مباحثات أوروبية أميركية مكثفة في العاصمة التركية

TT

شهدت انقرة على مدى اليومين السابقين لقاءات مكثفة بين السلطات التركية ومسؤولين حكوميين من كل من الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والدنمارك واليونان، حيث تضمنت جميع اللقاءات المناقشة والمفاوضات حول مواضيع محددة تتمثل في التسوية القبرصية قبل انعقاد قمة كوبنهاغن، وانضمام قبرص للاتحاد الاوروبي، والتسهيلات التركية لاميركا في حالة توجيه ضربة للعراق، بالاضافة الى تحديد ميعاد بدء المفاوضات لانضمام تركيا للمجموعة الاوروبية.

واجرى مارك غورسمان نائب وزير الخارجية الاميركي محادثات ومناقشات هامة بشأن القضايا الراهنة والتي سبق ذكرها مع كل من عبد الله غول رئيس الوزراء التركي ويشار ياكليش وزير الخارجية ورجب طيب اوردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية، وكان يرافق غورسمان في الزيارة مساعد وزير الدفاع بول والفوفيتز، الذي يمثل المسؤول الثاني في وزارة الدفاع الاميكرية.

كما اجرى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو مناقشات مطولة بخصوص نفس القضايا والتي تتعلق بالاتحاد الاوروبي ـ تركيا ومحاولة حل القضية القبرصية قبل قمة كوبنهاغن المقررة في 12 من الشهر الجاري. واكد سترو للجانب التركي ان الاتحاد الاوروبي يأمل في التوصل لاتفاق بشأن التسوية القبرصية قبل القمة، وان عدم التوصل الى مثل هذا الاتفاق لن يؤثر على اجراءات انضمام قبرص للاتحاد. وفي انقرة ايضا وزير الخارجية الدنماركي بيرستيغ مولر والذي يجهز للقمة المقبلة والتي ستتخذ قرارات هامة وتحولية.

وفي تصريح لوزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو عقب وصوله مطار انقرة مساء اول من امس، لينساق في نفس المفاوضات التي يجريها نظراؤه الاوروبيون قال: «نأمل في فتح صفحة جديدة من العلاقات بين اليونان وتركيا»، موضحاً موقف اليونان الايجابي لانضمام تركيا للاتحاد الاوروبي، داعيا الحكومة التركية التسريع في حل قضايا الجوار.

ومن جهته اعلن وزير الخارجية الهولندي ديهوب سخيفر ان الولايات المتحدة الاميركية تمارس ضغطا شديداً على دول الاتحاد الاوروبي من اجل الاسراع بضم تركيا الى عضوية الاتحاد. واضاف الوزير امام اعضاء البرلمان الهولندي اثناء مناقشة ميزانية وزارته بان واشنطن وضعت في استراتيجيتها الخاصة العمل على تحقيق امل تركيا للحصول على عضوية الاتحاد في اسرع وقت وخاصة ان تركيا اصبحت شريكا هاما لواشنطن في حربها ضد الارهاب، وكذلك الامر فيما يتعلق بالحرب المحتملة على العراق. وأضاف الوزير الهولندي: ان تأثير واشنطن يأتي من منطلق القوة وان هناك محاولات جادة للتأثير على دول الاتحاد تقوم بها واشنطن لاجبارها على سرعة ضم تركيا. ولكن الوزير الهولندي طالب في نهاية كلمته من دول الاتحاد الاوروبي بالصمود امام تلك الضغوط عندما قال بالحرف «على اوروبا ان تقف بظهرها قوياً ومستقيماً لا ينحني في مواجهة الضغط من الولايات المتحدة».