بليكس والبرادعي «حاضران» في لعبة «المحيبس» الشعبية الرمضانية بالعراق

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يمضي العراقيون لياليهم الرمضانية في ممارسة لعبة «المحيبس» التي تعتمد على دقة «البحث والتحري والتحقق» للعثور على المحبس مثل المهام الرئيسية التي يمارسها المفتشون الدوليون في بحثهم عن الاسلحة العراقية، التي من المتوقع استئنافها بعد غد. وتعبيرا عن متابعتهم التحضيرات الخاصة بعمل المفتشين، اطلق العراقيون على الذين يقودون الفرق المتبارية اسمي كبير المفتشين هانس «بليكس» ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد «البرادعي» ليؤكدوا على مدى «حساسية المباراة».

وتعتبر «لعبة المحيبس» واحدة من الالعاب الشعبية التي تظهر خلال شهر رمضان ويمارسها فريقان من الرجال يصل عدد كل فريق الى 50 شخصا اي مائة يد في كل جانب. واطلق اسم بليكس على «الاسطى» الذي يقود عملية البحث والتحري عن المحبس المخبأ في واحدة من الايادى الممتدة امامه. اما الذي يحمل اسم البرادعي فهو الشخص المساعد. وكان ابو فراس الرجل الضخم الذي حمل اسم بليكس يحدق بدقة في عيون عشرات الرجال والشباب المشاركين في اللعبة بحثا عن المحبس المخبأ في يد احدهم في هذه اللعبة التي ينتصر فيها «من يستطيع ان يحزر اولا».

وجلس المشاركون في اللعبة على مصاطب خشبية خارج مقهى لا يحمل اي اسم في الواجهة بل لوحة في الداخل كتب عليها عبارة «كلنا فداء من اجل العراق والرئيس صدام حسين». وكان مساعد ابو فراس، وهو ابو جاسم الذي اعطي لقب البرادعي يسير خلف ابو فراس مقدما له الملاحظات. ويقول علي سالم وهو رجل مسن يراقب اللعبة «انهم يستحقون هذه الاسماء لأنهم يجيدون فن العثور على الشخص الذي يخبئ المحبس بيده من بين الآخرين». وهذا بالطبع هو انعكاس لعمليات التفتيش. ويقول ابو فراس ان «الاختبار النهائي يكمن في عيون الشخص. اقرأ كل شيء في عينيه» قبل ان احدد الموقف منه، مشيرا الى انه يلعب هذه «اللعبة منذ سنوات قبل ان اصبح خبيرا فيها منذ سنين».

ويشارك في هذه اللعبة عشرات من الفرق الشعبية القادمة من مختلف المحافظات في منافسات ترعاها اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية التي يترأسها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي. ونظرا لشعبية هذه اللعبة واهتمام العراقيين بها، بدأ تلفزيون الشباب الذي يشرف عليه عدي صدام حسين تقديم نموذج لها عبر الشاشة طيلة ليالي رمضان يعتمد على الكومبيوتر في تحديد المواقع عبر الاتصالات الهاتفية للمشاهدين من المنازل. وقال الحاج عبد نجم «نحن مصممون على ان نلعبها لنثبت ان التهديدات الاميركية لشن عدوان لا تخيفنا ولا تفسد قدسية شهر رمضان ولا حياتنا اليومية».