ألمانيا لن تزود إسرائيل بمدرعات «فوكس» بسبب معارضة أطراف في الائتلاف الحاكم

TT

أعلنت ألمانيا أنها لن تزود إسرائيل بمصفحات فوكس غير أنها ابدت استعدادا لدراسة امكانية تزويدها بآليات عسكرية غير مدرعة إذا تقدمت الأخيرة بطلب كهذا.

وقالت صحيفة «يديعوت احرونوت» في عددها الالكتروني امس ان ألمانيا اتخذت هذا القرار جراء الضغوط السياسية التي مارستها اطراف في الائتلاف اليساري الحاكم بدعوى أن المصفحات قد تستعمل في مهام هجومية ضد الفلسطينيين، وكذلك الضغوط التي مارستها السلطة الفلسطينية للحيلولة دون ذلك. وأثار هذا الموضوع جدلاً سياسياً ساخناً في ألمانيا، الامر الذي هدد بسقوط حكومة رئيس الوزراء غيرهارد شرودر التي تعتمد على تأييد حزب الخضر.

تجدر الاشارة الى أن وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك، الذي صرح في نهاية الأسبوع بأن ألمانيا لن تزود إسرائيل بالمركبات المدرعة برر موقفه هذا بان بلاده بحاجة الى هذه المركبات في عمليات الجيش الألماني خارج حدود ألمانيا. ورغم هذا الموقف قال شتروك إن ألمانيا ستعير إسرائيل بطاريتي صواريخ من نوع باتريوت لأهداف دفاعية في حال تعرضها لهجوم عراقي محتمل.

ووفقاً لما نشر فإن إسرائيل أبدت رغبة في امتلاك الآليات المدرعة من طراز فوكس التي يزود أحد أنواعها بجهاز يكشف وجود مواد قتالية غير تقليدية. واعتقد الألمان خطأ في البداية أن إسرائيل معنية بهذا النوع من المصفحات تحسباً لهجوم نووي ـ بيولوجي ـ كيماوي من قبل العراق، وبناء على ذلك أعرب رئيس وزراء ألمانيا قبل عشرة أيام عن استعداد بلاده لتزويد إسرائيل بها.

وبعد أن تبين الخطأ واتضح أن المصفحات التي تريدها إسرائيل قد تستخدم في مهام هجومية، ثار في ألمانيا نقاش سياسي ساخن كان في وسعه أن يسقط الحكومة التي ترتكز على أغلبية ضئيلة في البرلمان.

وأعربت مصادر في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي وفي مكتب وزير الدفاع عن استغرابها من البيان الألماني، مؤكدة أن إسرائيل لم تطلب من ألمانيا هذا النوع من الاليات المدرعة، واصفة الموضوع بأنه خطأ محرج.

وقال الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب الذي بدأ امس زيارة الى ألمانيا وإيطاليا في حديث أجرته معه المجلة الأسبوعية «دير شبيغل» ان إسرائيل لن توافق على أية شروط بالنسبة لصفقة فوكس المحتمل إبرامها.

وكان قصاب قد وصل امس الى مطار كولونيا ـ بون غرب المانيا في زيارة تستغرق ثلاثة ايام. وبعد زيارة قصيرة الى بلدة فوبرتال حيث افتتح كنيسا جديدا برفقة نظيره الالماني يوهانس راو، التقى قصاب مساء امس في برلين ممثلي الجالية اليهودية في المانيا. وسيزور الرئيس الاسرائيلي ايضا المعسكر النازي ساشسنهوسن قرب برلين.

ويجري قصاب اليوم محادثات مع المستشار شرودر ووزير الخارجية يوشكا فيشر وقادة المعارضة قبل ان يغادر غدا الى ايطاليا للقاء المسؤولين الايطاليين ومسؤولي الفاتيكان.