وزراء خارجية أوروبا يبحثون اليوم ببروكسل أجندة اجتماعات قمة كوبنهاغن

TT

يجتمع اليوم وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في العاصمة البلجيكية بغرض التحضير للقمة الاوروبية القادمة يومي 12 و13 الشهر الجاري في كوبنهاغن.

والمهمة صعبة للغاية، فالوزراء خلال اجتماعهم الذي يستغرق يومين عليهم ان يتوصلوا الى تصور مشترك وشبه اتفاق حول عدد من الموضوعات الهامة التي من المنتظر ان تصدر القمة قرارات هامة بشأنها. وهو الامر الذي جعل المراقبين والمحللين السياسيين هنا يتوقعون ان تشهد القاعات المغلقة مناقشات ساخنة بين وزراء الخارجية اصحاب المهام الصعبة. وتأتي صعوبة الاجتماع من الاختلافات الواضحة في الاراء ووجهات النظر بين دول الاتحاد الاوروبي حول العديد من النقاط التي من المفترض ان يتم اقرارها في القمة. ولعل اقرب الامثلة على ذلك ما يتعلق بمسألة التوسيع المقررة في اوائل عام 2004 بانضمام عشر دول جديدة ليصبح عدد دول الاتحاد 25 دولة بدلا من 15 عددهم الحالي.

وجاءت تصريحات رئيس وزراء الدنمارك اندراس فوخ راسميوسن نهاية الاسبوع الماضي لتزيد الامور تعقيدا بالنسبة للمسؤولين عن الدبلوماسية الاوروبية خلال مناقشاتهم اليوم وغدا في بروكسل، اذ فجر اندراس «قنبلة» من الوزن الثقيل عندما اعلن عن تخوفه من فشل القمة الاوروبية القادمة في كوبنهاغن، اذا ما فشل القادة خلال مناقشاتهم حول انهاء ملف عملية التوسع. وجاءت تصريحات رئيس وزراء الدنمارك الذي تتولى بلاده الرئاسة للدورة الحالية للاتحاد الاوروبي، عقب مباحثات اجراها اخيرا في باريس، وذكر خلال تصريحاته ان الطلبات التي تقدمت بها الدول المرشحة قبيل اتمام عملية التوسيع هي «طلبات صعبة وتتسم بالمغالاة». وجاءت تصريحاته ردا على الانتقادات التي وجهت من عدد من دول الاتحاد واهمها المانيا للسياسة المالية للاتحاد المخصصة للدول العشر المرشحة.

الى جانب تلك الخلافات فهناك قضايا ومسائل اخرى تتعلق بمستقبل الاتحاد الاوروبي، اذ لم يتم حسم معظمها حتى الان. ووضح ذلك جيدا عقب الاجتماع الاخير لاعضاء مؤتمر الاصلاحات الدستورية داخل مقر البرلمان الاوروبي ببروكسل نهاية الاسبوع الماضي، ومن اهم مسائل الخلاف ما يتعلق بموضوع «رئيس اوروبا»، اذ يرى رئيس المؤتمر فاليري جيسكار ديستان ان النظام الامثل ان تتولى الرئاسة شخصية اوروبية او دولة اوروبية لمدة خمس سنوات حتى يكون هناك متسع من الوقت لتنفيذ سياسات وخطط الاتحاد الاوربي في حين يرفض رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية ذلك ويفضل البقاء على النظام المتبع حاليا والذي يقضي بتولي كل دولة الرئاسة لمدة ستة اشهر.

من الموضوعات الهامة الاخرى التي سوف يتعرض لها وزراء الخارجية مسألة الهجرة وسوف يناقشون الخطة التي وافقت عليها المفوضية الاوروبية وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد عقب مناقشات جرت وانتهت بالموافقة على الخطة نهاية الاسبوع الماضي وهي خطة العمل التي تقدم بها مسؤول العلاقات الخارجية كريس باتن والتي تنص على دمج سياسة الهجرة مع بنود اتفاقات التعاون الخارجي مع الدول الاجنبية بما فيها المتعلق باتفاقيات الشراكة او التعاون مع اوروبا ومن بينها عدد من الدول العربية.

وازدحام اجندة الاجتماعات سوف يؤثر على عدد من القضايا الدولية المهمة خلال اجتماع وزراء الخارجية وسوف يتم التعرض لها بصورة غير اساسية ويأتي في مقدمة تلك القضايا، الملف الشرق اوسطي والعراق والعلاقات مع ايران وقضايا اخرى.