براغ: حلف شمال الأطلسي يضم رسميا 7 دول «أوروبية شرقية» إلى عضويته

دول «الناتو» توافق على إنشاء قوة تدخل سريع عام 2006

TT

أعلن صباح امس اللورد جون روبرتسون الامين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) رسميا انضمام سبع دول جديدة الى الحلف هي; بلغاريا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وجاء ذلك اثناء اعلانه بدء اعمال مؤتمر القمة الاول للحلف في القرن الحادي والعشرين في براغ، وفي حضور قادة وزعماء 45 دولة، ليرتفع بذلك عدد الدول الاعضاء في الحلف من 19 عضوا الى 26 عضوا.

وهذا هو التوسيع الخامس للحلف منذ انشائه، فقد انضمت اليه اليونان وتركيا عام 1952، ثم المانيا الاتحادية عام 1955، واسبانيا عام 1982، وكل من تشيكيا والمجر وبولندا عام 1999.

كما وافق قادة حلف شمال الاطلسي امس على انشاء قوة تدخل سريع مستعدة للانتشار على وجه السرعة للقيام بمهمات قتالية «أينما كان ذلك ضروريا»، وان تكون جاهزة بحلول عام 2006.

والتقى روبرتسون اول من امس، قبل انطلاق أعمال القمة بنحو 200 طالب يمثلون 37 دولة اوروبية لمناقشة مستقبل الحلف، إذ ألقى فيهم كلمة لخص فيها اهداف الحلف المستقبلية والتي يتصدرها أمن المواطن والتصدي للارهاب. كما سيلتقي الطلاب خلال القمة مع كبار الزعماء في الحلف من بينهم الرؤساء الاميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك والتشيكي فاتسلاف هافيل والفريق يوسيف دبليو رالتسون القائد الاعلى لقوات الحلف، بالاضافة الى عدد من الخبراء الدوليين ورجال السياسة السابقين.

* أجواء القمة

* ـ بدت العاصمة التشيكية براغ وكأنها خالية من السكان وذلك من جراء الاجراءات الامنية المشددة، إذ أغلقت المدارس والمتاجر القريبة من مكان الاجتماعات.

ـ 12 ألف شرطي يتمركزون في الشوارع والاحياء المجاورة حول مكان اجتماعات القمة.

ـ طائرات مروحية (إف 16) تحلق بين الحين والآخر فوق براغ لاكتشاف وتأمين المكان.

ـ «قلب أحمر صغير» فوق قلعة براغ شد انظار الضيوف الذين حضروا من جميع انحاء العالم، واتضح ان الرئيس التشيكي فاتسلاف هافيل يوقع اسمه دائما بشكل هذا القلب الصغير. وهو رمز تحمله قلعة براغ التي تأسست منذ القرون الوسطى. وفي اطار إحياء الذكرى الثالثة عشرة للثورة التي انهت الشيوعية في البلاد، ـ أضاء الرئيس هافيل القلب للتعبير عن «الحب والتفاهم والاحتشام» على حد قوله، وقال في مؤتمر صحافي عقده مع الرئيس الاميركي «ربما القلب الذي يضيء فوق قلعة براغ يمثل كرمنا».

وفي اطار مأدبة العشاء التي اقيمت مساء اول من امس لقادة الحلف كانت هناك فرصة للتشاور والحديث في ما بينهم. وذكر رئيس الوزراء اليوناني كوستاس سيميتس انه تبادل حديثا خاطفا مع الرئيس الاميركي عن موعد تحديد تاريخ لبدء المفاوضات بشأن القضية القبرصية والاجابة المنتظرة من الجانب القبرصي التركي لتسوية القضية.

ـ نظرا للمطر والضباب الذي خيم على براغ منذ الاثنين الماضي اضاءت سلطات المطار كشافات اضافية ساطعة في مدرجات ممرات مطار روزين الدولي لجعل الامر اكثر سهولة على الطائرات القادمة، والتي لم يحدث أي تأخير في مواعيد الرحلات التي قدمت لحضور القمة.

ـ 3 آلاف صحافي ممثلين لجميع وسائل الاعلام المحلية والعالمية، حضروا التظاهرة.

ـ بعد أن رحب روبرتسون بالزعماء والقادة المشاركين في المؤتمر، وأعلن عن أسماء الدول الجديدة وهنأ قادتها، قال «هذا قرار هام جدا لمنظمة حلف شمال الاطلسي، وخاصة للدول السبع الجديدة»، مشيرا الى ان هناك بلداناً اخرى يتوقع انضمامها الى الحلف بحلول عام 2004.

واضاف: «سوف نواصل مساعداتنا وجهودنا لمتابعة عمليات الاصلاحات لتكوين عائلة الامم الاوروبية الاطلسية، مشيرا الى ان ذلك هو التوسيع الخامس للحلف بعد ان انضمت اليه اليونان وتركيا عام 1952، والمانيا عام 1955، واسبانيا عام 1982، وتشيكيا والمجر وبولندا عام 1999.

وبعد ان ألقى القادة والزعماء كلمات الافتتاح المختصرة اغلقت القاعة على الزعماء لإجراء المناقشات والمحادثات، وسوف يناقش الزعماء في القمة بجانب التوسيع وتحسين القدرة العسكرية، كيفية التنسيق في جهود مكافحة الارهاب، ومن جهته اشار الامين العام للحلف الى ان الدول الجديدة المنضمة للحلف سوف تعمل على المساهمة في خلق مصادر عسكرية لتحسين القيادة والسيطرة على الاصلاحات الجذرية في التركيب العسكري ولخلق قوة تصد سريعة كما ورد في اقتراحات الولايات المتحدة. وعليه فان الحلف سوف يتحرك من استراتيجية أمنية للدفاع الجوي النشيط تعرف باسم «التوجيه المستقبلي للتحالف العسكري»، وهذا يختلف عن شكل الامن الطبيعي العالمي.

وبدأت بعد ظهر امس الاجتماعات واللقاءات بين قادة وزعماء دول «الناتو» مع نظرائهم في الدول المدعوة، والتي سوف يتم من خلالها اتخاذ القرارات بعيدة المدى للحلف وتحديد الادوار والمهام المستقبلية، وذلك بعد ان صرح روبرتسون في الاجتماع قائلا «ان اجتماع براغ هو توسيع وتحويل وتشكيل سيطرة أمنية جديدة بشكل استراتيجي من منظوره الشامل».

ومن جهته وجه الرئيس الاميركي جورج بوش التوبيخ الى بعض الاعضاء «الضعفاء» في التحالف العسكري الغربي لعدم إنفاق ما فيه الكفاية على قواتهم المسلحة.