ردت بيونغ يانغ امس على القرار الاميركي القاضي بحرمانها من شحنات النفط الحيوية لاقتصادها باعلان عزمها موافقة سريان القرار، مطلع الشهر المقبل، بوقف جميع تداولاتها بالدولار الاميركي. وستكون كوريا الشمالية الدولة الثانية، بعد العراق، التي تقبل على مقاطعتها للعملة الاميركية في تعاملاتها. وذكر راديو كوريا الدولي في خبر اورده على صفحته عبر الانترنت ان بيونغ يانغ ستمنع استخدام الدولار وستكتفي بتداول اليورو الاوروبي في جميع معاملاتها التجارية بالاضافة الى اعتزام الحكومة سحب كافة العملات الاميركية من المواطنين واستبدالها بالعملة الاوروبية. وذكر المسؤول عن قسم الصرف الاجنبي في بنك التجارة الكوري انه سيتعين على الكوريين الشماليين والاجانب تحويل حساباتهم الدولارية الى اليورو او عملات اخرى قبل ان يتم تغييرها تلقائيا، اذا لم يقدم اصحاب هذه الحسابات اعلانا عن اموالهم بحلول نهاية الشهر الجاري. وابلغ المواطنون بالاقبال على تغيير مدخراتهم البنكية إلى أي عملة أخرى، وإلا سيتم تحويلها آليا إلى اليورو. وقال تقرير لوكالة شينخوا الصينية للأنباء من عاصمة كوريا الشمالية إنه سيبدأ سريان هذا القرار في ديسمبر (كانون الاول) المقبل، اي بعد ايام قليلة. وأضافت الوكالة أن عينات من العملات والأوراق النقدية لليورو تم عرضها أمام البنك التجاري الكوري التابع للدولة مع إعلان للمواطنين بتغيير مدخراتهم من الدولارات. وتنامى التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إحدى دول «محور الشر» وفقا للرئيس الأميركي جورج بوش، بعد أن تردد أن بيونغ يانغ قد اعترفت بتطويرها برنامج للأسلحة النووية. وقالت الولايات المتحدة إنها ستوقف شحنات النفط بدءا من الشهر القادم لمحاولة إجبار كوريا الشمالية على التخلي عن برنامج سري لانتاج وتصنيع الاسلحة والصواريخ النووية.
وكانت كوريا الشمالية قد تعهدت في اتفاق وقعته عام 1994 بوقف تطوير الأسلحة النووية مقابل الحصول على نفط وفوائد أخرى تدفع ثمنها الولايات المتحدة. ورفضت كوريا الشمالية الجمعة الماضي السماح بدخول مفتشين دوليين لكي يتحققوا من المصادر التي يستخدم فيها الوقود بموجب الاتفاق.