حواجز الاحتلال تحرم المسافرين الفلسطينيين من الإفطار مع ذويهم

TT

منذ ان هل شهر رمضان المبارك تحرص زوجة سلمان على تزويده يوميا وقبل ان يغادر المنزل في بداية يوم عمل جديد، بحبات من التمر وشيء من الفاكهة وزجاجة ماء. فسائق الاجرة هذا الذي ينقل الركاب من مدينة غزة الى مدن جنوب القطاع مثل خان يونس ورفح وغيرهما كثيرا ما يرتفع اذان المغرب معلنا نهاية الصوم، وهو وركابه محتجزون عند النقاط العسكرية الاحتلالية على شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه.

وكثيرا ما انتظر سلمان وزملاؤه ساعات بعد رفع اذان المغرب امرا من جنود الاحتلال يسمح لهم بعبور الحواجز. لذا فقد درج جميع السائقين والمواطنين المسافرين على الاحتفاظ بما يكسرون به صومهم اثناء فترة الانتظار.

فخلافا لما عليه الحال في الضفة الغربية فانه لا توجد في قطاع غزة طرق ترابية يمكن ان يلتف فيها المواطنون على الحواجز الاحتلالية، فدوريات الاحتلال المحمولة تتحرك باستمرار في المنطقة، ولا تتردد في اطلاق النار على كل من يحاول تجاوز حواجزها.

من هنا فان ادراك السائقين والركاب للافطار مع افراد اسرهم مرهون بنيات عناصر جيش الاحتلال التي تتمركز على الحواجز. ويؤكد جمال (35 عاما)، وهو سائق اجرة يعمل على خط غزة ـ خان يونس، ان الجنود يتعمدون احتجاز السيارات على الحواجز بالضبط قبل وقت قليل من ارتفاع اذان المغرب حتى يفوت عليهم تناول طعام الافطار مع ذويهم. ويوضح جمال ان احد جنود الاحتلال ابلغه بشكل سافر انه تعمد احتجازه واحتجاز ركابه حتى يفوتهم الافطار مع اسرهم.

وفي احيان كثيرة لا يكون مع السائقين والركاب الزاد الذي يكسرون به صيامهم، وتكون الحواجز بعيدة عن القرى الفلسطينية، لذلك فان صيامهم يمتد حتى ساعة متأخرة من الليل تصل في بعض الاحياء الى الساعة العاشرة.

وفيما الوضع كذلك يحاول اهالي القطاع انهاء معاملاتهم بشكل مبكر والعودة الى بيوتهم في وقت يكون معه بالامكان ادراك الافطار مع افراد اسرهم. وغني عن القول ان الناس هنا لا يتحركون عبر الحواجز الا مضطرين.

اما في الضفة الغربية فقد انتشرت ظاهرة جديدة بحلول رمضان، يترجل فيها المئات من السائقين والركاب من السيارات ويتناولون طعام الافطار بشكل جماعي. ويحرص اهل القرى المحيطة بالحواجز العسكرية في كثير من الاحيان على تنظيم افطار جماعي للعالقين على الحواجز.

ويؤكد الكثيرون من الذين مروا بهذه التجربة ان جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز يصيحون بشكل هستيري وهم يشاهدون المنظر على اعتبار انهم نجحوا في منع المصلين من تناول الافطار مع ذويهم.