أجهزة استخباراتية: مدبر هجوم مومباسا من مواليد جزر القمر ومطلوب منذ تفجير سفارتي أميركا

الشرطة الكينية تعتقل رجلين شوهدا قبل الهجوم وبعده وثالثا باع السيارة لعربيين قبل أسبوعين

TT

حددت اجهزة استخباراتية غربية هوية المسؤول عن الهجوم المزدوج على اسرائيليين في مومباسا بكينيا الاسبوع الماضي، حسبما افادت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية. ونقلت الصحيفة امس عن مصادر في الاجهزة قولها ان المسؤول عن الهجوم هو فضل عبد الله محمد، 30 سنة، المولود في جزر القمر والمختبئ حاليا في الصومال.

ومعروف ان اسم فضل عبد الله محمد مدرج على لائحة الـ 22 المطلوبين من قبل مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي)، وهو متهم بالتورط في الاعتداءين على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام .1998 وكان انتحاريون قد هاجموا بسيارة مفخخة في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فندقاً مملوكا لإسرائيليين في مومباسا مما اسفر عن سقوط 16 قتيلاً بينهم 3 اسرائيليين، وذلك بعد دقائق على اطلاق صاروخين من طراز «سام 7» اخطآ طائرة بوينغ اسرائيلية تابعة لشركة «اركيع» تقل 261 راكبا بعيد اقلاعها من مطار المدينة نفسها.

وقد اعتقلت الشرطة في مومباسا رجلين كينيين في اطار التحقيق حول الهجوم الصاروخي على الطائرة. وقال رئيس فريق المحققين الكينيين ويليام لانغات امس ان رجلين اعتقلا اول من امس في مومباسا في اطار التحقيق حول الهجوم الصاروخي على طائرة تشارتر الاسرائيلية، مضيفاً ان «الرجلين شوهدا قبل وبعد» اطلاق الصاروخين.

وهذه اول مرة يعتقل فيها اشخاص ويستجوبون على علاقة مباشرة بالمحاولة الفاشلة لاطلاق الصاروخين على الطائرة التي كانت تقل 261 راكبا لكنها لم تصب وتمكنت من متابعة مسارها حتى اسرائيل.

وفي اطار التحقيق حول الهجوم الانتحاري، قال لانغات ان الشرطة اعتقلت كذلك اول من امس المالك السابق للسيارة المستخدمة في الهجوم وبدأت باستجوابه. واوضح رئيس المحققين للصحافيين «نقوم باستجوابه. وهو يدعي انه باع السيارة قبل شهر ونحن نتحقق من ذلك، له ملامح كينية لكن قد يكون صوماليا ايضا».

وقد شارك محققان اسرائيليان مع الشرطة الكينية امس في استجواب المالك السابق للسيارة، اذ قام شرطيون في حوالي الساعة الثالثة والربع من مساء امس بمواكبة الرجل البالغ من العمر ستين عاما من احد مكاتب المقر العام لشرطة مومباسا الى مكتب آخر، والتحق بهم، بعد بضع دقائق، اثنان من المحققين الاسرائيليين الذين كانوا ينشطون خلال الايام السابقة في موقع الهجوم.

واوضح لانغات ان صاحب السيارة المفترض اكد للمحققين انه باع السيارة لرجلين «من اصل عربي» مقابل 380 الف شلن كيني (4870 دولاراً)، في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اي قبل اسبوعين تقريبا من الهجوم الانتحاري الذي يعتقد ان ثلاثة عرب نفذوه.

واضاف رئيس فريق المحققين الكينيين «اننا نبحث عن هذين الرجلين. كانا يحاولان جاهدين الحصول باي طريقة على سيارة ذات دفع رباعي، ونعتقد ان الامر يتعلق بالانتحاريين او بشريكين لهم».

وكان لانغات قد افاد في مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين الماضي ان السيارة التي وصفت بانها بنية اللون كانت قد اشتريت عام 1991 من قبل اجنبي يعمل في هيئة خيرية مسيحية. ويبدو ان السيارة لا تزال مسجلة تحت اسم هذا الشخص الاجنبي الذي لم يكشف عن اسمه على الرغم من انه غادر كينيا عام .1998 وقال لانغات ان الشرطة لم تحصل على اي معلومات بعد حول السيارة الثانية ذات الدفع الرباعي، التي قال انها بيضاء في حين قال شهود انها سوداء اللون، وكانت قد شوهدت بالقرب من مطار مومباسا حيث اطلق الصاروخان على الطائرة الاسرائيلية قبل عشر دقائق من تنفيذ العملية الانتحارية في فندق «برادايز».

وبهذه الاعتقالات الجديدة، يرتفع الى 13 عدد الاشخاص المعتقلين في اطار التحقيق في الهجوم المزدوج ضد اهداف اسرائيلية في كينيا. واكد لانغات ان الشرطة لا تزال تحتجز عشرة رجال، ستة يحملون وثائق باكستانية واربعة صوماليين، وتستجوبهم حول هجوم الاسبوع الماضي. وقال لانغات ان العشرة محتجزون «كمشتبه فيهم وليسوا على علاقة مباشرة» بالاعتداء.

وحسب باكستاني يدعى مير محمد، وكان قد بقي لحراسة الزورق الذي قدم فيه الاشخاص العشرة الى مومباسا في 23 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، فان ثمانية وليس عشرة هو عدد الاشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة بعد ظهر الخميس الماضي، اي بعد ساعات من الهجوم المزدوج.

واشار المسؤولون الاسرائيليون الى احتمال وقوف تنظيم «القاعدة» وراء الهجوم، وفي وقت لاحق اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش امس ان تنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن «متورط» في العملية المزدوجة ضد اهداف اسرائيلية التي نفذت الاسبوع الماضي في كينيا.