باول يناقض بوش ويشيد بـ«البداية الجيدة» لعمليات التفتيش في العراق

TT

قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان عمليات الامم المتحدة للتفتيش عن الاسلحة في العراق حققت «بداية جيدة» وان اصدار حكم نهائي على فاعليتها قد يستغرق اسابيع. وفي تعليقات يبدو انها تتناقض مع تصريحات ادلى بها الرئيس جورج بوش الاثنين الماضي قدم باول تقييما متفائلا نسبيا لعمليات التفتيش. وقال باول للصحافيين على متن طائرته التي اقلته الى بوغوتا عاصمة كولومبيا «حتى الان فانني اعتقد انها حققت بداية جيدة الى حد ما». واضاف قائلا «لست على استعداد لان اقول ان عمليات التفتيش تعمل بالشكل المستهدف لانها لم تصل بعد الى كامل قوتها وسرعتها. سيتعين علينا ان نتوخى الحذر ونرى ما سيحدث في الايام والاسابيع القادمة لكنني اعتقد انها حققت بداية جيدة». وكان بوش اعلن الاثنين الماضي، في معرض اشارته الى تعاون العراق مع مفتشي الاسلحة «حتى الان فان المؤشرات غير مشجعة».

لكن باول أكد ان لا تناقض بين كلامه الان وتصريحات بوش وشدد على ان تصريحات رئيسه تتعلق «بالرسالتين» اللتين وجهتهما بغداد حتى الان الى الامم المتحدة وليس الى عمليات التفتيش التي انطلقت قبل اسبوع تقريبا على الارض. واضاف باول ان عمليات التفتيش «هي اوسع من مجرد زيارة موقع والسماح بالدخول اليه والخروج منه بعد ثلاث ساعات». وختم يقول «يبقى دراسة الوثائق واشياء كثيرة اخرى فضلا عن استجواب بعض الاشخاص». وستأتي بعض اصعب الاختبارات عندما تبدأ الامم المتحدة في فحص وثائق واجراء مقابلات مع علماء عراقيين ربما يكونون قد عملوا في مشروعات مشتبه فيها وكذلك الكشف المطلوب من العراق تقديمه في موعد اقصاه الاحد المقبل بأسلحته والذي اعلنت بغداد اول من امس انها ستسلمه بعد غد. ويقول العراق انه سيقدم معلومات لكنه يصر على انه ليس لديه اية اسلحة كيماوية او بيولوجية او نووية او صواريخ ذاتية الدفع. وتقول واشنطن ان هذا الزعم كاذب.

الى ذلك، قال مسؤول اميركي كبير ان ادارة بوش حثت كبير مفتشي الامم المتحدة هانز بليكس على استبدال اسلوبه المنهجي بعملية اكثر تركيزا ومتعددة الشعب تصيب النظام العراقي «بالاجهاد» وتجعل من الصعب على الرئيس صدام حسين اخفاء قدرته. ومضى المسؤول قائلا «في رأينا انه يتعين وضعهم موضع الاختبار في عدة اماكن في وقت واحد لاجهاد النظام العراقي.. بحيث تشمل عمليات تفتيش اماكن مختلفة ومسائل مختلفة وافرادا مختلفين ومواقع مختلفة.. وبحيث تكون العملية كلها مختلفة».

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه ان «استخدام قوة تفتيش اكبر كثيرا والقيام بعمليات تفتيش متعددة يوما بعد يوم سيضع العراق في محك اختبار في مختلف انحاء البلاد. وذلك سيعطي المرء اساسا لاتخاذ قرار او على الاقل اظهارهم امام الاخرين بانهم يحجمون عن التعاون». لكن المسؤول قال ان بليكس رفض التوصيات الاميركية اثناء اجتماع عقده في مقر الامم المتحدة الاثنين الماضي مع مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس. ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من بليكس. وقال مسؤولون اميركيون انهم سيعطون عملية الامم المتحدة للتفتيش عن الاسلحة ثلاثة الى اربعة اسابيع على الاقل وربما فترة اطول قليلا بعد المهلة التي تنتهي الاحد لكي تصل الى نتائج. وقالوا انه اذا لم يبادر بليكس بعد ذلك الى القيام بعمليات تفتيش بخطى اسرع وقوة اكبر او اذا فعل لكن العراقيين عرقلوا مفتشي الامم المتحدة فان الولايات المتحدة ستطلع مجلس الامن الدولي على تفاصيل ما تعرفه عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. واضاف مسؤول «فكرة ان يكون لعملية التفتيش اطار زمني غير محدد هي ببساطة فكرة غير صحيحة».