منظمة التحرير الفلسطينية تتدخل علنيا في الانتخابات الإسرائيلية

TT

اعترف الفلسطينيون بشكل صريح وعلني، امس بأنهم ينوون التدخل في الانتخابات الاسرائيلية، وذلك من خلال طرح مبادرة سلام على الناخبين الاسرائيليين، «حتى يذهبوا الى صناديق الاقتراع وهم مدركون ان فرص السلام لم تضع بعد وان من يعيق تحقيقها هو اليمين الاسرائيلي المتطرف فقط»، كما قال وزير الاعلام والثقافة، ياسر عبد ربه.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي، شاؤول موفاز، قد اتهم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتدخل في الانتخابات الاسرائيلية الداخلية. وقال ان لديه اثباتات على ذلك، «فهو لا يكتفي بارسال المخربين لينفذوا لدينا عمليات ارهاب، بل يقوم بممارسات اخرى هدفها التأثير على اجواء المعركة. ونحن لن نسكت على ذلك ابداً».

يذكر ان مثل هذه التدخلات موجودة منذ الثمانينات، عندما كانت العلاقات محظورة مع منظمة التحرير الفلسطينية. ومع ان المنظمة كانت تتدخل فعلا في الانتخابات الاسرائيلية، وليس فقط بواسطة الاحزاب العربية، بل بتمويل نشاطات حتى لأحزاب يهودية، الا انها كانت دائما تنفي وجود هذا التدخل.

وفي هذه المرة فوجئ الاسرائيليون باعلان الوزير الفلسطيني ان منظمة التحرير الفلسطينية قررت التوجه مباشرة الى الناخبين الاسرائيليين حتى يدركوا حقيقة ما يجري.

وقال عبد ربه «ان منظمة التحرير تمد يدها الى قوى السلام الاسرائيلية لتتفاوض معها من اجل التوصل الى مشروع اتفاق سلام كامل وشامل، حتى يظهر للجمهور الاسرائيلي بوضوح ان الفلسطينيين ليسوا معنيين بشيء سوى السلام. وانه بالامكان التوصل الى سلام اذا وجدت جهة اسرائيلية جادة في الموضوع، وان من يعرقل السلام ليس ياسر عرفات ولا السلطة الفلسطينية بل الحكومة اليمينية الحربية في اسرائيل».

وأضاف عبد ربه انه في حالة امتناع قوى السلام عن التعاون في هذا المجال، فان منظمة التحرير ستطرح خطة سلام فلسطينية على الناخبين الاسرائيليين، هي استكمال للاتفاقية التي اقترب الوفدان، الاسرائيلي والفلسطيني، من التوصل اليها في طابا في يناير (كانون الثاني) 2000 وجمدت بسبب الانتخابات الاسرائيلية وسقوط ايهود باراك.

وزادت تصريحات عبد ربه هذه من غضب اليمين الاسرائيلي، الذي اعتبرها خرقا لاتفاقيات اوسلو وتحفظوا منها في معسكر رئيس حزب العمل، عمرام متسناع، حيث انها تخلق وضعا محرجا عموما وتخلق اشكالية قانونية مع اتفاقات اوسلو. الا ان عبد ربه قال انه حذر في هذا الجانب، وان المبادرة صادرة عن منظمة التحرير وليس من السلطة الوطنية.