الاستخبارات الأميركية: بن لادن ربما غير ملامحه منذ ظهوره في آخر فيديو

TT

واشنطن ـ ا.ب: أثارت عودة اسامة بن لادن مجدداً الى السطح تساؤلات في اوساط المسؤولين الاميركيين عن مكافحة الارهاب حول الشكل الجديد الذي ربما يكون قد عاد به زعيم «القاعدة» الى العمل. ولان بن لادن اختار ان يعود عبر ارسال شريط صوتي مسجل بدلاً من شريط فيديو، فان خبراء الاستخبارات قد استنتجوا انه يحاول اخفاء مظهره. ويستند الخبراء الى مجرد شكوك وليس إلى ادلة قاطعة، في تحليلهم بان مظهر بن لادن ربما تغير منذ رسائل الفيديو التي ارسلها قبل نحو عام.

ولا يزال مكان بن لادن مجهولا، إلا ان المسؤولين الاميركيين يقولون انهم لم يغيروا فكرتهم حول احتمال وجوده في الجبال الوعرة على الحدود بين افغانستان وباكستان، وهي منطقة قبلية يخشى الاميركيون وحلفاؤهم التوغل فيها. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) فيكتوريا كلارك «لا اعتقد اننا قلنا اننا نملك اي ادلة موثوقة حول مكان وجوده».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يفكر في هذه المطاردة الطويلة وغير المجدية، اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده مع الرئيس الاميركي جورج بوش في بوشكين قبل يومين، عندما قال «والآن، اين اختفى اسامة بن لادن يا ترى؟ يقولون انه في مكان ما بين افغانستان وباكستان».

وفي آخر شريط فيديو، سجل اواخر نوفمبر (تشرين الثاني) او اوائل ديسمبر (كانون الاول) الماضيين، بدا بن لادن مرهقا وهزيلا. وقال خبراء مكافحة الارهاب انه ربما يكون حريصا هذه المرة على اخفاء الامراض والاصابات التي اصيب بها عن الناس. ويعتقد الخبراء انه ربما يكون قد جرح في تورا بورا، التي يعتقدون انه كان يختبئ بها في تلك الايام. وتنتشر الاشاعات بانه يعاني من مرض كلوي، وهو امر لم يتأكد حتى الآن بالنسبة للاستخبارات الاميركية. ويعتقد بعض المسؤولين كذلك انه غير مظهره ولكن ليس هناك دليل على ذلك ايضا.

ولكن بن لادن لا يتردد في استخدام كل الحيل لافشال المطاردة. فقد كان قبل بدء الحملة العسكرية الاميركية في افغانستان، يستخدم بعض الاشخاص الذين يشبهونه في المظهر، والقوافل الوهمية. ويسود اعتقاد انه طاف افغانستان كلها داخل سيارة اسعاف.

والشريط الصوتي المسجل الذي دفع بموضوع بن لادن مرة اخرى الى الظهور كان قد اذيع في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، وبعد ان فحصه الخبراء الاميركيون تأكد لهم ان الشريط حقيقي وان المتحدث فيه كان فعلا بن لادن. وفي شريطه المسجل هدد زعيم «القاعدة» بمزيد من الهجمات، كما اشار الى العديد من العمليات التي نفذت في الآونة الاخيرة واشاد بها. وكان ذلك اول دليل يظهر بعد عام تقريبا، يؤكد ان بن لادن استطاع ان يفلت من الهجوم الاميركي على افغانستان.

ومع ان الشريط اثار المخاوف من وقوع هجمات جديدة، فانه ربما يعرض بن لادن لاحتمالات اكتشاف مكان وجوده، حتى وان كان متحصناً في الجبال النائية على الحدود الافغانية ـ الباكستانية. ومع ان ادارة بوش حاولت ان تقلل من اهمية موضوع بن لادن كهدف مركزي في حربها ضد الارهاب، الا ان الكثيرين يعتبرونه الهدف الاساسي في القضاء على شبكة «القاعدة».

ولم يزود اعتقال الكثيرين من كبار مساعدي بن لادن هذا العام، مسؤولي الاستخبارات الاميركية بمعلومات محددة حول مكان اختفائه. وفي بداية نوفمبر الحالي اعتقلت السلطات قائد عمليات «القاعدة» في منطقة الخليج، ويدعى عبد الرحمن النشيري. وفي يونيو (حزيران) الماضي، اعتقل عمر الفاروق، مبعوث تنظيم «القاعدة» الى جنوب شرقي آسيا، وقائد العمليات هناك ابو زبير الحايلي. كما اعتقل في مارس (آذار) الماضي في باكستان ابو زبيدة المسؤول العسكري السابق في «القاعدة».

لكن اتضح ان كل هؤلاء لا يعرفون مكان اختفاء بن لادن، او يمتنعون عن الادلاء بما يعرفون. وقال فينس كانسترارو، الرئيس السابق لمكافحة الارهاب في وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. ايه) «ان المنطقة التي يمكن ان يوجد فيها بن لادن على الحدود الافغانية ـ الباكستانية، منطقة شاسعة، ولا توجد فيها سلطة حكومية على الجانبين، وهناك اماكن لا حصر لها يمكنه ان يختبئ فيها».