مخاوف كردية من تخلي الأميركيين عن الفيدرالية بضغوط إسرائيلية ـ تركية

TT

ترعى العاصمة الفرنسية باريس الجمعة المقبل اوسع مؤتمر يهتم بشؤون الاكراد بحضور كل من جلال طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي وصل باريس امس، ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يصل العاصمة الفرنسية اليوم، وهما ابرز شخصيتين كرديتين تمت دعوتهما لهذا المؤتمر الذي ستستمر اعماله يومين.

والمؤتمر الذي دعا اليه برنارد كوشنر الذي كان يشغل منصب وزير حقوق الانسان في عهد الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ثم عين حاكما لكوسوفو ويعد اكثر الفرنسيين قربا للاكراد العراقيين، بالتعاون مع المعهد الكردي في باريس الذي يديره الكردي التركي كندال نزان، يبدو في اطاره الخارجي اكاديميا حيث دعيت اليه شخصيات اكاديمية وسياسية وثقافية كردية وفرنسية وعربية. لكنه في محتواه الداخلي سياسي بحت اذ سيجتمع وزيرا الخارجية والداخلية الفرنسيان مع بارزاني وطالباني اللذين قد يلتقيان ايضا الرئيس جاك شيراك.

«الشرق الاوسط» تحدثت امس مع سيامين بنا ممثل الحكومة التي يديرها حزب بارزاني في كردستان العراق والدكتور فؤاد معصوم مسؤول مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في لندن للوقوف على ابعاد هذا المؤتمر.

وقال بنا ان تصريحات مشجعة بدرت اخيرا عن الحكومة الفرنسية اكدت على ضرورة حل قضية اكراد العراق بالطرق السلمية وبأسلوب ديمقراطي بعد ان تخلت الادارة الاميركية على ما يبدو والمعارضة العراقية عن مسألة الحكم الفيدرالي كحل اساسي لاقليم كردستان العراق. وعما اذا كانت فرنسا قد تدخلت في الملف الكردي العراقي في محاولة منها لسحب هذا الملف من الادارة الاميركية قال بنا «كما هو معروف فإن اهتمام الحكومة الفرنسية بقضية ومشاكل اكراد العراق ليس جديدا، بل هم اكثر من اهتم بهذا الملف من غيرهم».

واشار الى ان الادارة الاميركية وبتأثير من «اللوبي الاسرائيلي ـ التركي» الضاغط باتجاه عدم تحقيق اي حكم فيدرالي لاكراد العراق قد دفعها للتخلي عن هذا الموضوع وبدأ المسؤولون الاميركيون يتحدثون عن وجود حل القضية الكردية بالوسائل الديمقراطية التي ستتحقق بعد تغيير النظام العراقي من دون الاشارة لمسألة الحكم الفيدرالي.

واشار بنا الى ان المعارضة العراقية هي الاخرى بدأت بالعمل على تمييع مسألة الحكم الفيدرالي لاكراد العراق وقد بدا ذلك واضحا في بعض كتابات اعضاء في المعارضة وتسمية الحكم الفيدرالي بـ«الفيدرالية الادارية» وان يتم اطلاق تسمية فيدرالية على المحافظات العراقية بدلا من تسمية (محافظة).

وكشف عن ان واحداً من اهم اسباب تأجيل مؤتمر المعارضة الذي كان من المقرر عقده في بروكسل ثم نقل الى لندن هي مسألة حسم الحكم الفيدرالي للاكراد، مشيرا الى ان قادة المعارضة العراقية لا يصرحون بذلك ويشيرون الى مسائل تأشيرات السفر وعدد المدعويين كمشاكل اساسية يبررون بها تأجيل مؤتمر المعارضة.

من جهته قال الدكتور فؤاد معصوم ان مؤتمر باريس عن الاكراد سيتناول مجمل القضايا التي تهم الاكراد، مؤكدا ان طالباني وبارزاني سيجتمعان مع وزيري الخارجية والداخلية الفرنسيين ومع مسؤولين فرنسيين آخرين لم يسمهم.

وقال معصوم «لا ادري ما اذا سيجتمع زعيما الحزبين الكرديين بالرئيس الفرنسي شيراك»، لكنه اكد ان طابع الاجتماعات سيكون سياسيا وسيتناول وضع الاكراد العراقيين والمعارضة العراقية بصورة خاصة.

ونفى معصوم حصول اي تغيير في موضوع الحكم الفيدرالي لاكراد العراق وقال «هناك اختلاف في وجهات النظر حول تفاصيل الحكم الفيدرالي لمنطقة كردستان العراق وان هذه المسألة مفروغ منها ولا رجعة فيها».

يذكر ان المعارضة العراقية لم تحسم حتى الآن مسألة الوضع الجغرافي لمدينة كركوك التي يصر الاكراد على انها تابعة من الناحية الجغرافية لكردستان العراق، بينما تصر احزاب وحركات في المعارضة العراقية على ان من يقطن كركوك هم العرب والتركمان والاكراد وانها ليست مدينة كردية.