مقتل 3 فلسطينيين أحدهم في هجوم بطائرات «الأباتشي» على مجمع الدوائر الحكومية في غزة

سلطات الاحتلال تغلق مكاتب التنسيق والارتباط العسكري في رام الله وجنين

TT

عشية عيد الفطر شنت 4 طائرات هليكوبتر اسرائيلية من طراز اباتشي الاميركية الصنع بعد ظهر امس هجوما بالصواريخ على مجمع الدوائر الحكومية في مدينة غزة اسفر عن قتل مواطن زعمت اسرائيل انه ناشط بارز في كتائب المقاومة الشعبية المقربة من حركة فتح وجرح خمسة آخرين وإلحاق أضرار مادية به.

وقتلت قوات الاحتلال في الصباح فلسطينيين مسلحين في منطقة وادي تفوح الواقعة غرب محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية. واعتقلت فلسطينيا آخر زعمت بانه فدائي كان يحاول التسلل الى احد الكيبوتسات في صحراء النقب لتنفيذ عملية تفجيرية.

في غضون ذلك اغلق جيش الاحتلال جميع مكاتب التنسيق والارتباط في مدينتي رام الله وجنين وطرد أفراد الشرطة الفلسطينية في هذه المكاتب بعد ان صادر أسلحتهم وطلب منهم عدم العودة إليها لأنهم حسب زعمه «يشكلون خطراً أمنياً».

ووقع العدوان الاسرائيلي في حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر امس حيث هاجمت طائرات الاباتشي مجمع الدوائر الحكومية (أبو خضرة) بمدينة غزة فقتلت مصطفى صباح، 25 سنة، وهو من الأمن العام الذي نقل من المكان أشلاء، وجرح ما لا يقل عن 5 آخرين.

وقالت مصادر فلسطينية ان طائرات «الأباتشي» ظهرت فجأة في سماء المنطقة وأطلقت ثلاثة صواريخ باتجاه غرفة صغيرة تقع شمال مجمع الدوائر الحكومية مما أحدث انفجاراً هائلاً في المنطقة وتدمير الغرفة بالكامل واندلاع النيران فيها.

ويوجد في المجمع المستهدف مكتب مدير الأمن الوقائي في قطاع غزة، العقيد رشيد أبو شباك، الذي انتقل الى هناك بعد هدم المقر العام للجهاز في قصف إسرائيلي سابق، ومكتب وزارة الداخلية الفلسطينية.

وقالت المصادر الفلسطينية ان القصف الجوي كان محاولة اغتيال هي الثانية في غضون اسبوع في غزة، اذ وقع الاول يوم الاحد الماضي ونجا المستهدف وهو احد القادة العسكريين الميدانيين في الجهاد الاسلامي بأعجوبة بعد ان اصاب صاروخان السيارة التي كانت تقله شمال غزة. واضافت المصادر ان المستهدف تمكن من الفرار. غير ان قوات الاحتلال زعمت ان مصطفى صباح كان من النشطاء البارزين في كتائب المقاومة الشعبية المقربة من حركة فتح. وفي وقت سابق قتلت مجموعة من قوات الاحتلال صباح امس فلسطينيين مسلحين في منطقة وادي تفوح التي تقع بين بلدتي دورا وبلدة تفوح غرب محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية. وكانت هذه القوة، حسب الزعم الاسرائيلي، تقوم بعمليات تمشيط عسكرية للكهوف في المنطقة، عندما تعرضت لاطلاق نار من إحدى المغارات. وردت على مصادر النيران وتمكنت من قتل المسلحين الفلسطينيين. وحسب المصادر الفلسطينية فإن إطلاق نار كثيفا سمع فجر امس في وادي تفوح صاحبته انفجارات قوية سمعت من مسافات بعيدة. ونفت قوات الاحتلال وقوع اصابات في صفوف المجموعة. ولا تزال قوة كبيرة من جنود الاحتلال تحاصر منطقة خلة مسعود ولوزة والعمودية وتفرض حصاراً أمنياً مشدداً على المنطقة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الفدائيين ينتميان لحركة الجهاد الاسلامي.

ورغم انه لم يكشف النقاب عن اسمي القتيلين إلا أن معلومات شبه مؤكدة قالت انهما من عائلة شاور من مدينة الخليل.

واحبطت قوات الاحتلال حسب زعمها، صباح امس، عملية كانت من الممكن أن تقع داخل إسرائيل، باعتقالها فلسطينيا مسلحا قرب القرية التعاونية «كيبوتس ناحل عوز»، شمال صحراء النقب جنوب اسرائيل.

وبدأت أحداث العملية في حوالي الساعة الخامسة صباحا حسب التوقيت المحلي، بعد أن لاحظ الجنود وجود مسلح يقترب من الجدار الأمني المحيطة بقطاع غزة في منطقة ناحل عوز. ونجح المسلح الفلسطيني في تخطي الجدار الأمني والدخول إلى داخل إسرائيل. لكن القوة تمكنت من اعتقال الفلسطيني المسلح بعد اصابته بأعيرة النيران وشظايا قنابل ألقيت عليه. وكان الفلسطيني يحمل بندقية من نوع كلاشنيكوف وذخيرة.

وفي خطوة تهدف الى مسح ما تبقى من مخلفات اتفاقات اوسلو اغلق الجيش الإسرائيلي صباح امس مكاتب التنسيق والارتباط في مدينتي رام الله وجنين، كما طرد أفراد الشرطة الفلسطينية في هذه المكاتب بحجة وجود علاقات لهم باعمال «ارهابية». وقام الجيش بطرد افراد الشرطة بعد تجريدهم من أسلحتهم وتحذيرهم من العودة إليها، قبل تلقي أوامر جديدة.

وقالت مصادر في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الاحتلالي ان مكاتب التنسيق والارتباط تغلق، الواحد تلو الآخر، ولم يتبق منها حتى الآن إلا مكتبا واحدا قرب طولكرم.

واضافت المصادر ان هناك عدة أسباب لقرار إغلاق هذه المكاتب، أولها عدم نجاعتها وافتقادها إلى المضمون لأنه لا وجود للتعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وثانيا، لأن وجود أفراد الشرطة الفلسطينية داخل هذه المكاتب يشكل خطراً أمنياً.

ومن المتوقع أن تقوم إسرائيل، في يناير (كانون الثاني) المقبل، بإغلاق ما تبقى من هذه المكاتب نهائيا، وتحويل كل الأمور ذات الصلة بالعلاقة مع الفلسطينيين إلى مكاتب التنسيق الأمني، وسيواصل الخدمة في كل واحد من هذه المكاتب ضابط تنسيق، بهدف ترك الآفاق مفتوحة لعودة التنسيق الأمني في اليوم الذي سيلي المواجهات.