باسنان لـ«الشرق الأوسط»: حرم السفير السعودي ساعدت زوجتي بشيك شهري للعلاج... ولم أشاهد المحضار أو الحازمي قط

TT

لا تزال الانباء تتحدث عن علاقة رجل الأعمال السعودي أسامة باسنان الذي اعتقل في سان دييغو يوم 22 أغسطس (آب) الماضي ولمدة 85 يوما بسبب مخالفة قوانين الهجرة، بسعودي آخر هو عمر بيومي الذي رددت تقارير أميركية انه قدم مساعدة لدفع تكاليف إقامة اثنين من منفذي أحداث 11 سبتمبر (أيلول) هما خالد المحضار ونواف الحازمي.

وفي جدة التقت «الشرق الأوسط» أسامه باسنان الذي أفرج عنه قبل أيام، وأجرت حواراً معه حول تفاصيل كثيرة قبل وأثناء فترة سجنه، في الوقت الذي عانت زوجته (الفلسطينية) ماجدة دويكات نفس المصير ولكنها خرجت قبل زوجها من السجن بأسبوع.

ورد باسنان على التقارير حول تلقيه وزوجته أموالا من حرم السفير السعودي في واشنطن، وايضا عن سبب تواجده لسنوات في الولايات المتحدة. وفي ما يلي نص الحديث:

* متى دخلت الولايات المتحدة؟ ولماذا؟

ـ قبل سنوات بحثا عن علاج لزوجتي التي تعاني من انتفاخ نشط في الغدة الدرقية، ونظرا لحساسية العملية الجراحية التي أجريت لها، كان يجب البحث بدقة متناهية عن تاريخ الطبيب الذي سيقوم بالعملية من ناحية مهنية بحيث لا يتسبب في قطع الحبال الصوتية وبالتالي فقدان الصوت.

وبحكم أن زوجتي ممرضة ولديها شهادات تخصص في ذلك، كما أنني لدي اطلاع كامل على هذه النواحي (الطبية) فاننا بحثنا عن الطبيب المناسب، وكان ذلك يحتاج الى وقت، وأثناء ذلك دخلت زوجتي اختبارا للحصول على شهادة الزمالة الأميركية في التمريض كي تساعد في رفع المستوى المادي حتى نعود الى السعودية، حيث ان مثل هذه الشهادة تزيد دخلها شهريا ما بين 5.1 الى 8 آلاف ريال وهذا مبلغ جيد بالطبع. لكنها لم توفق في المرة الأولى، ومحاولتها لدخول الاختبار للمرة الثانية لم تتم بسبب مشكلة مخالفة اجراءات الاقامة. واثناء ذلك ايضا حملت زوجتي، مما استدعى متابعة حالتها المرضية بشكل يومي، كل ذلك شتت ذهني في تصحيح أمر إقامتي خاصة مع التعاون الأميركي معنا كسعوديين في هذا الخصوص قبل أحداث سبتمبر.

* تعني انك دخلت الولايات المتحدة قبل أحداث 11 سبتمبر؟

ـ نعم.

* كم مدة التأشيرة التي حصلت عليها؟

ـ ستة اشهر.

* حين انتهت التأشيرة ألم تتصل بالجهات المختصة لتجديدها؟

بالطبع، وذهبت أوراقي عبر المحامية المختصة الى ادارة الهجرة، وقال لها ضابط مسؤول (وهذا قبل الأحداث)، ان السعوديين لا يحتاجون الى تجديد لأوراقهم فهم يفيدون الاقتصاد الأميركي ولا يضروننا، سواء كانوا طلابا، أو رجال أعمال أو يأتون الى العلاج. واعتقدت أن موضوع علاج زوجتي لن يطول، لكن للأسف هذا ماحدث. ويوم القبض علي كنت أصلا عائدا من القنصلية السعودية بشأن تصحيح وضع اقامتي.

* أليس غريبا أن تبقى طوال تلك المدة في الولايات المتحدة دون عمل أو وجود دخل ثابت؟

ـ أولا أنا كنت أتلقى مساعدات مالية من والدي المقيم في السعودية، بجانب تكفل سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن بدفع تكاليف العملية وتقديم مساعدات مادية لنا من وقت لآخر، وهو ما ساهم في تغطية التكاليف مع زوجتي وأطفالي الستة عبد اللطيف، 11 سنة، وعبد الله، 10 سنوات، وفاطمة، 8 سنوات، وسلمى، 8 سنوات، ونور، 5 سنوات، ووداد، 3 سنوات.

