مصالحة في طهران بين بارزاني والقيادة الإيرانية ورفسنجاني يتهم واشنطن بالعمل على فرض «دكتاتور» آخر على بغداد

TT

طهران ـ أ.ف.ب: وصف مصدر قريب من المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني، اعلى مراكز القرار في ايران، ما يدور حاليا في طهران بين ممثلي اكبر فصائل واحزاب المعارضة العراقية بأنه تنفيذ فعلي لقرار اصدره المجلس في احد اجتماعاته الاخيرة بحضور رأسي السلطة، المرشد علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي، وجرى فيه تذليل العقبة التي كانت تعترض سبيل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، آية الله محمد باقر الحكيم، في تولي دور قيادي في عراق المستقبل بسبب مبايعته للمرشد الايراني، باعتباره ولي أمره، وتبني المجلس الاعلى فكرة اقامة جمهورية اسلامية شيعية في العراق على غرار الحكم القائم في ايران.

وفي ذلك الاجتماع نجح الرئيس خاتمي في عرض العوامل التي جعلت العراق، مكانا غير مناسب لطرح فكرة ولاية الفقيه واقامة نظام ديني شيعي. وطالب خاتمي المجلس باتخاذ قرار صريح وحاسم حول طريقة التعامل مع المستجدات الاخيرة في الساحة العراقية.

وأكد المصدر الايراني لـ«الشرق الأوسط» ان رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، قد ابلغ زواره من قادة وممثلي المعارضة العراقية، بقبوله لفكرة قيام نظام فيدرالي غير ديني في العراق، شرط ان يكون التمثيل الشيعي فيه يتناسب مع الحجم السكاني، أي انه لا يتحفظ على ان يكون رئيس الحكم المقبل في العراق علمانيا يلبس البدلة الاوروبية وربطة العنق، ولكنه لا بد ان يمثل الاكثرية. واوضح المصدر ان الحكيم بات اكثر ثقة واطمئنانا بأن الاطراف الاقليمية والدولية المؤثرة في ترتيب الوضع المستقبلي في العراق، لم تعد قادرة بعد الآن على انكار دوره او السعي لتحجيم دور المجلس الاعلى، بعد ان اصبح حضوره او عدم حضوره شرطا لنجاح او فشل مؤتمر المعارضة العراقية المزمع عقده في لندن يوم الجمعة المقبل.

وفي اطار محادثات احمد الجلبي القيادي في المؤتمر الوطني العراقي، ومسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في طهران مع المسؤولين الايرانيين ومع آية الله الحكيم وشخصيات دينية وسياسية عراقية اخرى، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر قريبة من رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، أنه ابدى قلقه في لقائه مع بارزاني حيال خطر تفكك العراق وانهيار الكيان العراقي وتشكيل دويلات طائفية. وأكد بارزاني تمسك الاكراد بوحدة العراق، وقال ان الاكراد قاوموا في السابق وسيقاومون اي مشروع يستهدف وحدة العراق وسيادته، وان طرح نظام قائم على اللامركزية الادارية هو من اجل تعزيز وحدة الشعب العراقي بكل طوائفه واعراقه. وقال مصدر تابع محادثات بازراني مع رفسنجاني، ان معرفة رفسنجاني الوثيقة بالزعيم الكردي تعود لسنوات عديدة.

وعلاقات طهران مع الحزب الديمقراطي الكردستاني اصيبت بفتور شديد تسبب في ان يجمد بارزاني اتصالاته مع ايران، لا سيما عقب تدخل ايران في الصراع المسلح بين حزبه والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني.

كما ان انشطة رجال استخبارات الحرس الثوري في كردستان العراق واغتيال عدد من كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني اللاجئين في كردستان العراق، اسفرت عن طرد عناصر الحرس من قبل بارزاني ومنع عودتهم الى كردستان العراق واغلاق مكتب استخبارات الحرس في اربيل.

وبعد ثماني سنوات من قطيعة شبه كاملة بين بارزاني والقيادة الايرانية اعادت زيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الى طهران مياه العلاقات الى مجاريها الطبيعية، حسب قول مصدر ايراني حضر لقاء بارزاني مع مهدي كروبي رئيس البرلمان الايراني والنواب الاكراد في البرلمان.

من ناحية اخرى اتهم رفسنجاني، خلال لقائه مع بارزاني امس، الولايات المتحدة بأنها تريد وضع «دكتاتور آخر» في بغداد.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ووكالة الانباء الطلابية عن رفسنجاني قوله ان «الولايات المتحدة لا تنوي ابدا اقامة نظام مستقل وحر في العراق، بل تريد تنصيب دكتاتور آخر لضمان مصالحها ومصالح النظام الصهيوني». واعتبر ان «الجميع يجب ألا يسمحوا للولايات المتحدة بفرض دكتاتور آخر سيكون دمية في يدها ويتجاهل مصالح الشعب العراقي».