مطالبة ورثة الملياردير اليهودي اللبناني إدمون صفرا بـ 100 مليون دولار

عائلة الممرضة الأميركية تقول إن صفرا منعها بالقوة من إنقاذ نفسها حتى قضت مختنقة معه في الحمام

TT

طالب أبناء ممرضة أميركية، فلبينية الأصل، اختنقت حتى الموت مع الملياردير اللبناني اليهودي، ادمون صفرا، قبل 3 سنوات في حمام شقته بموناكو، ورثته الآن بدفع 100 مليون دولار كتعويضات، عبر دعوى قضائية رفعوها يوم أول من أمس أمام القضاء في مدينة نيويورك بعد أن أدانت محكمة مركزية في موناكو الاثنين الماضي الممرض الأميركي، تيد ماهر، بالسجن 10 سنوات مع النفاذ، لاشعاله حريقا في شقة صفرا في المدينة، أدى الى مقتله مختنقا في حمامها مع ممرضته فيفيان تورينت، البالغة من العمر عام مقتلها 52 سنة.

وكان ماهر قد زعم أن اثنين من المسلحين الملثمين تسللا الى الشقة لاغتيال صفرا، الذي قضى عن 67 سنة بعد أن لجأ وممرضته الى الحمام الذي عبق بدخان الحريق، حتى اختنق تاركا ثروة تزيد على 3 مليارات دولار.

وكان هدف ماهر من اشعال الحريق، بحسب ما أكدته التحقيقات، واختلاق قصة الملثمين المزعومين، ان يظهر كبطل مخلص في نظره، متفائلا بالحصول منه فيما بعد على مكاسب وايجابيات. الا أن تحقيقات الشرطة كشفت عن عدم تسلل أي مسلحين الى الشقة المزودة بكاميرات وأجهزة رصد ومراقبة، مما حمله على الاعتراف أمام مواجهة الوقائع فأودع السجن في الامارة منذ 3 سنوات، الى حين بدء محاكمته النهائية قبل أسبوعين وادانته منذ 3 أيام.

وقد تقدم أبنا الممرضة، وهما جاسون، 33 سنة، وشقيقته جنفياف تورينت، التي تصغره بعشر سنوات، بالدعوى أمام محكمة منهاتن، مستندين في حيثياتها الى أن صفرا، الذي كان يعاني من مرض الباركنسون «كان السبب في مقتل الممرضة تورينت، لأن تشريح جثتها بعد اختناقها أثبت أنه منعها بالقوة من فتح باب الحمام للخروج منه وانقاذ نفسها، بل مارس العنف ضدها داخله أيضا، وأثبت التشريح كذلك وجود علامات وجروح ورضوض من لكمات على جسدها» وفق ما ذكره محامي العائلة في دعواه المقامة بشكل خاص على أرملة صفرا، وهي البرازيلية ليللي مونتيفردي، 65 سنة، والتي لم يكن له منها أبناء وورثت وحدها كل ما ترك من ثروة بناها من عمله في الحقل المصرفي بشكل خاص بين البرازيل والولايات المتحدة.

وفي الدعوى أيضا أن تشريح جثة الممرضة أثبت وجود علامات في عنقها ويديها بشكل خاص «ناتجة عن أظافر صفرا، بالاضافة لوجود جزيئات من حامضها النووي (دي.إن.إيه) على أظافر يديه بالذات، وكذلك جزيئات من حامضه النووي على أظافر يديها، مما يؤكد حدوث عراك بينهما في الحمام، نتج عنه منعه إياها بالقوة من فتح باب الحمام الذي لجآ معا اليه معها خوفا من الملثمين اللذين زعم الممرض ماهر أنهما تسللا الى الشقة. ولولا منعه لها من فتح الحمام، لكانت هو وهي معا على قيد الحياة الآن، لأن صفرا خشي اذا ما فتح باب الحمام ليخرج منه، أن يغتاله الملثمون المزعومون» بحسب ما ورد في حيثيات الدعوى، التي طالب رافعاها بالتعويضات «لأن سبب موت والدتنا لم يكن الاختناق من دخان الحريق، بل من بقائها داخل حمام منعها صفرا من الخروج منه وانقاذ نفسها» وفق ما ذكره المحامي، كينيث ماكاليون، نقلا عن ابنيها.

والمعروف عن صفرا، الذي ولد في بيروت وهاجر طفلا مع والده وأشقائه الى البرازيل التي أسست عائلته فيها «بنك صفرا» المصنف رابع المصارف بحجم الودائع هناك، أنه أسس «ربابليك ناشونال بنك» بنيويورك، ورأس مجلس ادارته لسنوات، انتهت ببيعه المصرف حين علم قبل 4 أعوام باصابته بالباركنسون، فغيّر مكان اقامته من نيويورك الى موناكو، حيث امتلك فيها شقة مساحتها ألف متر مربع وتتكون من 20 غرفة على سطح بناية اشتراها بأكثر من 42 مليون دولار، وراح يعيش حياة الباحث عن العلاج، متعاقدا مع 7 ممرضين كانوا يقيمون معه بالتناوب هناك، ومنهم ماهر الذي كان يتقاضى راتبا يوميا من صفرا، يزيد على 600 دولار، وطمع أن يكتب له الملياردير قسما من ثروته في وصيته فيما لو شعر باقتراب الأجل، فخطط زاعما أن ملثمين تسللا الى الشقة لاغتيال مالكها فيها، وأنه قاومهما وأنقذ مستخدمه من الموت، لاجئا حتى الى طعن نفسه بسكين صغيرة لاثبات مزاعمه، الا أن تحقيقات الشرطة كشفت مخططه، ولن يخرج من السجن المركزي في موناكو الا وقد أصبح بعمر 54 سنة بعد 10 سنوات.