إسرائيل تصعد نبرة التحريض ضد سورية وإيران و«حزب الله»

TT

كما جرت العادة منذ 11 سبتمبر (ايلول) 2001 تشن اسرائيل مرة كل شهر هجوما تحريضيا على كل من ايران وسورية ولبنان و«حزب الله» في محاولة لضمها الى قائمة الارهاب الدولية ودفع الادارة الاميركية الى وضعها هدف لحربها، مثل العراق.

وجاء التحريض هذه المرة على لسان «مسؤول كبير في اجهزة الامن»، الذي بادر الى عقد مؤتمر صحافي مع المراسلين العسكريين اليهود في وسائل الاعلام الاسرائيلية ووجه اليهم تصريحاته طالبا الامتناع عن ذكر اسمه. وقد خصص هذا المسؤول جل كلامه للموضوع السوري ـ الايراني ـ اللبناني.

وقال «ان حزب الله يعتبر اخطر منظمة ارهاب في العالم، حتى انه اخطر من تنظيم القاعدة الذي يقوده اسامة بن لادن. وانه يحول منطقة الجنوب اللبناني الى حقل تجارب للاسلحة الايرانية الجديدة. وان ايران تنوي تزويد حزب الله بالصاروخ الجديد من طرازس «ساغر ـ 5»، البالغ مداه 75 كيلومترا، الذي يستطيع الوصول الى العمق الاسرائيلي حتى حيفا والخضيرة».

وادعى هذا المسؤول ان حزب الله يملك حاليا صواريخ «ساغر ـ1» (وهو تطوير ايراني لصاروخ آر. بي. جي) و«ساغر ـ 3» البالغ مداه 40 كيلومترا (وهو ايضا تطوير ايراني لكاتيوشا). واضاف ان الصواريخ الموجودة لدى «حزب الله» تستطيع حاليا حمل رؤوس متفجرات وزن 43 كيلوغراما، بينما «ساغر 5» يحمل 175 كيلوغراما.

وحذر المسؤول الامني الاسرائيلي من ان ترك «حزب الله» على حريته يعني اتاحة الفرصة له كي يواصل التزود باسلحة خطيرة، مما يهدد بدفع المنطقة الى حرب مفاجئة «ولا ادري اذا كانت اسرائيل جاهزة لمثل هذه الحرب الآن». واضاف ان «هذا الحزب يعتبر اليوم اقوى وأكبر تنظيم ارهابي في العالم. وينتشر اليوم على عشرات المواقع العسكرية التي بناها بنفسه او طور بناءها. ويمتلك القدرة على تدريب كوادره في العديد من دول العالم، واضافة الى ذلك، فانه يحاول وفي الكثير من الاحيان ينجح، في تجنيد مواطنين عرب من اسرائيل (فلسطينيي 48) الى صفوفه. وكلما مضى الوقت يزداد هذا التنظيم قوة وخطورة»، على حد قوله.

واشار الضابط الاسرائيلي الى ان الامور على الحدود الشمالية باتت حساسة للغاية.

وحمل المسؤول الاسرائيلي كلا من الحكومات الايرانية والسورية واللبنانية مسؤولية هذا التطور وقال «ليس عندنا مشكلة في ان نفتح جبهة ثانية، خلال حربنا ضد الفلسطينيين فلا توجد عندنا اية قيود تمنعنا».

وقوبلت هذه التصريحات من المسؤول الامني الاسرائيلي بالفزع. وزاد من خطورة تأثيرها نشر ملخص لتقرير عسكري داخلي حول اوضاع الجبهة الداخلية في اسرائيل، في حالة نشوب الحرب، وجاء فيه ان الاستعدادات لمواجهة حرب لم تكتمل. بل تعاني من نواقص جدية جدا. فهناك نقص في سيارات الاسعاف والاطفاء ولم تتم تدريبات جدية لمواجهة الحرب في الداخل ولا يوجد تنسيق كامل بين الاجهزة المختلفة.

واعد التقرير معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في اسرائيل، بقيادة د. عوزي اراد (المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة الاسبق بنيامين نتنياهو) واشرف عليه الجنرال في الاحتياط، هرتسل شفير. ومن ضمن الامور غير الجاهزة، حسب قوله، ان الحكومة لم تأخذ بالاعتبار امكانية تجنيد كمية كبيرة من العرب في اسرائيل الى حرب كهذه ضد اسرائيل.