البرادعي عشية استئناف مهمة المفتشين غدا: تعاون العراق سيجعل التفتيش بديلا للحرب.. واستجواب علمائه لن يكون قسريا

مصر تنفي وجود دعوة لعقد قمة عربية لبحث المسألة العراقية وبريطانيا «مقتنعة» بحيازة صدام أسلحة محظورة

TT

فيما وصل 18 مفتشا دوليا الى بغداد امس لاستئناف عمليات التفتيش عن الاسلحة العراقية غدا بعد غياب دام 4 سنوات، وصف مسؤولون في الامم المتحدة استئناف مهام التفتيش بأنها «اختبار حاسم» وان بيد العراق تجنب الحرب والاندماج مجددا في المجتمع الدولي. وقال محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة امس «إن تعاون العراق الايجابي والشفافية المطلقة من جانبه سيجعل التفتيش بديلا للحرب وليس مقدمة للحرب».

واضاف البرادعي بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك ووزير الخارجية المصري احمد ماهر والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه «في حال تعاون العراق بالكامل فلن تكون الحرب حتمية ولن تكون بديلا اذا تمكنا من ارسال تقارير ايجابية الى مجلس الامن بأن العراق خال من اسلحة الدمار الشامل». وحول نقل العلماء العراقيين الى الخارج لاستجوابهم، اكد البرادعي ان «استجواب العلماء سيكون برضاهم ولن يكون قسريا وسيكون بالتعاون مع الحكومة العراقية».

واضاف ان «الهدف هو التأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وليس افراغه من العلماء». وحول مطالبة وزير خارجية العراق الدكتور ناجي صبري الحديثي في رسالته الاخيرة الى الامين العام الامم المتحدة كوفي انان بضرورة ممارسة المفتشين لعملهم بنزاهة، قال البرادعي أن عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتسم دائما بالموضوعية والحياد سواء كان ذلك في الماضي او في المستقبل.

وحول طلب الدول العربية بضرورة تواجد مفتشين عرب ضمن فرق التفتيش، قال البرادعى إن فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تضم دائما مفتشين عربا مشيرا الى ان فريق التفتيش الاول الذى سيكون في العراق غدا يضم مفتشة مصرية تعمل في الوكالة الدولية في حين تضم لجنة «انموفيك» عددا من المفتشين الاردنيين. وأشار الى أن عمليات التفتيش ستكون عملية مستمرة لشهور ولعلها تمتد لسنوات. من جهته، قال موسى ان «هناك 17 خبيرا عربيا في مجال التفتيش يعملون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية» موضحا انه سيبعث بقائمة من الاسماء العربية المؤهلة للمشاركة في عمليات التفتيش. وقال هناك «قائمة باسماء سبعة خبراء من الاردن ولبنان ومصر».

ونفى وزير الخارجية المصري أحمد ماهر، من جهته، أن تكون القاهرة تلقت أي دعوة لعقد قمة رباعية تشارك بها مصر والسعودية وايران وسورية لبحث المسألة العراقية. وقال ماهر «أننا سندرس هذه الأمور وسوف نبحث الهدف من الاجتماع». وأعرب ماهر في تصريحات صحافية أمس عن أمله في أن يتجاوب العراق مع المفتشين الدوليين وقال انه أرسل رسالة بهذا المعنى الى وزير الخارجية العراقي حملها السفير العراقي بالقاهرة محسن خليل.

ويضم فريق المفتشين الذي وصل الى بغداد امس 11 مفتشا من لجنة «انموفيك» وستة من اعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبيراً في الاتصالات. واستقل الوفد طائرة «هيركوليس سي ـ 130» تابعة للامم المتحدة اقلعت من لارنكا (قبرص). واعتبرت ميليسا فليمينج الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة استئناف عمليات التفتيش غدا بأنه «اختبار حاسم جدا. والتعاون (بين المفتشين والعراق) ضروري لانجاح عمليات التفتيش وعلينا ان نهتم بذلك اساسا». الى ذلك، اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس عن اقتناعه بان العراق يملك اسلحة دمار شامل، مؤكدا ضرورة «وصول» المفتشين الدوليين الى جميع المواقع. وشدد بلير خلال مؤتمر صحافي في لندن على ان «اي موقع لن يغلق» في وجه المفتشين. وتابع انه ان «رفض (الرئيس العراقي صدام حسين) فتح مواقع ما، سيحول دون وصول المفتشين اليها وسيشكل مخالفة» للشروط التي نص عليها القرار 1441 حول نزع سلاح العراق الذي يطلب من العراق الكشف بحلول 8 ديسمبر (كانون الاول) عن جميع برامج اسلحته. وقال بلير «يجب ان نحصل على تقرير نزيه من صدام»، داعيا العراق الى عدم التلاعب. وتابع «اذا ما تبين ان التقرير غير صحيح، فان ذلك سيكون بالتأكيد انتهاكا فاضحا» لواجباته. من ناحيته، شدد وزير الخارجية الروسي ايجور ايفانوف على ضرورة ان تتمسك الامم المتحدة بوحدتها لتتمكن من تسوية مسألة نزع الاسلحة العراقية. ونقلت وكالة ايتار ـ تاس عن الوزير قوله «ان وحدة اعضاء مجلس الامن الدولي حول مسألة العراق ستمكن من تطبيق القرار 1441». من جهته، طالب العراق مجلس الامن الدولي تحمل مسؤولياته القانونية «والاخلاقية تجاه اية محاولة اميركية وبريطانية لاستغلال» قرار مجلس الامن 1441 للهجوم عليه. واكدت صحيفة «الثورة» الناطقة بلسان حزب البعث الحاكم في افتتاحيتها امس ان على اعضاء مجلس الامن الدولي «تحمل مسؤولياتهم القانونية والاخلاقية تجاه اية محاولة اميركية وبريطانية لاستغلال نصوص القرار للعدوان عليه». واكدت الصحيفة على ان عمل المفتشين سيؤدي الى «الكشف السريع عن زيف الادعاءات الاميركية والبريطانية المغرضة». من جانبها اعتبرت صحيفة «القادسية» ان التعامل مع القرار 1441 يهدف الى «تجنيب العراق الحرب العدوانية الاميركية بوصفها قوة غاشمة ولها اهداف شريرة في المنطقة كما يعني فضح الادعاءات الباطلة والمزاعم الزائفة بامتلاك العراق ما يسمى باسلحة دمار شامل». الى ذلك توقع قال ممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في لندن حامد البياتي وقوع «صدامات» بين السلطات العراقية والمفتشين. واضاف «ان صدام حسين ليس جادا ويريد كسب الوقت». واعرب عن اعتقاده بان الهجوم الاميركي على العراق لا مفر منه قائلا «الصدام آت عاجلا ام آجلا».