقد، في الشهر المقبل، مؤتمر أحزاب المعارضة العراقية، الذي طال انتظاره، في العاصمة البريطانية، لندن. وقال بعض المسؤولين في الادارة الاميركية أول من أمس انهم يعتبرون انعقاد المؤتمر علامة على أن التقدم ممكن في ما يخص بتشكيل البنى القانونية والسياسية لعراق ما بعد صدام حسين.

وظلت أحزاب المعارضة تتنازع فيما بينها لعدة أشهر حول زمان ومكان انعقاد المؤتمر وحول تحديد الأطراف التي ستحضره أيضا. مع ذلك، وعلى الرغم من الحماس الذي أظهرته الادارة الاميركية، فإن التقارير ما انفكت تصل الى واشنطن كاشفة عن ان الخلافات لم تنته بين أطراف المعارضة العراقية. لكن مسؤولا حكوميا أميركيا قال انه على الرغم من نوبات الخلاف الطفولي اليومي بين زعماء المعارضة خلال هذه الأيام قبل انعقاد المؤتمر فانه مقتنع بأن المسؤولين الكبار في المعارضة يدركون حاجتهم للتعاون فيما بينهم. وقال هذا المسؤول ان المؤتمر سيكون «خطوة مهمة الى الأمام بالنسبة للمعارضة. انه علامة تبعث على التفاؤل من أنهم سيتمكنون من العمل بشكل جماعي لصياغة مستقبل العراق». ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يضع هذا المؤتمر جملة مبادئ لعراق ديمقراطي.

وبدأت التقارير حول الشجار الداخلي بين أطراف المعارضة بإحراج المسؤولين الكبار في الادارة الاميركية، بضمنهم مساعد نائب وزير الدفاع وليام لوتي ودافيد بيرس مسؤول قسم شمال الخليج في الخارجية الاميركية. وضغط الأخيران على مسؤولي المعارضة العراقية لإيجاد أرضية مشتركة بينهم خلال المؤتمر الذي سيستمر لمدة يومين. وسيحضر المؤتمر ما يقرب من 300 شخص لكنه لن يشكل حكومة في المنفى، وبعض أطراف المعارضة تريد مشار كة عدد أقل من أطراف المعارضة فيه.

ووصف المسؤول الحكومي الأميركي دور الولايات المتحدة بأنه شبيه بدور «العم الحكيم» القادر على إقناع جماعات المعارضة العراقية بـ «تجاوز الخلافات وفهم الصورة كاملة». لكن مسؤولا آخر في الادارة الاميركية أبرز شكوكه تجاه المؤتمر، وقال انه متأكد من أن «المؤتمر سيعود الى سكّته لكنني لست متأكدا من أنه سيولد زخما كافيا للوصول الى المحطة».

لكن بعض المحللين العراقيين قالوا إن الادارة الاميركية تبدو مصرة على خلق واجهة تعاون مصطنع بين أطراف المعارضة بدون أن يكون لها فعلا أي سياسة حول كيفية خلق عراق ديمقراطي في حال سقوط صدام حسين. وقال دانيال بلتكا من معهد المشروع الأميركي: «ان الاجتماع هو نكتة. إنه بالتأكيد ليس إلا تمرينا في الشكل أكثر من أن يكون حول المضمون والفعالية».

وتعترف الادارة الاميركية رسميا بستة تنظيمات عراقية معارضة، وهذه تشمل المؤتمر الوطني العراقي ـ الذي مقره في لندن ـ وتنظيمين كرديين، وتنظيماً إسلامياً شيعياً مقره في إيران، وتنظيماً لمجموعة من العسكريين السابقين وتنظيماً ملكياً. وقال المسؤولون الاميركيون ان المؤتمر تشارك فيه مجموعات معارضة أخرى تمثل عسكريين سابقين إضافة الى التركمان والآشوريين والأقليات المسيحية الأخرى.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاصة بـ«الشرق الأوسط»