حادث اغتيال غامض لممرضة أميركية تعمل في جمعية تبشيرية في جنوب لبنان

TT

في حادث امني هو الاول من نوعه في لبنان منذ عودة السلام الاهلي اغتال مجهولون صباح امس مواطنة اميركية تعمل في جمعية تبشيرية انجيلية في صيدا بجنوب لبنان تدعى بوني وتيروول، 31 سنة.

حصلت جريمة القتل عند السابعة والنصف من صباح امس بتوقيت بيروت في محلة البرغوت في مدينة صيدا في مبنى مؤلف من طبقتين تعود ملكيته لهذه الجميعة التبشيرية الانجيلية ويضم كنيسة ومدرسة يرتادها طلاب يتلقون دروسا في اللغات وتضم عيادة تقدم خدمات صحية شبه مجانية. وقد عمد مسلح مجهول مزود بمسدس كاتم للصوت الى طرق باب العيادة التي تقع في الطابق الثاني في المبنى بعد قدوم الممرضة بوقت قليل، وما ان فتحت له الباب حتى عاجلها باطلاق ثلاث رصاصات على رأسها ووجهها. فخرّت صريعة تتخبط في دمها فيما لاذ الجاني بالفرار.

وبعد دقائق حضرت زميلة للممرضة الاميركية في العيادة وهي لبنانية فعثرت على جثتها وأبلغت القوى الامنية والاجهزة القضائية التي حضرت على الفور ضربت طوقا امنيا محكما حول المبنى وشرعت في التحقيقات بعد نقل جثة الممرضة الى مستشفى حمود في صيدا.

وكذلك حضر الى مسرح الجريمة زوج الضحية وهو بريطاني يدعى غاري وبدا منفعلا جدا ووجه كلمات قاسية الى بعض رجال الامن اللبناني.

وعلم ان القتيلة وتيروول تعمل منذ سنة ونصف في هذه الجمعية التبشيرية التي تضم موظفين من جنسيات مختلفة وآخرين من لبنان، وتقيم مع زوجها في شقة مستأجرة في صيدا. وتعمل في العيادة ايضا مبشرة بريطانية ويشرف على العيادة طبيب لبناني من آل عون بينما يتولى مسؤولية الجمعية التبشيرية القس سامي داغر.

وتمارس الجمعية نشاطها، الذي باشرته في صيدا منذ ثماني سنوات من مبنى اشترته من احدى المنظمات اللبنانية عام 1994.

وظهر امس حضر الى مسرح الجريمة وفد من السفارة الاميركية يضم دبلوماسيين ومحققين عاينوا لساعتين مكان وقوع الجريمة وغادروا وسط حراسة امنية مشددة بعدما اصطحبوا معهم زوج الضحية.

كذلك انعقد مجلس الامن الفرعي اللبناني في سراي صيدا لدراسة الحادث وخلفياته.

المشرف على الجمعية القس داغر قال لـ«الشرق الأوسط» منفعلا: «لماذا ارتكبوا هذه الجريمة؟». وقال ان العيادة تعمل ثلاثة ايام في الاسبوع وتقدم خدمات جمة للمعوزين بغض النظر عن انتمائهم الديني. وقال انه لا يعرف الدوافع والخلفيات التي حدت بالفاعلين الى ارتكاب جريمتهم.

وامس علقت لافتة على جدران المبنى تعلن التوقف عن تقديم المساعدات الصحية حتى اشعار آخر.

وقد تنادت الفعاليات الصيداوية الى اجتماع في منزل النائبة بهية الحريري التي استنكرت الجريمة وقالت ان ما جرى «يعتبر تهديدا لأمننا وسلامتنا ولامن وسلامة البلد من خلال صيدا. المستهدف ليس صيدا وانما لبنان والهدف هو احداث الخلل الامني والارباك ومحاولة زعزعة الثقة بالبلد في الوقت الذي يبذل فيه جهد كبير على الصعيد الوطني والعربي والدولي للنهوض بلبنان عشية الاستقلال وعشية انعقاد مؤتمر باريس 2 من اجل النهوض بلبنان كله» وقالت: «اننا نعتبر ان هذه الجريمة هي من عمل اعداء لبنان وليس اصدقاءه. وان اي خلل امني من هذا القبيل نعتبره ضد مصلحة البلد وغريبا على تقاليدنا وعاداتنا بالنسبة للمدينة».

وبدوره، استنكر نائب صيدا، رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد، الحادث وادانه واعتبره اساءة للامن وقال: «اذا كنا ندين السياسة الاميركية فاننا نرفض قتل المدنيين» واشار الى ان الحادث قد يكون له خلفية خاصة او خلفية سياسية بانتظار جلاء الصورة ومعرفة التحقيقات.

مصادر امنية في صيدا اشارت الى ان الحادث هو الاخطر في المدينة منذ حادثة مقتل القضاة الاربعة في يونيو (حزيران) 1999، وتساءلت هذه المصادر عن توقيت اغتيال الممرضة الاميركية بعد حوادث تفجير بعض المطاعم التي تقدم الوجبات الاميركية في مدينة جونيه وفي منطقة شمال لبنان الاسبوع الماضي.

واشارت هذه المصادر الى ان مقتل الاميركية في مدينة صيدا التي يوجد بقربها اكبر المخيمات الفلسطينية ربما اراد الذين يقفون وراءه الاشارة من قريب او بعيد الى موضوع المخيمات الفلسطينية.

وبعد ظهر امس زار السفير الاميركي فنسنت وزارة الداخلية في بيروت حيث التقى وزير الداخلية الياس المر. ولم يشأ باتل الادلاء بأي تصريح بعد الاجتماع.