صباح الأحمد: الحرب حتمية إذا أصرت بغداد على العناد والاعتماد على الحسابات الخاطئة

نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الكويت لم ترتكب أخطاء تبرر الغزو كي تطالب بتغيير سياساتها * عانينا دائما من ازدواجية التصرف لدى القيادة العراقية وبين ما يقولون وما يفعلون

TT

* ما قدمته الولايات المتحدة لنا قضية تاريخية لا يمكن للكويت شعبا وحكومة نسيانها قط * في الظاهر لا يوجد منتمون لـ«القاعدة» في الكويت لكن لا نعلم ماذا يحدث في الغرف المغلقة

* أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح «ان الحرب بين العراق والمجتمع الدولي ستصبح حتمية اذا اصرت القيادة العراقية على العناد والاعتماد على الحسابات الخاطئة كما حدث في السابق». وقال في حديث خاص وشامل لـ«الشرق الأوسط» انه لا يرى «ما يبرر ان تدفع الكويت المسالمة الحصة الاكبر في هذه الحرب». وبالنسبة للسماح للقوات الاميركية باستخدام الاراضي والقواعد الكويتية، قال الشيخ صباح «ان الكويت كأي دولة اخرى ستنظر في اي طلبات تصدر من الامم المتحدة بخصوص الحرب المقبلة».

وأشار الى «ان الكويت، بل العالم أجمع، يعاني دائما من الفارق بين الاقوال العراقية من جهة والافعال من جهة اخرى». وقال «ان البيانات العسكرية العراقية لا تزال حتى اليوم تسمينا بـ«أرض الكويت» لا دولة الكويت التي يعترف بها الجميع».

وبعدما نوه بالموقف الخليجي في القضية العراقية، اعرب الشيخ صباح الاحمد عن امله «بأن تحقق القمة الخليجية المقبلة في الدوحة ما يصبو اليه ابناء دول المجلس من آمال وطموحات». ونوه بالعلاقات القائمة مع السعودية وايران، مؤكدا عدم وجود مشاكل تذكر معهما بالنسبة لموضوع رسم الجرف القاري، معتبرا «ان الامور تسير في مجراها الطبيعي في هذا الشأن».

وحول الوضع الامني، نفى صباح الاحمد ان تكون الاحداث الامنية الاخيرة ضد الاميركيين تعبيرا عن التحول في النظرة اليهم، وقال «ان الكويت لا يمكن ان تنسى ما قامت به الولايات المتحدة الصديقة من دور خير وفاعل في تحرير الكويت»، مؤكدا انها «قضية تاريخية لا يمكن للكويت نسيانها على الاطلاق».

وحول ظاهرة التطرف، قال الشيخ صباح «ان هناك قلة في الناس ممن يفهمون الدين والشريعة بمفهوم خاطئ وقد بدأت وزارة الاوقاف في إعداد حملة لتصحيح هذه المفاهيم المغلوطة»، وعما اذا كانت «القاعدة» موجودة في الكويت، قال الشيخ صباح «اننا لا نستطيع الدخول للضمائر والنفوس لنعلم ما في داخلها، لكننا نستطيع القول انه على السطح فقط لا يوجد منتمون لـ«القاعدة» في الكويت، اما ما يحدث في الغرف المغلقة فالله اعلم».

وتناول الشيخ صباح الوضع السياسي الداخلي، فأكد «ان قوة الحكومة الحالية تنبع من الاقتناع بمبدأ الاستمرارية لا التغيير المستمر»، ونفى ان تكون الحكومة قد اوقفت اجراءاتها لضبط العمل الخيري تحت ضغط الجمعيات الاسلامية، وقال «ان المصطلح الصحيح هو تنظيم العمل الخيري وهي عملية مستمرة».

وحول الاستجواب الموجه ضد وزير الكهرباء والماء والشؤون الاجتماعية طلال العيار، اكد «ان عملية الاستجواب حق دستوري لكن يجب عدم اساءة استخدامه».

وردا على سؤال حول دور الجيل الثاني في أسرة آل الصباح مستقبلا، قال الشيخ صباح «اننا في الكويت لا نعرف مصطلح الجيل الثاني والثالث والرابع الى آخره، لان ما نقوم به عمل متواصل يشارك فيه الجميع».

وشدد على «ان الوضع العربي الراهن ليس في اسوأ حالاته لاننا مررنا في السابق بعقبات واخفاقات اكثر مرارة».

