صواريخ «ستينغر» الأميركية المضادة للطائرات تعرض في كابل للبيع بـ200 ألف دولار للصاروخ

TT

كابل ـ أ.ب: قالت قوات حفظ السلام الدولية في افغانستان امس ان صواريخ «ستينغر» الاميركية الصنع والتي يمكن ان تسقط الطائرات، تعرض للبيع في اسواق العاصمة الافغانية كابل، مقابل 200 الف دولار للصاروخ الواحد، كما تعرض صواريخ اخرى بسعر متدن يبلغ خمسة آلاف دولار. وقال القائد التركي للقوات الدولية الميجر جنرال اكين زورلو، ان اشخاصا مجهولي الهوية، ربما يكونون هم انفسهم الذين اطلقوا عدة صواريخ على كابل الاسبوع الماضي، عرضوا مؤخرا بيع هذه الاسلحة الفتاكة لقوات السلام الدولية. ولكن قوات السلام الدولية التي يبلغ عدد افرادها 4800 جندي ليس من بين مهامها شراء الاسلحة.

وكانت ستة صواريخ قد انطلقت الاسبوع الماضي في سماء كابل وانفجرت في الضواحي الشرقية للمدينة. وبعد يوم واحد انفجر صاروخ آخر بعد ان اصطدم بمبنى من طابقين قريب من وزارة المالية الواقعة بوسط المدينة. ولكن ايا من الحادثين لم تنجم عنه خسائر في الارواح او اضرار مادية كبيرة. وقال زورلو للصحافيين: بعد كل حادثة تقريبا كنا نتلقى عروضا لشراء صواريخ او قذائف. وعندما سئل زورلو عن اسعار هذه الصواريخ قال: «بعضها رخيص يتراوح بين 5 و10 آلاف من الدولارات الاميركية. اما صاروخ ستينغر فيكلف 200 الف دولار».

وبصرف النظر عمن يكون اولئك الذين يعرضون الاسلحة للبيع، فانهم ربما يكونون مدفوعين بالحاجة الى المال، حسب تقدير زورلو. فالفقر منتشر انتشارا واسعا في افغانستان، ومن الصعب جدا الحصول على العمل او المنازل للسكن. وليس واضحا لماذا لم يلق القبض على هؤلاء الاشخاص الذين عرضوا بيع الاسلحة، خاصة وان البلاد امتلأت حتى فاضت بالاسلحة خلال 23 سنة من القتال المستمر. وقال زورلو ان الصعوبة تكمن في ان السكان تسلحوا خلال الحروب والنزاعات القبلية بأسلحة مختلفة تشتمل على صواريخ وألغام ومواد متفجرة وبنادق ومضادت للطائرات، كما اكد على ضرورة حل هذه القضية سعيا لإحلال السلام في افغانستان.

الجدير بالذكر ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية كانت قد زودت المتمردين الافغان بالمئات من صواريخ ستينغر لاستخدامها ضد السوفيات، اذ يقدر عدد المتبقي من هذه الصواريخ بحوالي 50 الى 100، كما ان الولايات المتحدة عرضت في السابق شراء ما تبقى من هذه الصواريخ لقاء 80 الف دولار للصاروخ الواحد، إلا ان تلك المحاولة لم تنجح في استعادة أي من هذه الصواريخ. ويعمل صاروخ ستينغر باستخدام نظام توجيه بالرادار مما يجعله اكثر فعالية من الصواريخ الموجهة بالحرارة التي يمكن تضليلها بالتوهج المموه.

وقال جيوف وينتل، المتحدث باسم قوات حفظ السلام، ان رجلا حضر الى بوابة مجمع قوات «ايساف لحفظ السلام» بكابل قبل اسبوعين وعرض صواريخ للبيع، ولكنه قال انه لم يتم التعامل معه بجدية.

الجدير بالذكر ان الاجراءات الامنية في العاصمة الافغانية باتت مشددة عقب العديد من الانفجارات الصغيرة والهجمات الصاروخية التي تحدث بين حين وآخر. وكان اسوأ انفجار قد وقع في 5 سبتمبر (ايلول) الماضي في شارع مزدحم بكابل مما ادى الى مقتل 30 شخصا وجرح عشرات آخرين. وتحمل الحكومة الافغانية مسؤولية احداث العنف لبقايا حركة طالبان والموالين لقلب الدين حكمتيار وعناصر القاعدة. واشار زورلو الى ان قوات الامن الافغانية صادرت يوم الاثنين سيارة تحمل متفجرات بناء على معلومات من قوات «ايساف»، كما قال ان الشرطة استولت على 60 صاروخا.