الأمن الفرنسي يعتقل قياديا مهما في تنظيم «القاعدة» في أوروبا

TT

في إطار حملتها المستمرة لتفكيك الخلايا المرتبطة بمنظمة «القاعدة» والحركات الأصولية المتطرفة بشكل عام، نجحت قوى الأمن الفرنسية صباح أمس في وضع اليد على ما تعتبره أحد «القيادات المهمة» في تنظيم «القاعدة» في فرنسا.

فقد اعتقلت القوى الأمنية فجر أمس الاثنين الجزائري ـ الفرنسي سليمان خلفاوي في منزل شقيقته الواقع في محلة مونفرمي، في منطقة السين سان دنيس، شمال باريس. وتؤكد مصادر جهاز مكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب، في باريس، إن سليمان خلفاوي، 27 عاما، مقربا من الأصولي الجزائري رباح قادري، المعتقل في لندن والمتهم بالتحضير لأعمال إرهابية في العاصمة البريطانية وتحديدا عمليات إرهابية بنشر الغازات السامة في مترو لندن.

وبالنظر لأهمية الحدث، فقد أعلن وزير الداخلية الفرنسي نيكولا سركوزي أن توقيف خلفاوي «عمل جميل» وأنه «حدث مهم في الحرب على الإرهاب».

وكانت أجهزة الأمن الفرنسية المختصة قد اعتقلت يومي السبت والأحد الماضيين خمسة أصوليين في العاصمة باريس ضواحيها، أحدهم رضوان داوود، الذي فر من سجنه في هولندا، في يونيو (حزيران) الماضي ليقع السبت في شباك أجهزة الأمن الفرنسية.

وفجر أمس اعتقلت الشرطة الفرنسية كذلك خمسة أشخاص آخرين بينهم امرأة في محلة كليثي ـ سوربوا القريبة من مونفرمي. وتؤكد أوساط الشرطة أن سليمان خلفاوي حارب في البوسنة وفي أفغانستان وأنه حاول الهرب عند وصول رجال جهاز «الرقابة على الأراضي» (أي مكافحة التجسس) إلى المنزل الذي كان موجودا فيه.

وبحسب المعومات المتوافرة في باريس فإن خلفاوي متهم كذلك بالانتماء إلى «مجموعة فرانكفورت» الأصولية التي كانت تخطط لعمليات إرهابية على الأراضي الفرنسية وتحديدا ضد كاتدرائية ستراسبورغ (شرق فرنسا) في نهاية عام 2000.

وتعتبر الأجهزة الفرنسية أن خلفاوي كثير الاتصالات والعلاقات في الأوساط الإسلامية.

ومن العلاقات معرفته الوثيقة بأحمد رسام، المعتقل من الولايات المتحدة الذي كان يخطط لعمليات إرهابية على الأراضي الأميركية أواخر عام 1999.

وتظن الأجهزة الفرنسية أن خلفاوي كان يخطط لأعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية.

وجاءت عمليات اعتقال الأصوليين الستة بناء على مذكرة من قاضيي التحقيق جان لوي بروغيير وجان ـ فرنسوا ريكار. واستند قاضيا التحقيق، في تسطير مذكرات للاعتقال، على معلومات حصلا عليها من الأجهزة الأميركية التي استجوبتنا خمسة فرنسيين ينتمون إلى «القاعدة»، اعتقلوا في أفغانستان وهم معتقلون حاليا في غوانتانامو، في كوبا.

وخلال الأيام الثلاثة الأخيرة اعتقلت الأجهزة الأمنية 11 أصوليا. ويتيح القانون لهذه الأجهزة استجواب الموقوفين طيلة أربعة أيام قبل تقديمهم إلى قاضي التحقيق الذي عليه إما توجيه اتهامات رسمية لهم والأمر بسجنهم أو إخلاء سبيلهم.