ونفى ما يردده البعض بأن الكويت تتصرف احيانا وكأنها لم تتعلم شيئا من درس الاحتلال العراقي، وقال «بأن الكويت لم ترتكب اخطاء تبرر الغزو كي يطالبها البعض بتغيير سياساتها».

وفي ما يلي نص الحديث:

* اتخذت الازمة بين العراق والمجتمع الدولي بعدا جديدا مع صدور قرار مجلس الامن الاخير، هل تعتقدون ان الازمة يمكن ان تحل سلميا ام ان الحرب لا تزال حتمية في ظل العقلية السائدة لدى النظام العراقي؟

ـ لا يزال حل هذه الازمة بيد القيادة العراقية، فاذا ما التزمت بالقرارات الدولية ذات الصلة كالقرار 1441 وما سبقه من قرارات، واعلنت ما لديها من ترسانة اسلحة الدمار الشامل، وسمحت للمفتشين بأداء عملهم دون عرقلة، لأمكن تفادي الحرب وما ستتسبب به من ويلات على الشعب العراقي وعلى دول المنطقة، اما اذا اصرت على العناد والاعتماد على الحسابات الخاطئة كما حدث في السابق، فالحرب بين العراق والمجتمع الدولي تصبح حتمية وقادمة لا محالة، وهو امر لا نرجوه ولا نتمناه.

* كيف ترون مستقبل العلاقات الكويتية ـ العراقية اذا ما التزم العراق بتنفيذ القرار الاخير الذي يدعو الى اطلاق الاسرى والمفقودين؟

ـ نتمنى ان يسود النظام الديمقراطي في العراق حيث تحترم حقوق الانسان ويستطيع مثل ذلك النظام ان يحترم ويتعايش مع جيرانه بأمن وسلام، والاهم من ذلك ان يكون النظام مختارا من قبل الشعب وليس مفروضا عليه حيث ان حكم الشعب بالقوة لا يدوم كما رأينا.

وبالنسبة لمستقبل العلاقات الكويتية ـ العراقية. لقد اكدنا اكثر من مرة على اهمية بناء الثقة بين العراق وجيرانه حيث يمكن لكل دول المنطقة ان تتعايش بسلام مع بعضها البعض.

* اذا ما حصل الاسوأ ووقعت الحرب، فكيف ستتعاملون مع تداعياتها؟ وهل تحسبتم للمخاطر والاحتمالات؟ وهل تعتقدون ان الكويت ستدفع الحصة الاكبر من ثمنها؟

ـ رغم اننا نأمل ألا تقوم الحرب، فقد قمنا بما يستلزمه الواجب تجاه شعبنا، وقد اطلع البرلمان على خطط الطوارئ الحكومية وأبدى ارتياحه تجاهها وكثير من التمارين التي تقوم بها الاطراف المعنية تنشر فعالياتها في الصحف ووسائل الاعلام، ولا نرى ما يبرر ان تدفع الكويت المسالمة الحصة الاكبر من ثمنها.

* الى أي مدى يمكن ان تذهب الكويت في مساعدة الولايات المتحدة الاميركية في المواجهة ضد العراق؟ وهل ستسمحون للقوات الاميركية مثلا باستخدام الاراضي او القواعد الكويتية لشن اي هجوم محتمل؟

ـ اعلنت الكويت انها ضد الحرب على العراق، الا انها مثلها مثل اي دولة اخرى في المنطقة ستنظر في اي طلبات تصدر من الامم المتحدة بخصوص الحرب القادمة، كونها ملزمة لصدورها تحت البند السابع من الميثاق الدولي، وعليه فما زلنا نحن وجميع الدول العربية نأمل التزام العراق بالقرارات العربية لمنع الضرر على نفسه وعلى اشقائه العرب.

* ازدواجية في بغداد

* كيف تقيمون الاداء العراقي بالنسبة للكويت منذ قمة بيروت؟ وهل التزمت بغداد بما وعدت به؟ وهل تثقون اساسا بها لتترجم اقوالها الى افعال؟

ـ نحن لا نحاسب النوايا بل الافعال، ويعلم الجميع ان اسرانا رغم كل ما يقال ما زالوا يقبعون في سجون العراق، كما ان الاوراق التي سلمها العراق لنا بعد 12 عاما من حجزها بعيدة كل البعد في الكم والنوع عن الارشيف الوطني الكويتي الذي يعتبر ذاكرة الامة ويحتوي على اهم اوراقها ومستنداتها التاريخية التي لا تعوض، فضلا عن بقية الممتلكات الاخرى التي ما زالت في حوزة العراق.