إضافة الى ذلك، عملت في فترات متقطعة في تجارة السيارات الأميركية، وإرسالها الى السوق السعودية، ويمكن الاتصال بمن اشتراها هنا والتأكد من ذلك لمن يرغب.

* ألا تتفق معي بان البعض قد يشك بأن ذلك هجرة الى أميركا بشكل غير مباشر؟

ـ لا.. على العكس ففي كل يوم أتمنى أن أنهى ارتباطي بالولايات المتحدة وأعود الى بلدي، ولعلمك انه أثناء زواجي السابق من أميركية، انفصلت عنها في بداية التسعينات، كان بالامكان حصولي على الكارت الأخضر الذي يتيح لي البقاء في الولايات المتحدة. وحتى في العرف ليس هناك سعوديون يتركون بلدهم ويهاجرون. وأشير هنا الى انني درست في الولايات المتحدة وذهبت لشراء السيارات والمتاجرة بها، ومن ثم ذهبت بزوجتي كي أعالجها.

* تتحدث التقارير الاعلامية الاميركية عن علاقتك بالسعودي عمر بيومي، وانه كان قد ساهم في دفع تكاليف اقامة خالد المحضار ونواف الحازمي، ما مدى دقة ذلك؟

ـ أولا، أنا لا أنكر انني قابلت عمر بيومي في الولايات المتحدة، لكن في مسجد الحي في كليرمونت ميسا بمدينة سان دييغو مثله مثل بقية الناس والمسلمين، واذا كان الاميركيون سيحاسبون كل مسلم على أفعال ومخالفات من صلى معه فلن يبقى أحد دون حساب.

* هل كان هذا الموضوع محور حديث أثناء التحقيقات؟

ـ نعم هم حاولوا اقناعي، بأن معرفتي بأي احد متهم لا تضرني بشيء ومن ثم يريدون ان يثبتوا ما ليس له وجود.

* مثل ماذا؟

ـ مثل معرفتي ببعض الاشخاص الذين ليست لي علاقة بهم على الاطلاق. ولا اخفيك ان انشغالي بالحصول على بعثة صحية شغلني عن كل شيء.

* هل شاهدت المحضار او الحازمي المتهمين بتنفيذ احداث 11 سبتمبر في المجمع؟

ـ لم اشاهدهما ابدا.

* هل قبض على جيران لكم في السكن؟

ـ ليس هناك احد لم يقبض عليه، ولا اعرف شخصا سعوديا أو عربيا أو مسلما لم يكن سئل او قبض عليه في سان دييغو تحديدا، وينتهي أمره بحالات: إما تركه وشأنه كونه لم يثبت عليه شيء او دفعوه كفالة، أو تم تسفيره اذا كان مخالفا للأنظمة الخاصة بالاقامة. كما أن هناك منطقة في جنوب لوس انجليس، اسمها «اورنج كاونتي» تعج بالعرب والمسلمين وفيها بعض المؤسسات العربية وحسب ما ينقل لنا انه تم استجواب نحو 10 آلاف شخص في تلك المنطقة.

* كيف تم اعتقالك؟

كنت عائدا من القنصلية السعودية في مدينة لوس انجليس لتصحيح وضعي إلا انه تم القبض علّي في اليوم ذاته في محطة بنزين قريبة من منزلي، امام الناس، حيث تجمع اكثر من 25 رجل شرطة لهذا الغرض، بشكل سينمائي، رغم ان منزلي (الذي استأجره)، معروف ومسجل لدى الجهات المعنية بشكل رسمي لديهم. وبالنسبة لزوجتي تم القبض عليها في منزلنا، وسحبت الى السجن، أمام اطفالي الستة الذين تم توزيعهم على عائلتين عربية وأخرى أميركية، الى ان تم ترحيلهم الى السعودية بعدها.

* هل تعرضت للضرب او الإهانة؟

ـ ضرب .. لم أتعرض حقيقة للضرب، لكن حين تم وضع القيود في يدي، تكون مشدودة بحيث انها تؤلمني لعدة ايام بعدها، مع ذلك فان هناك الضغوط النفسية وخوفي على ما سيحدث رغم انني لم اقترف ما يخالف الأمن، كذلك قلقي على أولادي ومستقبلهم الدراسي كون فترة السجن كانت قبل ايام من بدء الدراسة.

* هل استخدمت الهاتف؟ ـ نعم مرات قليلة، وكانت تهضم كثير من حقوقي، وسمح لي بذلك بعد شهر من بداية السجن.

