النواب الناصريون والإخوان في البرلمان المصري يتصارعون على مناصب معاوني المتحدث باسم المستقلين

TT

بعد اختيار رئاسة البرلمان المصري النائب محمد خليل قويطة متحدثاً باسم المستقلين في مجلس الشعب، تفجر صراع من نوع خاص بين النواب الناصريين والاخوان على مناصب المعاونين للمتحدث الرسمي باسم المستقلين.

وفي الوقت الذي يطالب فيه الناصريون بان يتم اختيار ثلاثة منهم معاونين للمتحدث المفروض عليهم، اذ بلغ عددهم 13 نائباً بعد انضمام حمدين صباحي وعبد العظيم المغربي الى كتلتهم في اعقاب استقالتهما من الحزب العربي الناصري، طالب نواب الاخوان باعتماد «التمثيل بالأغلبية»، لضرب عصفورين بحجر واحد، حيث يسعى الاخوان الى الظهور كقيادات في هذه الدورة البرلمانية، وفرض سياسة الأمر الواقع على قيادات البرلمان والحزب الحاكم والحكومة.

ومعلوم ان الحكومة تتجاهل وجود ممثلين في البرلمان للجماعة المحظورة منذ عام 1953. وفي نفس الوقت يسعى الاخوان لتحقيق الفوز في معركة برلمانية ضد الناصريين على أمل تصفية بعض الحسابات القديمة بين الطرفين، والتي تعود الى سنوات طويلة مضت.

وكشفت مصادر داخل «جبهة النواب المستقلين» ان الاعلان عن تشكيل الجبهة رسمياً خلال هذه الدورة أصبح في حكم المستحيل، خاصة ان هناك ايماءات واضحة من جانب نواب الاخوان الى أن وجود قنوات تنسيق بينهم وبين النواب اليساريين والناصريين لن تجدي.

وتردد ان نواب الاخوان يسعون لاعلان تشكيل جبهة لهم داخل البرلمان، كما كشف النائب الناصري حمدين صباحي عن ترتيبات لاعلان تشكيل كتلة برلمانية ناصرية بعيدة عن الحزب الناصري الرسمي الذي تفككت هيئته البرلمانية في الدورة السابقة. وقال صباحي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن تشكيل هذه الجبهة يحفظ ماء وجه الناصريين بعد فشل حزبهم في الحفاظ على هيئته البرلمانية.

وتوقع أن تضم الكتلة الجديدة كلا من النواب كمال أحمد وفريد حسنين ومحمد البدرشيني وعبد العظيم المغربي، مشيراً الى أن هذه الأسماء تؤدي دورها بشكل جيد داخل البرلمان واتحادهم معاً يصحح مرحلياً اوضاع الناصريين داخل البرلمان.

واستبعد صباحي تشكيل المجموعة تنظيما أو حزبا جديدا. وقال ان مسألة التنظيم الآخر معقدة لحد كبير وتحتاج الى نظرة أكثر عمقاً مما يستبعد الحديث حولها من الأساس. واشار الى أن سوابق تأسيس الأحزاب الناصرية كانت سوابق مؤلمة، بدليل ما يحدث في الحزب الناصري، وحال حزب الوفاق القومي المكون من مجموعة من الناصريين.

وشن الصباحي هجوماً عنيفاً ضد الحزب الناصري الذي انسحب من هيئته البرلمانية قبل عدة أشهر قائلا: «ان الحزب الناصري يمر بمرحلة صعبة تبدو بلا آخر، تتمثل في ضعفه وهزاله والبعد عن الجماهير وافتقاد المصداقية». واضاف أن الحزب انسلخ عن التيار الناصري وأصبح الباقون داخله أقرب الى «الشلة» الضيقة منهم الى التيار الواسع، رغم وجود كفاءات مخلصة داخل صفوف الحزب مشيراً الى أن تشكيلات الحزب الأخيرة جعلته منزوع الديمقراطية وتكرست السلطة في يد حفنة ضئيلة لا تصلح لادارته. ولم يستبعد صباحي حدوث انشقاقات جديدة داخل الحزب، لتصاعد الصراع والمنازعات داخله. وأكد أنه لا توجد أي فرصة لعودته الى الهيئة البرلمانية للحزب مرة أخرى. واضاف: «ذلك لن يحدث مرة ثانية.. لأن الطريقة التي تمت بها التشكيلات الأخيرة للحزب، والاقصاء الواسع لفعاليات التيار الناصري المخلص لا يبشرا بوجود جبهة برلمانية قوية أو وجود جبهة من الأساس».