ومن ثم فان الكويت، بل والعالم اجمع، يعاني دائما من ازدواجية التصرف والفارق بين الاقوال العراقية من جهة والافعال من جهة اخرى، وللمعلومة ما زالت البيانات العسكرية العراقية تسمينا حتى بعد مؤتمر قمة بيروت بـ«أرض الكويت» لا دولة الكويت التي يعترف بها الجميع.

* هل انتم راضون عن مستوى التنسيق الخليجي بالنسبة للموقف من العراق؟

ـ الموقف من العراق قضية قررها الزعماء بالاجماع في مؤتمرات القمة الخليجية المتعاقبة، ونحن راضون عن مستوى التنسيق الخليجي فيما يخص المواقف الحالية او المستقبلية عن العراق.

* تعقد القمة الخليجية المقبلة في الدوحة في ظل احاديث كثيرة عن احتمال مقاطعتها او خفض التمثيل، ماذا تتوقعون من هذه القمة؟

ـ لا اعرف لماذا يحاول البعض تضخيم الامور الصغيرة، كما ما زلنا نسمع ومنذ اليوم الاول لانشاء المجلس كثيرا من الكلمات المحبطة، الا ان مجلسنا الخليجي اثبت قوته وتكاتفه امام الازمات كقضية احتلال الكويت، واثبت استمراريته في حين توقفت بعض المجالس الاخرى التي نرجو اعادة تفعيلها، وعليه فلا يساورنا القلق حول القمة القادمة، ونتطلع الى ان تحقق ما يصبوا اليه ابناء دول المجلس من آمال وطموحات.

* تبدو خطوات مجلس التعاون في تحقيق التكامل بين الدول الست بطيئة جدا، فما السبب في رأيكم؟ وهل بالامكان القول ان المسيرة الخليجية بدأت تراوح مكانها؟

ـ عملية البطء والسرعة عملية نسبية، وأرى ان خطوات المجلس سريعة حتى مقارنة بمنظمات اخرى متقدمة وبالطبع لو سارعت القيادات الخليجية باتخاذ خطوات وحدوية من دون دراسة متأنية لتسبب هذا الامر بكثير من الضرر على الشعوب الخليجية ومؤسساتها القائمة، مسترجعين الى الذاكرة حقيقة ان هناك تجارب في وطننا العربي لم يكتب لها النجاح نتيجة الاستعجال في التطبيق.

* أغلقت الكويت مكتب «الجزيرة» القطرية، هل حدث ذلك لانكم تعتبرون ان «الجزيرة» تتحمل مسؤولية خلافات قطر مع الدول الخليجية والعربية؟

ـ لا شك ان هناك بعض البرامج لمحطة «الجزيرة» قد اساءت لعلاقة قطر مع بعض اشقائها العرب حيث تم سحب السفراء وقامت حملات اعلامية كردود فعل لبعض ما يطرح فيها. وبالنسبة لنا فلقد فرقنا بين الاشقاء في قطر الذين ما زلنا نحتفظ بعلاقات ودية معهم ومحطة «الجزيرة» التي اغلقنا مكتبها في الكويت بعد تكرار اساءتها لنا دون مبرر او داع.

* اين وصلت المساعي والاتصالات مع السعودية وايران لرسم الجرف القاري؟ وهل هناك ما يعيق الوصول الى اتفاق نهائي في هذا الشأن؟ وكيف تقيمون العلاقات مع البلدين؟

ـ علاقاتنا مع الجارتين المملكة العربية السعودية وايران في احسن حال ولا مشاكل تذكر بالنسبة لرسم الجرف القاري بيننا، والامور تسير في مجراها الطبيعي في هذا الشأن.

* قضية التطرف

* فسرت عملية هجوم فيلكا الاخيرة بأنها تعبير عن التحول الحاصل عند فئة كبيرة من الكويتيين في نظرتهم الى الولايات المتحدة، هل هذا صحيح في رأيكم؟

ـ بالقطع لا، فالعمل الارهابي الفردي تم استنكاره من جميع فئات وقطاعات الشعب، ولا يمكن للكويت ان تنسى ما قامت به الولايات المتحدة الصديقة من دور خير وفاعل في تحرير الكويت، وهي قضية تاريخية لا يمكن للكويت شعبا وحكومة نسيانها قط.

