دراسة علمية مكثفة تؤكد عدم وجود مرض عصبي أطلق عليه «مركب حرب الخليج»

TT

اُعلن امس أن دراسة علمية بريطانية مكثفة قد تمخضت عن نتائج تؤكد عدم وجود مرض ما يسمى «متلازمة حرب الخليج» الذي يعاني منه حوالي 35 الف جندي ممن اشتركوا في حرب الخليج الثانية. وذكرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية امس ان الدراسة الاعمق من نوعها، تدل على ان الاعراض التي يشكو منها هؤلاء الجنود ليست ناتجة عن تعرضهم خلال الحرب لغازات كيماوية او عن اللقاحات التي أُعطيت لهم إبان الحملة. ومعروف أن الجنود يشكون من أعراض عدة منها الشعور بالانهاك العام وآلام العضلات وفقدان بعض الحواس. والمتوقع أن تأتي خلاصة الدراسة التي ستنشر في تقرير أعدته «وحدة البحوث حول مرض حرب الخليج» مخيبة لآمال الجنود الذي يحاولون منذ أعوام إقناع الحكومة بوجود مرض «متلازمة حرب الخليج» نجم عن إعطائهم مضادات تحتوي على مادة «اورغانو فوسفات». بيد ان الدراسة التي مولتها وزارة الدفاع وقام بها باحثون، تدل على انه لا وجود للمركب المزعوم، مع انها تقر بأن الوضع الصحي العام لأولئك الجنود اسوأ من وضع زملاء لهم شاركوا في حروب أخرى. واشتملت الدراسة على اختبارات دماغية مكثفة على 49 جندياً يعانون من الاعراض العصبية للمركب المزعوم، ومقارنة نتائجها مع اختبارت أخضع لها 29 عسكرياً لا يشكون من هذه الاعراض.

وأكد البروفسور سيمون ويسلي، وهو المؤلف المشارك للتقرير، انه «لا دليل قاطعاً (على وجود المركب). ليس هناك داء جديد يُسبب مركب حرب الخليج. هناك آثار صحية لحرب الخليج». واضاف الباحث الذي يُنشر تقريره بعد غد في مجلة «نيورولوجي» الاميركية العلمية، أن الجنود الذين شاركوا في حرب الخليج لم يتعرضوا الى إصابات في الجهاز العصبي أخطر من تلك التي يشكو منها مقاتلون آخرون. واعتبر ان المشاكل التي يعاني منها مقاتلو حرب الخليج نجمت اساساً عن «الافتقار الى العناية (الطبية البريطانية). أميركا تعامل جنودها بصورة افضل بكثير من بريطانيا». إلا ان البروفسور مالكوم هوبر، وهو كبير المستشارين الطبيين لـ«جمعية جنود الخليج»، رأى أن الدراسة «غريبة للغاية، وغير مقنعة وعديمة الاهمية من الناحية الاحصائية». وأكد العالم ان الجنود يعانون من مشاكل في أجهزتهم العصبية المركزية بسبب الحرب كما تدل حالات عديدة.