عبوة تستهدف مسجدا في البقاع اللبناني وتثير موجة استنكار وتحذيرات من فتنة

TT

انفجرت عبوة ناسفة فجر امس في مسجد ومقام في خراج بلدة مجدل عنجر في البقاع اللبناني ـ التي يقطنها عدد كبير من الارمن ـ ادت الى تدمير المقام والمسجد. وقدرت زنة العبوة بنحو 50 كيلوغراما من المواد الشديدة الانفجار.

واثار الحادث موجة من ردود الفعل المستنكرة والشاجبة، ففيما اعتبر نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي «ان الهدف من التفجير الفتنة اولاً واخيراً»، قال مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس: «ان هذا العمل يهدد وحدة لبنان سياسياً وامنياً واجتماعياً».

وفيما تحدث سكان في المنطقة عن نزاع حول ملكية الارض بين بعض الاهالي ودار الفتوى التي تملك الجامع، ذكرت اوساط بقاعية «ان التفجير مفتعل لإثارة فتنة بين الارمن والمسلمين على خلفية خلافات قديمة حول اراض عقارية».

وترأس المفتي الميس اجتماعاً استثنائياً في دار الفتوى في بلدة بر الياس أدان في ختامه عملية التفجير ووصفها بـ«العمل التخريجي والجبان». وقال: «ان هذا العمل يهدد وحدة لبنان سياسياً وامنياً واجتماعياً». وطالب السلطات المختصة بكشف الفاعلين وانزال اشد العقوبات بحقهم من جهته، استنكر الفرزلي بشدة حادث التفجير. وقال: «ان وحدة البلد ومسيرة وحدة لبنان انطلقتا من البقاع. وبالتالي لا خوف على البقاعيين الذين سيجهضون مرامي هذا التفجير عبر المزيد من الوحدة والتضامن». وناشد السلطات الامنية القبض على الفاعلين «وفضح الجهة التي تقف وراء الحادث».

وتلقى الميس اتصالات هاتفية من وزير الدفاع خليل الهراوي ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني. وتفقد النائب محسن دلول مكان الانفجار. ودعا المسؤولين الى «بذل قصارى جهدهم» لكشف الفاعلين ومعاقبتهم. وثمَّن موقف دار الفتوى الرافض لاثارة النعرات. كذلك استنكر الحادث نائب زحلة والبقاع الاوسط جورج قصارجي معتبراً انه «اعتداء مباشر على كل المقامات الروحية اللبنانية ويستهدف الوحدة الوطنية والعيش المشترك». وطالب السلطات بكشف الفاعلين والمحرضين.

واصدرت قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في البقاع الغربي بياناً ادانت فيه «هذا العمل الجبان الذي يخدم المخططات المعادية الهادفة الى زعزعة الاستقرار والامن اللذين ينعم بهما لبنان».

وقد أدان رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الاعتداء الذي تعرض له مقام مجدل عنجر وابلغ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، الذي اتصل به واطلعه على حادث الاعتداء، انه يشجب اي تعرض لأماكن العبادة والمراكز الدينية وانه طلب الى الاجهزة الامنية المختصة التحقيق في الاعتداء. وطالب لحود بـ«كشف الفاعلين وانزال اشد العقوبات بهم».

وقد قرر المجتمعون في دار الفتوى في بر الياس امس اعتبار اليوم « يوم غضب» وتظاهر استنكاراً لتدمير المقام والمسجد ودعوا جميع ابناء البقاع الى التظاهر بعد صلاة العيد باتجاه المقام في عنجر.