* هل تعتقدون ان الكويت تعاني حاليا من مشكلة تطرف ديني؟ وماذا فعلت الحكومة لمواجهتها؟

ـ الكويت دولة ديمقراطية يتمتع مواطنوها بحرية تامة في ابداء الآراء فيما يحدث حولهم من احداث، وهو ما ساعد على تقلص حجم التطرف في المجتمع الكويتي، الا انه يبقى في كل مكان وزمان قلة من الناس ممن قد يفهمون الدين والشريعة بمفهوم خاطئ، وقد بدأت وزارة الاوقاف مؤخرا في اعداد حملة لتصحيح تلك المفاهيم المغلوطة.

* هناك من يقول ان الجماعات والتيارات المتطرفة في الكويت ازدادت قوة وتنظيما بسبب تهاون الحكومة في ضربها بعد احداث سبتمبر، كيف تردون على هذا الاتهام؟

ـ لم تأخذ الكويت في تاريخها بأساليب الضرب والقمع وفتح ابواب السجون، ولا شك ان كل من أساء للكويت من المتطرفين تم اعطاؤهم الفرصة كاملة للدفاع عن انفسهم في المحاكم، ومن يتم ادانته ستتم عقوبته وسجنه بما سيأتي من احكام لقضائنا العادل والمستقل.

* هل «القاعدة» موجودة في الكويت؟ وما صحة ما يقال عن خلايا نائمة تنتظر دورها لشن المزيد من العمليات الارهابية؟

ـ لا اعتقد ان احدا في العالم يستطيع الاجابة عن هذا السؤال فلا نحن ولا غيرنا يستطيع الدخول للضمائر والنفوس ويعلم ما في داخلها، وعليه نستطيع القول ان على السطح فقط لا يوجد منتمون لـ«القاعدة» في الكويت، اما ما يحدث في الغرف المغلقة خاصة ونحن في عصر ثورة المعلومات وأجهزة الكومبيوتر والانترنت التي تستطيع ان توصل كل شخص لأي جهة يريدها في العالم، فالله اعلم، الا اننا بيّنا للجميع اننا لن نتهاون مع من ينتمي لذلك التنظيم الذي يقر باستخدامه الوسائل الارهابية لتحقيق اهدافه.

* هل تشعرون بقلق على الوضع الأمني داخل الكويت؟ وماذا فعلت الحكومة لضمان الأمن والاستقرار للجميع؟

ـ لا يوجد قلق حكومي او شعبي على الامن في الكويت، وبجهود رجال الامن المخلصين من ابناء الكويت يتم القبض على الفاعل بعد ارتكابه الجريمة خلال فترة زمنية قصيرة جداً.

* في كل مرة يقع فيها حادث اطلاق رصاص في الكويت يعود الحديث عن ضرورة جمع السلاح من المواطنين، هل الحكومة جادة فعلا في هذا الامر؟

ـ قانون جمع السلاح لا يزال موجوداً لدى مجلس الأمة ومتى ما تم اقراره سيتم تنفيذه بكل جدية فلا تهاون لدينا فيما يخص المواطن وروحه.

* استمرارية الحكومة

* معدل عمر الحكومات في الكويت لا يزيد عن العامين، لكن يبدو ان هذه الحكومة مستمرة حتى الانتخابات المقبلة، فما الذي يعطيها هذه القوة والثقة؟ وهل ستستمر في صيغتها الحالية ام انها ستعدل كما يردد البعض؟

ـ آمنا منذ بداية تشكيل الوزارة بأن على المسؤول في الحكومة ان يأخذ كامل مدته حتى يمكن ان ينتج ويخدم الشعب كي يمكن بعد ذلك مساءلته، لذا فان قوة الحكومة الحالية تنبع من الاقتناع بمبدأ الاستمرارية لا التغيير المستمر، كذلك فان الثقة في الحكومة تأتي من صاحب السمو امير البلاد والشعب الكويتي ممثلا بنوابه في البرلمان اللذين منحاها تلك الثقة.

* يشكو النواب من سوء الادارة الحكومية في معالجة الوضع الاقتصادي وسبق للحكومة ان اعترفت بالبيروقراطية في العمل الاداري، فما هي خططكم لمواجهة هذه المشكلة؟

ـ معالجة الوضع الاقتصادي ومثلها محاولات التخلص من البيروقراطية في العمل الاداري هي عملية مستمرة ونجاحها او اخفاقها مرهون بتعاون الجهود وتكاملها بين الحكومة والسلطة التشريعية.

