أصدرت محاكم البحرين أمس حكما بانتهاء دعوى اجرائية مستعجلة ضد وزارة الداخلية رفعها ذوو المواطن محمد جمعة الذي توفي إثر اصابته برصاص مطاطي في أبريل (نيسان) الماضي أمام السفارة الأميركية في البحرين أثناء مظاهرة احتجاجية على المساندة الأميركية للممارسات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة. واستندت الدعوى الى ان منتسبي وزارة الداخلية من رجال الامن هم الذين اطلقوا الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.
وقال المحامي محمد أحمد الذي يقود فريق المحامين الذين تطوعوا لتقديم القضية والترافع في المحكمة لـ«الشرق الأوسط»، ان الحكم الذي صدر أمس سيلحق خلال الأسبوع المقبل برفع دعوى موضوعية ضد وزارة الداخلية يطالب فيها أهل جمعة بتعويضات تمنح أساسا لوالديه ولخطيبته، ولكنه قال «ان قيمة التعويضات المطلوبة لم تحدد حتى الآن». واشار أحمد الى أن الحكم صدر أمس بعد أن تم اثبات حالة الملف الطبي للمتوفى نتيجة تعاون وزارة الصحة، بعد مماطلة، وتقديمها نسخا من التقارير المطلوبة لمتابعة القضية. وتعتبر هذه هي القضية الأولى التي ترفع ضد وزراة الداخلية في البحرين.
ولقيت قضية جمعة الذي شيّع ملفوفا بالعلم الفلسطيني تعاطفا واسعا، ورفعت القضية بناء على توجيه من ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، الذي لجأت اليه عائلة جمعة بعد وفاته مطالبة بالتحقيق في مقتل ابنها.
من جانب آخر يتوقع أن تقدم ثماني دعاوى، لمدعين بالتعرض لانتهاكات حقوق الانسان والتعذيب خلال فترة قانون أمن الدولة، وذلك بعد استكمال التوكيلات من المدعين وتعتبر هذه أيضا هي المرة الأولى التي تقدم فيها دعاوى للمحاكم المحلية ضد جهات أمنية في قضايا متعلقة بحقوق الانسان.
وأوكلت المتابعة القانونية لهذه القضايا الى ستة محامين متطوعين، بينما يتبنى القضية مركز حقوق الانسان بالتعاون مع «اللجنة الوطنية لضحايا التعذيب» التي تشكلت مؤخرا. وقال المدير التنفيذي للمركز، عبدالهادي الخواجه لـ«الشرق الأوسط» ان هذه اللجنة سوف تتولى، ضمن أهدافها الأساسية مساعدة المدعين بالتعرض الى انتهاكات حقوق الانسان والتعذيب في رفع الدعاوى في المحاكم المحلية والدولية بالاضافة الى توفير الدعم المادي والمعنوي والعلاج النفسي والجسدي للضحايا من المتضررين.
وتواكبت هذه القضايا مع احتفال البحرين للعام الثاني على التوالي بالذكرى 56 للاعلان العالمي لحقوق الانسان اذ تقيم الجعيات السياسية والحقوقية في البحرين برامج متنوعة تسلط الضوء فيها على موضوع حقوق الانسان.