بروكسل: الاتحاد الأوروبي يبحث اليوم تعيين «رئيس أوروبا» ومستقبلها بعد التوسيع

TT

تبدأ صباح اليوم بمقر البرلمان الاوروبي بروكسل مناقشات اعضاء مؤتمر الاصلاحات الدستورية، المكلف دراسة مستقبل اوروبا، الذي تستمر اعماله لمدة يومين برئاسة فاليري جيسكار ديستان رئيس فرنسا الاسبق ونائبيه لوك دي هانا رئيس وزراء بلجيكيا السابق وجولياني اماتو رئيس وزراء ايطاليا السابقة.

اعضاء المؤتمر البالغ عددهم 105 أعضاء سوف يناقشون خلال اليوم الاول موضوعا شائكا وبالغ الحساسية يتعلق بنظام رئاسة الاتحاد الاوروبي، اذ سيتم طرح مقترح من المفوضية الاوروبية يتضمن المطالبة ببقاء النظام الحالي، المعمول به في تناوب رئاسة الاتحاد الاوروبي كل ستة اشهر، لاحدى دول الاتحاد حتى بعد التوسيع وزيادة عدد الدول الى 25 دولة. المقترح المقدم من المفوضية الاوروبية هو عبارة عن ملف يتكون من 23 صفحة سوف يتم طرحه على اعضاء البرلمان الاوروبي ايضا لمناقشته ويتضمن المقترح كذلك ان تتحول المفوضية الاوروبية الى حكومة الاتحاد الاوروبي وتتولى تسيير السياسة الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي. وبالاضافة الى ذلك وتطبيقا لاتفاقية نيس بفرنسا سوف يناقش الاعضاء زيادة عدد المفوضين بحيث يصبح هناك 25 مفوضا اوروبيا بعد عملية التوسيع ويكون لكل دولة مفوض يمثلها في المفوضية الاوروبية.

ويبقى موضوع نظام رئاسة الاتحاد الاوروبي الاكثر سخونة وحساسية في ظل وجود خلافات واسعة بين قيادات ودول الاتحاد حول هذا الموضوع، ويكفي ان رئيس المؤتمر ديستان سبق ان طالب بضرورة ان تتولى دولة اوروبية من دول الاتحاد الرئاسة لعدة سنوات بصرف النظر عن قوتها او حجمها، معتبرا ان ذلك هو الافضل لاوروبا حيث يتيح هذا النظام فرصاً اكبر لتحقيق استقرار في النظام تستيطع خلاله الدولة التي تتولى الرئاسة تنفيذ برنامجها في متسع من الوقت بعكس النظام الحالي الذي يؤيده رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي. ويرى رئيس المؤتمر ديستان ان ستة اشهر غير كافية لتنفيذ اية سياسات او برامج، كما ان قصر المدة الزمنية يؤدي الى تغييرات مستمرة في السياسات والاستراتيجات التي تختلف باختلاف الدولة التي تتولى الرئاسة لفترة الشهور الستة. ويرى ديستان ان تكون فترة الرئاسة خمس سنوات وان لا تعتمد على النظام الدوري بل رئاسة منفصلة يتولاها شخص يتم طرح اسمه والتصويت عليه وهو الامر الذي جعل البعض يرشح بقوة رئيس الوزراء البريطاني الحالي توني بلير لتولي هذا المنصب وخاصة اذا علمنا ان الاخير قد صرح، تعليقا على نظام الرئاسة الدورية ان فترة الستة اشهر تصلح فقط اذا كان الاتحاد يتكون من ست دول وانما الان سوف يصبح عدد دول الاتحاد 25 دولة.

وتساءل بلير في تصريحاته نهاية الاسبوع الماضي بقوله: «كيف يمكن للاتحاد الاوروبي ان يؤثر في السياسة الدولية اذا كانت قيادته يوما هنا ويوما اخر هناك».

المهمة صعبة والمسؤولية كبيرة بالنسبة لاعضاء المؤتمر المطالبين بوضع تصور مشترك ومتفق عليه لطرحه على قادة دول الاتحاد الاوروبي لاقراره، ويبدو ان الامر سوف يستغرق وقتا اطول من المناقشات والاقناع خاصة في ظل تصريحات لعدد من اعضاء المؤتمر في وقت سابق اظهرت مدى الخلافات الموجودة حول موضوع نظام رئاسة الاتحاد كما كشفت عن مدى حساسية الموضوع وتعقيده.