* ما رأيكم في انجازات مجلس الأمة الحالي بعد ان اقتربت ولايته الحالية من نهايتها؟

ـ الشعب الكويتي الذي انتخب ممثليه في البرلمان هو الأجدر والأقدر على تقييم عمل مجلس الأمة، وسيترجم ذلك التقييم بأصوات تلقى في صناديق الاقتراع خلال اشهر قليلة.

* هل تؤيدون فكرة اجراء انتخابات مبكرة كما يطالب عدد من النواب؟

ـ هذه القضية ما زالت موضوع بحث بين الحكومة ومجلس الأمة وستدرس في حينه الجوانب الاجرائية والدستورية للانتخابات المبكرة متى ما اقرت.

* لماذا ترفضون بشدة فكرة الاحزاب السياسية رغم انها موجودة في المجلس تحت غطاء التكتلات النيابية؟

ـ كما تعلمون فان للديمقراطية اشكالاً عدة منها من يؤمن بنظام الحزبين او الثلاثة او تعدد الاحزاب، وبالمقابل هناك انظمة لا تؤمن بالديمقراطية كالدول الشيوعية الا انها تسمح بوجود احزاب مع بقاء حزب واحد مهيمن على الدولة. الفكرة ان الديمقراطية ليست مرتبطة بالضرورة بالحزبية، وقد ارتضى الآباء والمؤسسون للديمقراطية ومعهم الشعب الكويتي بحياة ديمقراطية خصوصيتها ان لا احزاب فيها، وقد يكون السبب لذلك ما رأيناه من تشرذم حزبي لدى بعض الدول الشقيقة تسبب في جزء منه في خرابها وتعطل تنميتها بل وبتقنين الاوضاع الخاطئة فأصبح كل حزب واجهة لتكتل طائفي او عنصري او قبلي.

* هل تنزعجون من الصحف الكويتية وماذا تقرأون فيها؟

ـ لا ننزعج مما يكتب في الصحافة الكويتية طالما كان هناك التزام بالعقلانية والموضوعية في طرحه، ونقرأ اغلب ما يكتب في الصحف بشكل عام.

* العمل الخيري

* البعض يتهم الحكومة بأنها بدأت سلسلة اجراءات لضبط العمل الخيري ثم توقفت كي لا تغضب الجمعيات الاسلامية. هل هذا صحيح؟

ـ المصطلح الصحيح هو تنظيم العمل الخيري، وهي عملية مستمرة برضى وموافقة الجميع، وأهل الكويت محبون لعمل الخير بالفطرة، ولا نود ان تكون هناك اي شوائب فيما يخص هذا العمل الذي يستفيد منه الفقراء والمحتاجون في الكويت وخارجها.

* لماذا يتخوف الكثير من الكويتيين من قبول المنصب الوزاري؟ اين المشكلة في نظركم وكيف يمكن معالجتها؟

ـ احد الاشكالات كانت في الماضي تكمن في قصر عمر الوزارة، وقد اجبنا في بداية اللقاء حول ايماننا بتثبيت التشكيل الوزاري حتى نتيج لكل وزير تطبيق افكاره ورؤاه، ونأمل ان يصبح العمل الوزاري عملاً جاذباً ومغرياً للكفاءات الكويتية وان يتقبلوا بروح طيبة ما يأتي مع العمل العام من نقد وجهد وعمل شاق يوصل الليل بالنهار لخدمة الناس.

* يتساءل الناس عن دور الجيل الثاني في الأسرة الكريمة مستقبلا، هل في رأيكم انه اصبح مؤهلا لتسلم المسؤولية؟

ـ نحن في الكويت كعائلة حاكمة ومثلنا باقي اهل الكويت لا نؤمن بمصطلح الجيل الثاني والثالث والرابع الى آخره، بل هو عمل متواصل يقوم به الجميع لخدمة الوطن، ولا شك ان شباب الاسرة ككبارها يمارسون مسؤولياتهم في مجالات عملهم المختلفة العام منها والخاص ويلتقون بالناس والمواطنين ويسمعون منهم ويتحدثون اليهم، وفي هذا تأهيل لجميع افراد الاسرة الحاكمة لتحمل المسؤوليات المستقبلية متى ما انيطت بهم.

