الحريري يستعجل إنجاز عملية تخصيص الهاتف الجوال

TT

بحث الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق أمس ،مع رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، الخطوات المطلوبة لمتابعة مقررات مؤتمر «باريس ـ 2». وقد اعرب الحريري عن شكره للدور الذي قام به الرئيس الاسد في انجاح المؤتمر.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان سلسلة من الاتصالات واللقاءات ستجري ابتداء من اليوم تحضيراً لاستيعاب نتائج مؤتمر «باريس ـ 2» وتعجيل الخطوات المتصلة به مباشرة ومداورة من اجل الحصول على قروض بقيمة مليار دولار اضافية، لاستخدامها في عملية خفض خدمة الدين العام وحجمه وكذلك خفض العجز في الموازنة العامة للدولة.

وفي هذا الاطار ينعقد اليوم المجلس الاعلى للتخصيخص برئاسة رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري بصفته رئيساً للمجلس، وذلك للبحث في سبل تسريع عملية تخصيص الهاتف الخليوي (الجوال) التي تتعثر عند موضوع الاتفاقية على نقل الموجودات التي ينبغي ان تتوصل اليها الدولة مع شركتي «ليبانسيل» و«سيليس» اللتين تشغلان قطاع الجوال منذ مطلع سبتمبر (ايلول) الماضي لحساب الدولة بعدما فسخ العقد الذي كان قائماً بينهما وبينها والذي كانتا تستثمران هذا القطاع بموجبه.

وقالت مصادر لبنانية شاركت في مؤتمر «باريس ـ 2» لـ«الشرق الأوسط» ان عدداً كبيراً من الدول والمؤسسات التي شاركت في هذا المؤتمر فاتحت الجانب اللبناني في امر التأخر في انجاز عمليات التخصيص وخصوصاً تخصيص الهاتف الجوال. وابلغت الرئيس الحريري والوفد المرافق له انها ستساهم في دعم جهود الاصلاح المالي التي تقوم بها الحكومة اللبنانية فور انجاز هذه العملية.

واجرت المصادر اللبنانية نفسها احصاء للمبالغ التي ابلغت هذه الدول الى لبنان استعدادها لتقديمها اليه اذا اُنجزت تخصيص الهاتف الجوال، فتبين لها انها تبلغ نحو مليار دولار. واشارت الى ان هذه الدول قررت ان تراجع لبنان في هذا الشأن بعد بضعة اشهر من خلال لقاء سيعقد في باريس برعاية الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وفي ضوئه ستقرر المساهمة او عدمها في ما قرره مؤتمر «باريس ـ 2».

وكان المكتب الاعلامي للحريري قد قال ان الرئيس بشار الاسد استقبل رئيس الحكومة اللبنانية صباح أمس في دمشق في قصر الروضة. وافاد البيان ان الحديث خلال اللقاء «تركز على مؤتمر باريس ـ 2» الذي عقد في قصر الاليزيه السبت الماضي بدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك واسفر عن تقديم تسهيلات مالية للبنان مقدارها 4.4 مليار دولار طويلة الامد وبفائدة مخفوضة لدعم جهود الاصلاح المالي للحكومة اللبنانية.

وذكر البيان ان الحريري «شكر الرئيس الاسد على الدور السوري في انجاح المؤتمر. وجرى البحث في الخطوات المطلوبة لانجاح قرارات «باريس ـ 2» واستثمار نجاحه بما يخدم التنمية في لبنان. كما تناول الحديث القضايا الثنائية بين البلدين.

يذكر ان الحريري كان زار مساء اول من امس رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود واطلعه على نتائج مؤتمر «باريس ـ 2» وبحث معه في الاجراءات الواجب اتخاذها لاستثمار هذه النتائج في معالجة المشكلات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان.

وقد تواصلت في بيروت امس المواقف المرحبة بنتائج مؤتمر «باريس ـ 2» واعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء اللبناني عصام فارس المؤتمر «خطوة اساسية تعكس الدعم الدولي للبنان» فيما اعتبره وزير الخارجية محمود حمود بمثابة «قمة مالية».

من جهته، نوه وزير الاشغال العامة والنقل نجيب ميقاتي بالنتائج التي حققها المؤتمر واشاد بالدور المميز الذي لعبه الحريري في التحضير لهذا المؤتمر وانجاحه.