«الباسيج» يتظاهرون ضد أميركا في طهران والداخلية الإيرانية تمنع مظاهرة طلابية إصلاحية

TT

تجمع حوالي عشرة آلاف من عناصر الميليشيا الاسلامية (الباسيج) امس في بزاتهم العسكرية امام المبنى الذي كان يضم السفارة الاميركية في طهران وهم يهتفون «الموت لاميركا»، فيما ذكرت مصادر طلابية ان مظاهرتين كان الطلاب يريدون تنظيمهما ظهر امس في جامعتي «العلم والصناعة» و«امير كبير» للعلوم التقنية في طهران الغيتا بسبب امتناع السلطات المسؤولة عن الترخيص لهما. وكانت ميليشيا الباسيج الايرانية الخاضعة لسلطة المرشد الاعلى للجمهورية، آية الله علي خامنئي، تدخلت عدة مرات لوقف مظاهرات طلابية خلال الايام الماضية، وشاركت في الماضي في قمع الحركة الطلابية في يوليو (تموز) 1991.

وقد تعذرت معرفة ما اذا كانت السلطات اصدرت في ظل التوتر السياسي الشديد، منعا شاملا للمظاهرات الطلابية او ان هذا الاجراء لا يشمل سوى المظاهرتين المذكورتين.

وكانت وزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا المشرفة على التعليم العالي وتواجه حملة من المحافظين المتشددين، قد دعت الطلاب، الاربعاء الماضي، الى وضع حد للمظاهرات التي انطلقت في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) احتجاجا على الحكم بالاعدام في حق المثقف هاشم اغاجري.

ومنذ ذلك الحين ينظم الطلاب مظاهرات سياسية الطابع تواجه بانتقادات عنيفة من جانب الاسلاميين المتشددين. وأمس خلت ساحة المظاهرات للمتشددين فاصطف آلاف الرجال المسلحين برشاشات كلاشنيكوف من عناصر «الباسيج» وحوالي الفين من النساء في صفوف امام مبنى السفارة الاميركية في طهران، الذي تطلق عليه السلطات الايرانية اسم «وكر الجواسيس» السابق.

وتضم ميليشيا الباسيج متطوعين معظمهم من شبان المدارس الثانوية والكليات ويتبعون مباشرة الحرس الثوري الايراني. واتهمت قيادة حراس الثورة الولايات المتحدة بتشجيع التوتر الحالي في ايران من اجل «نسف الوحدة بين الشعب والمسؤولين» وذلك امام تجمع عناصر الميليشيا امس. وأدان قائد حراس الثورة، الجنرال يحيى رحيم صفوي، الذي خاطب المتظاهرين، الولايات المتحدة و«النظام الصهيوني» واتهم واشنطن «بتشجيع التوترات» في ايران من اجل زعزعة استقرار البلاد. لكنه دعا الى الهدوء داخل البلاد كما دعا بعض «المجموعات السياسية» الى «وقف استفزاز الطلاب» لخدمة «مصالحها السياسية»، واضاف ان «ايران ترفض ان تكون شاهدا على احتلال عسكري للعراق من قبل الولايات المتحدة لان ذلك سيتعارض مع المصالح الايرانية».

وغالبية عناصر الباسيج الذين تجمعوا امام السفارة السابقة التي اصبحت مركز تدريب لحراس الثورة من موظفي القطاع العام الذين ارتدوا البزات العسكرية لهذه المناسبة.

والاسبوع الحالي ـ الذي بدأ أول من أمس ـ مخصص للميليشيا الاسلامية بينما تشهد ايران جواً من التوتر السياسي الشديد. وسيبلغ تحركهم ذروته الجمعة المقبل حين يتظاهر مئات الآلاف منهم، وعلى حد قولهم اكثر من خمسة ملايين، بمناسبة «يوم القدس».