* كيف خرجت؟ ـ كما لا ادري لماذا سجنت لا ادري لماذا تركوني؟ وكما تعلم فانه بعد الانتهاء من قضية مخالفة قوانين الهجرة، يتدخل مكتب المباحث الفيدرالي الى أن ينتهي من تحقيقه، ومن ثم يعود ملف القضية إلى محكمة الهجرة. وفي النهاية حكم عليّ بالترحيل الى السعودية كون التأشيرة ساقطة وليس لأي سبب آخر.

* حول ماذا كان التحقيق يتركز مع زوجتك؟

ـ تقريبا نفس المحاور، سبب التأخير في العودة الى السعودية ومدى معرفتها بمن في المجمع السكني الذي كنا نقيم فيه. وللمعلومية فزوجتي سجنت 78 يوما.

* ما هي حقيقة الانباء التي تحدثت عن مساعدات من الأمير بندر بن سلطان أو من حرمه بشكل شخصي؟

ـ نعم لما اردت تغطية تكاليف العلاج او العملية الجراحية والعلاج، كتبت للأمير بندر خطابا بهذا الشأن وتمت الموافقة عليه، كما حدثت مكالمة بين زوجتي ومكتب الاميرة وتمت الموافقة على منحها مساعدة مثل الراتب بشكل شهري بشيك لاكثر من مرة.

* كم قيمة الشيك؟

ـ هذه امور خاصة بي وبأهلي.

* من هي ماجدة ابراهيم احمد التي جاء اسمها في التقارير الاعلامية؟

ـ زوجتي.

* هل جيرت زوجتك شيكا لاحد سواء عمر بيومي او غيره؟

ـ لم تعط احد سواء عمر بيومي او غيره ايا من تلك الاموال، وديوننا تبلغ اكثر مما استوفيناه من الاميرة هيفاء، وهي واضحة (أي الديون) ولم نقض منها شيئا، ونعمل على سدادها من هنا، ولك ان تتخيل عائلة من ثمانية افراد كيف يعيشون في الولايات المتحدة، فنحن نعتبر في محنة مالية بسبب ضخامة العائلة.

* هل سألتك السلطات الأميركية عن تلك المساعدات؟

ـ المساعدات الأولى الخاصة بالعلاج ومساعدات العائلة بحكم ضخامة عددها، كانت تأتي من وقت لاخر من السفارة وهي غير شهرية ومتقطعة، نظرا لحاجتي الماسة الى المال، لأسدد به التكاليف، كما انه في مرة اصابني نزيف في مستشفى جيفرسون في اليسكاندريا في فرجينيا واعطتني السفارة مساعدة لأسدد الديون فقط.

* كيف رجع الأولاد الى السعودية؟

ـ السفارة مشكورة كلفت مندوباً لهذا الغرض.

* هل تفكر في رفع قضية تعويض؟

ـ أفكر طبعا وبشكل جدي، لكن ليس الان وذلك بعد أن تنتهي آلامي وتعبي، كذلك حين يتعافى أبي الذي يحاول أن يخرج من الازمة النفسية التي حدثت له بسبب اعتقالي.

* الصحف أوردت تقارير عن دعم مالي منك ومن بيومي لاثنين من منفذي هجمات سبتمبر المفترضين، هل تابعت هذه التقارير؟

ـ أود أن أؤكد هنا أن ما تناقلته وسائل الاعلام والصحف الأميركية أمس فيما يتعلق بي وبأهلي، عار من الصحة وهو تشويه للحقائق، ومن المؤسف أن يتم نشر هذه الاتهامات الزائفة، والمعلومات الملفقة لتضيف الى وابل الأذى وسوء المعاملة والتعذيب الذهني والنفسي الذي تعرضت له، أنا وعائلتي لفترة زادت عن 12 أسبوعا خلال فترة اعتقالي وزوجتي.

وانوه هنا الى انه ما كان لسلطات الأمن والهجرة الأميركية ان تطلق سراحي وأهلي إلا بعد أن ثبت لها بما لا يدع مجالا للشك انه لا علاقة لي ولا لزوجتي بكل الاتهامات التي ألصقت بنا ولا تزال تتوالى. وانني اعتبر هذه الاتهامات والمقالات التي نشرت بحقنا ليست إلا جزءا من حملة التشويه المستمرة والتي تقودها الجهات والمجموعات في اميركا المناوئة للمسلمين والعرب عموما، والسعودية فكراً وثقافة ودينا على وجه الخصوص. وانا عاكف هذه الايام للبحث عن فرصة وظيفية تتناسب مع شهادتي في هندسة الكومبيوتر التي احمل فيها بكالوريوس من الولايات المتحدة.