مصر: محمد صبحي يعتزم إنتاج مزيد من حلقات مسلسل (فارس بلا جواد) ويتهم المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بأنها «صهيونية»

TT

أعلن الفنان الكوميدي المصري محمد صبحي الذي يقوم بأداء شخصية الصحافي المصري الراحل حافظ نجيب الذي يبحث عن حقيقة بروتوكولات حكماء صهيون في مسلسل «فارس بلا جواد» الذي اغضب اسرائيل والادارة الاميركية أنه يعتزم إنتاج المزيد من حلقات المسلسل رغم الانتقادات التي وجهتها أطراف داخلية وخارجية له.

وفي الوقت نفسه قال السفير الاميركي في القاهرة ديفيد وولش: «إن الولايات المتحدة لم تخترع المسلسل، وان القائمين عليه (رفض تسميتهم حتى لا يمنحهم الشهرة، على حد تعبيره) أجروا مقابلات صحافية تحدثوا فيها عن هذا المسلسل، والمشكلة التي يتضمنها، وأنه ليس لدى الولايات المتحدة أية معايير مزدوجة في ما يتعلق بحرية الرأي والتعبير». وأضاف: «أنتم (المصريون) أناس طيبون.. وتعتقدون انه لا ينبغي لكم تناول أشياء ضد ديانة أخرى أو مجموعة أخرى من الناس، بسبب من هم في وسائل إعلامكم أو على شاشات التلفزيون لديكم، وأنا واثق أنكم لا تحبون ذلك عندما يحدث في الولايات المتحدة، وحتى إذا ما حدث بالفعل سنتكلم بكل تأكيد ضده لأنه أمر مرفوض لدى الجميع».

وجاءت تصريحات وولش التي بثها الموقع الالكتروني للسفارة الاميركية في القاهرة على شبكة الانترنت ردا على سؤال حول كيف يمكن لاميركا أن تحكم على مسلسل تلفزيوني لم تره بعد؟

واستشهد وولش بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الاميركي جورج بوش التي أدان فيها تعليقات وسائل الاعلام الاميركية المسيئة للاسلام، معتبرا أنها لا تعبر عن الموقف الرسمي لشعب وحكومة الولايات المتحدة.

وقال وولش: «عندما يقول أي شخص شيئا ما ضد ديانة أخرى، ينبغي علينا أن نقول شيئا بشأن ذلك.. ونحن لسنا من اخترع هذه القصة، لقد فعل أحدهم ذلك عندما نشرها علنا «في إشارة الى استناد المسلسل الى كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون».

لكن بطل المسلسل محمد صبحي قال امس انه يعتزم انتاج المزيد من حلقات هذا المسلسل الذي بدأ عرضه أول أيام شهر رمضان على شاشة التلفزيون الرسمي المصري بالاضافة الى قناة دريم الخاصة وقناة المنار لسان حال «حزب الله» اللبناني.

وقال صبحي: «إذا كان إنتاج مسلسل «فارس بلا جواد» قد أرعب الصهاينة فإننا سننتج المزيد من الحلقات والمسلسلات لاحقا». وأعرب عن رغبته في المضي قدما في تقديم أعمال فنية على غرار المسلسل في تحد واضح ومباشر للحملة الاميركية والاسرائيلية ضده، غير انه لم يحدد موعدا لبدء انتاج حلقات جديدة من المسلسل الذي أذيعت منه حتى الآن 15 حلقة من أصل 42 حلقة ستمتد إذاعتها الى ما بعد شهر رمضان.

ورفض صبحي الرد بشكل مباشر على تصريحات السفير الاميركي وقال لـ«الشرق الأوسط» انها لا تستوقفه ولا يعيرها أي اهتمام ولا يحترم من يقولها مطلقا. كما شن هجوما حاد على المنظمة المصرية لحقوق الانسان التي انتقدت وبشكل مفاجئ استناد المسلسل الى كتاب «بروتوكولات حكماء صهيون». وقال: «لم نستند في المسلسل الى البروتوكولات ولكن الكتاب نفسه موجود وما نراه يوميا على شاشات التلفزيون من الأراضي الفلسطينية المحتلة هو ما ورد في هذه البروتوكولات، وانتقد المنظمة لتخوفها من تعرض العرب والمسلمين في الخارج لحملة أميركية وغربية ضدها».

ووصف صبحي بسخريته المعهودة المنظمة المصرية لحقوق الانسان بأنها منظمة صهيونية تعمل ضد مصر، وتساءل هل المنظمة اسمها المصرية أو الصهيونية؟ وهل تعمل لحماية حقوق الانسان المصري أو الاسرائيلي. لكن حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة رفض أن يعلق لـ«الشرق الأوسط» على هذه الاتهامات، وأكد في المقابل أن المنظمة ليست بصدد أي خلاف شخصي مع الفنان محمد صبحي الذي قال انه شخصيا معجب به ويكن له كل محبة وتقدير.

ونفى ابو سعدة ان يكون البيان الاخير، الذي اصدرته المنظمة، في سياق الحملة الاميركية والاسرائيلية ضد المسلسل، معتبرا ان للمنظمة موقفاً واحداً في هذا الصدد وهو انها ضد وقف اي عمل فني او عدم عرضه او مصادرة الحقوق الابداعية لأي فنان تحت اية مسميات.

لكن القضية بالنسبة لحافظ ابو سعدة هي ان هناك جوانب اخلاقية ينبغي عدم تجاهلها وتتعلق بمدى مصداقية هذا العمل الفني الذي استند الى كتاب حول بروتوكولات حكماء صهيون التي اجزم الدكتور عبد الوهاب المسيري وهو من ابرز المتخصصين في دراسة اليهود وتاريخهم بأنها مزورة وغير حقيقية.

وقال ان لهذه البروتوكولات سمعة سيئة لدى الغرب على نحو قد يسيء الى ملايين العرب والمسلمين في الخارج الذين تسعى المنظمة المصرية لحقوق الانسان الى كسب اصوات منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان الغربية الى تبني قضاياهم والدفاع عنها.