لاغوس ـ كادونا ـ وكالات الأنباء: عاد الهدوء لخيم على مدينة كادونا الواقعة شمال نيجيريا بعد الاضطرابات التي هزتها منذ الاربعاء الماضي وادت الى سقوط اكثر من 200 قتيل بعد نشر مقال اعتبر مسيئا للاسلام. في حين اكدت الهيئة المنظمة لمسابقة «ملكة جمال العالم» التي لجأت الى العاصمة البريطانية مضيها في تنظيم مسابقتها، رغم ما خلفت وراءها من قتلى ونزوح اكثر من 4 آلاف نيجيري عن بيوتهم في الشمال. كما اعربت الصحافة البريطانية وبعض المنظمات الخيرية والنسائية معارضة تنظيم التظاهرة في لندن وطلبوا جميعا بالغائها، خصوصا امام علامات عدم الاكتراث التي اوضحتها المتنافسات لدى وصولهن الى مطار غاتويك شمال العاصمة. من جهة اخرى، اعلن مساعد قائد الشرطة في هذه المدينة صامويل اوغونبايود امس انه تم اعتقال 300 شخص يشتبه في انهم شاركوا في اضطرابات كادونا.
وقال الناطق باسم حاكم الولاية مختار سيراجو في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية ان المعتقلين «سيحالون اليوم الى القضاء»، مشيرا الى ان المسلمين سيحاكمون امام المحكمة الاسلامية في كادونا والمسيحيين امام هيئات مدنية.
من جهته، اكد اوغونبايود عدم حصول مواجهات ليلة الاثنين الماضي. وقال ريجيس بوفارتيغ الفرنسي، الذي يدير مطعما في الاحياء الجنوبية لكادونا «لم نسمع اي عيار ناري. وهذا الصباح عاد العمال بشكل طبيعي الى عملهم».
وافاد احد الرعايا الغربيين وهو يقيم في الاحياء الشمالية لكادونا طالبا عدم الكشف عن اسمه «لقد سمعنا بعض الطلقات النارية الليلة الماضية، حوالى منتصف الليل لكن منذ ذلك الحين عم الهدوء، والحياة الاقتصادية تستعيد نمطها الطبيعي».
وبعد ساعات فقط من وصول ملكات الجمال الى لندن استعدادا للمسابقة التي تقام في السابع من ديسمبر (كانون الاول) حذر الزعماء الدينيون في الدولة الافريقية من ان اعمال العنف قد تنسف الانتخابات المقبلة في نيجيريا. اذ تتجه نيجيريا نحو اجراء انتخابات رئاسية العام المقبل والتي تلقى بظلالها عليها اسوأ دائرة من اعمال العنف الدينية والسياسية منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1960.
وقال جيمس موفيل ووي الرئيس المشارك لجماعة وساطة اسلامية مسيحية في كادونا ان اعادة الهدوء الى المدينة سيكون اختبارا رئيسيا للحكومة.
واردف قائلا لرويترز ان «كادونا هي نيجيريا مصغرة، حيث تتجمع مصالح كثيرة، فاذا استطعتم الحفاظ على وحدة كادونا فهذا يعني انكم ستستطيعون الحفاظ على وحدة نيجيريا».