* أين اصبحت العلاقات مع السلطة الفلسطينية؟ وهل تعتقدون ان النظرة الى الفلسطينيين داخل الكويت ستعود قريبا الى سابق عهدها؟

ـ النظرة الفلسطينية داخل الكويت لم تتغير حتى تعود لسابق عهدها، وعلاقتنا مع السلطة الفلسطينية قائمة على مبدأ حافظنا عليه دائماً وهو اننا نرضى لشعبنا الفلسطيني ما يرتضيه لنفسه، وما زالت الكويت هي الداعم الاول عملا لا قولاً لكفاح الشعب الفلسطيني كما يحتضن بلدنا مركز مكافحة التطبيع مع اسرائيل.

* كيف ترون استجواب النائب حسين القلاف لوزير الكهرباء والماء طلال العيار وهل ناقشتم القضية في اجتماع مجلس الوزراء وما صحة ما اشيع عن استقالة الوزير؟

ـ الحقيقة كما تعلمون بأن الاستجواب حق دستوري لكافة النواب، الا انه مثل اي اداة دستورية اخرى يجب الحرص على عدم اساءة استخدامها خاصة في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة. اما بالنسبة لمناقشة القضية في اجتماع مجلس الوزراء، فواضح ان المجلس يناقش ما يطرحه النواب من قضايا طالما اعتمدت على جدول الاعمال، ولا يعني هذا الامر مناقشتها بالتفصيل بقدر ما هو طرح لكيفية التعامل الاصح والأمثل معها، واما بالنسبة للوزير العيار فهو يقوم بالأعمال المناطة به ولم يستقل.

* الوضع العربي

* خبرتم القضايا العربية من خلال متابعتكم المستمرة للاحداث على مدى السنوات الطويلة الماضية. هل الوضع العربي الآن في اسوأ حالاته؟

ـ الوضع العربي بالقطع ليس في اسوأ حالاته، فلقد مررنا في السابق بعقبات اكثر مرارة واخفاقاً من ايامنا الحالية، وذلك إبان الهزائم العسكرية المعروفة، وإبان احتلال الاراضي العربية، تزامنا آنذاك مع حروب اهلية في لبنان والصومال، وتباين عربي كبير لم يؤهلنا في حينها حتى في النجاح في عقد لقاءات قمة عربية. هذه الايام تحررت كثير من الاراضي العربية، وتوقفت الحرب الاهلية في لبنان، ومعها الحرب العراقية ـ الايرانية المدمرة وتحررت الكويت، والحال كذلك مع جزء كبير من الاراضي الفلسطينية، واصبحت اللقاءات العربية تتم بشكل دوري، وتوقفت الهجمات الاعلامية بين الدول العربية، ونأمل بتحرير مرتفعات الجولان وقيام الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني في وقت قريب.

* هناك من يردد بأن الكويت تتصرف احيانا وكأنها لم تتعلم شيئاً من درس الاحتلال العراقي. هل تتفق مع هذا الرأي؟

ـ للمعلومة كنا قبل غزو العراق اول الداعمين لكافة قضايانا العربية كما امتازت سياستنا بالحكمة والوسطية وعدم الخلاف مع الآخرين، بل اننا كنا من الدول العربية القليلة التي لم يكن لها معارك اعلامية مع احد، وقد كنا اول من اعترف بسبب وسطيتنا بالاتحاد السوفياتي والصين الشعبية، فلا اعلم هل يقصد بالسؤال ان تلك السياسة كانت خاطئة حتى نتعلم الدروس ونقوم بالحياد عنها بعد الاحتلال العراقي، الواقع اننا لم نقم بأخطاء تبرر الغزو حتى نطالب بتغيير سياساتنا وتلك هي الحقيقة.

* ما الذي يشغل بال صباح الأحمد: أزمات الداخل ام تحديات الخارج ام ماذا؟

ـ اول ما يشغل بال صباح الأحمد هو الاجابة على أسئلتكم الكثيرة التي لم تترك شاردة او واردة الا وسألتم عنها، والحقيقة اننا في هذه الايام ننشغل ومعنا الدول العربية كافة بإشكاليات الخارج، ونرجو ان تمر منطقتنا العربية بمرحلة هدوء وعدم حرب كحال اوروبا في الخمسين عاماً الماضية حتى نتفرغ جميعا لحل اشكالات التنمية والعولمة والاقتصاد والتعليم والصحة وغيرها.