نشر الأطلس الوراثي للفأر إنجاز علمي يبشر بفهم الألغاز الجينية للإنسان

أكثر من 90 في المائة من الجينات المرتبطة بالأمراض تتشابه لدى الإنسان والفأر

TT

في انجاز علمي جديد يمكنه ان يساعد في فهم الألغاز الجينية للانسان، نشر علماء من ست دول المسودة الاولية للاطلس الوراثي (الجينوم) للفأر. وتشير هذه المسودة العملية لجينوم الفأر الى تشابه خارق بينه وبين الانسان، والى الدور الاساسي الذي تلعبه الفئران في دراسة الامراض التي يتعرض لها البشر.

وتتألف رموز الفأر الجينية، التي كشف العلماء عنها بعد عامين من الكشف عن الرموز الجينية للانسان، من 2.5 مليار «حرف» للحامض النووي «دي ان ايه». وأدت المقارنات الجارية بين رموز هذين المخلوقين الى ازدياد فهم العلماء للاطلس الوراثي البشري الذي لا يزال تحت الدراسة بسبب عدم اكتماله. وقال كرستن لنبلاد ـ توه الباحث في معهد وايتهيد في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، وكبير مديري «كونسورتيوم جينوم الفأر»: «اننا لا نزال بحاجة الى المساعدة لفهم الأطلس هذا».

وكانت شركة «سيليرا جينومكس» قد انجزت مسودة خاصة بها للاطلس الوراثي للفأر، الا انها لم توفر تفصيلاته الا الى الزبائن الراغبين في دفع أجور الاشتراك في خدماتها، بينما تعرض تفاصيل جينوم الفأر الدولي الجديدة مجانا على الانترنت، وتنشرها مجلة «نيتشر» العلمية اليوم.

واظهرت المقارنات الأولية لجينومي الانسان والفأر انهما «اقرباء» من الناحية الجينية. ورغم ان جينوم الفأر اصغر بـ14 في المائة من جينوم الانسان، الا ان هذين الاطلسين الوراثيين لهما نفس عدد الجينات، بحدود 30 الف جين. وظهر ان 99 في المائة من الجينات الموجودة لدى الفأر يوجد ما يماثلها لدى الانسان. وتدخل ضمن هذا التماثل، الجينات التي تقود الى ظهور الذيل لدى الفأر.

وقال العلماء ان اكثر من 90 في المائة من الجينات المرتبطة بالامراض متشابهة لدى الانسان والفأر، مما يؤكد اهمية الابحاث العلمية على فئران المختبرات. ويخضع 25 مليون فأر سنويا لابحاث علمية على امراض السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. كما يتماثل 2.5 في المائة اخرى من جينومي الفأر والانسان والتي لم يعتبرها العلماء مهمة في السابق لانها لا تحتوي على رموز جينية. ويعتقد الخبراء الآن ان هذه الاجزاء ربما تكون مهمة، لادائها وظائف تنظيم عمل الجينات.

وعقب ريك واتشيك مدير مختبر جاكسون في بار هاربور، ماين، بان المقارنة بين الجينات «تفتح عهدا جديدا من التحريات العلمية المعمقة على الاساس الجزيئي للتطور الحي». وادت عمليات مقارنة الجينات للمخلوقين الى الكشف عن حوالي 1200 جين بشري و9 آلاف جين للفأر. ويأمل العلماء ان يتمكنوا قريبا من وضع اطالس وراثية للجرذ والبقرة والشمبانزي والكلب واجراء مقارنات لاحقة. ومن المتوقع ان يضع العلماء آخر الرتوش على الاطلس الوراثي للفأر في غضون ثلاثة اعوام. بينما يتوقع ان يستكمل الاطلس الوراثي البشري في الربيع المقبل.