أهالي غزة يطلقون على شارع الجلاء «شارع الموت» لكثرة الاغتيالات وضحايا المرور

TT

منذ انطلاقة انتفاضة الأقصى وتزايد عدد الضحايا الفلسطينيين اصبحت المناطق والمدن والقرى وحتى الشوارع تحمل اسماء الاحداث التي تشهدها. وفي مدينة غزة على سبيل المثال، اشتهر شارع الجلاء، وهو احدى حلقات الوصل بين شرق المدينة وغربها، بعمليات الاغتيال الاسرائيلية لنشطاء الانتفاضة وحوادث الطرق تقع فيه حتى اطلق عليه اسم «شارع الموت».

«الشرق الأوسط» تجولت في هذا الشارع وشاهدت آثار جرائم الاغتيالات التي ارتكبت بحق المناضلين الفلسطينيين في هذا الشارع. وقابلت عدداً من اصحاب المحلات والمواطنين الذين يقطنون في شارع الجلاء «الموت».

وقال عاهد زقوت صاحب مطعم للأكلات الجاهزة «ان شارع الجلاء معروف جدا بحوادثه الكثيرة والاغتيالات المتعمدة للمقاومين بواسطة طائرات الاباتشي الاسرائيلية».

واضاف «شهد شارع الجلاء «الموت» استهداف الكثير من نشطاء المقاومة منها محاولة اغتيال محمد ضيف قائد الجناح العسكري لحركة «حماس» التي راح ضحيتها مرافقوه واصيب العشرات من المدنيين. وكذلك عملية اغتيال جهاد عمارين قائد كتائب شهداء الأقصى في القطاع». وتابع زقوت «واغتيل في هذا الشارع العقيد راجح ابو لحية من رجال الشرطة الفلسطينية حينما تنكر 20 شخصا بملابس شرطة وبدأوا يسيرون حركة المرور في هذا الشارع، قبل الانقضاض عليه واختطافه وقتله».

يضاف الى عمليات الاغتيال حوادث الطرق التي راح ضحيتها الكثير من ابناء الحي بسبب السرعة الفائقة التي يقود بها السائقون سياراتهم.

وعن تاريخ هذا الشارع قال زقوت «الشارع قديم جدا لكن تم ترميمه وتحديثه مع بداية عهد السلطة الفلسطينية تقريبا ويتميز بالطول والعرض معا. انه يعتبر احد اكبر شوارع المدينة اذ يتسع لخمس سيارات. واوضح ان هذا الشارع يحظى باهتمام بلدية غزة لكونه يربط بين شرق المدينة وغربها ويعتبر شارعاً حيوياً ومهماً.

وأضاف «ان بلدية غزة تعمل على تحديثه بشكل منتظم وابقائه في حالة ممتازة».

وأما عن اسباب كثرة الحوادث في هذا الشارع قال: «في المقام الاول تهور السائقين والسرعة الزائدة رغم ان الازدحام فيه لا يسمح بذلك فتقع الحوادث».

وقال مؤكدا ان الحي مكتظ بالكسان كباقي احياء غزة مما يساعد على كثرة الحوادث.

ومن الحوادث التي شاهدها زقوت قال «هناك حوادث كثيرة مؤسفة في الماضي مثل وفاة شاب يبلغ العشرين من عمره اصيب وهو يعبر الشارع، وطفل آخر يبلغ السادسة من عمره قتل بينما كان يلاحق كرته». وقال محمد الغصين صاحب محل تصليح للسيارات «ان شارع الجلاء يستحق ان نسميه شارع الموت، فالاغتيالات التي حدثت فيه كثيرة وحوادث الطرق التي راح ضحيتها الكثير من المواطنين فلهذا يستحق هذه التسمية».

وأضاف الغصين «وقعت حوادث اغتيال كثيرة وحينما نسمع ان هناك عملية اغتيال تتجه بنا الانظار الى شارع الجلاء لأنه الشهير بهذه العمليات ويستحق ان يكون شارع الموت لا شارع الجلاء».

وطالب احمد الجاروشة احد سكان هذا الشارع دائرة المرور في غزة بوضع الخطط لحماية الاهالي في هذا الشارع، وذلك بزيادة عدد اشارات المرور فيه ورجال شرطة المرور ومعاقبة كل مخالفي قوانين السير.