مؤتمر المعارضة العراقية في لندن يبدأ السبت بحضور طاغ للإسلاميين الشيعة

TT

لم يبق غير ثلاثة أيام على موعد انعقاد مؤتمر المعارضة العراقية الذي سيبدأ اعماله بعد غد في فندق «هيلتون ميترو وليتان» وسط العاصمة البريطانية لندن، لكن المشاكل والخلافات بشأنه لم تنته بعد. فاللجنة التحضيرية للمؤتمر والمشكلة من ست جماعات تؤكد ان هذه المشاكل قد ذللت. لكن العديد من الجماعات الاخرى والشخصيات العراقية تؤكد عدم التوصل بعد الى حلول للمشاكل المتعلقة بعدد وأسماء المشاركين في المؤتمر ونسب تمثيل جماعات المعارضة وغيرها، اضافة الى ان هناك حركات ترفض المشاركة بسبب ما تسميه محاولة سيطرة اعضاء في اللجنة التحضيرية على مجريات المؤتمر.

وقد اكد حامد البياتي، عضو اللجنة التحضيرية وممثل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في بريطانيا والولايات المتحدة، ان اللجنة استكملت استعداداتها لعقد المؤتمر.

واوضح البياتي لـ«الشرق الأوسط» امس ان قائمة الاسلاميين في المؤتمر تضم ما نسبته 40%، بينهم 33% من الاسلاميين الشيعة و7% من الاسلاميين السنة، وذلك استنادا الى النسب التي اعتمدت في مؤتمر صلاح الدين الذي عقد عام 1992 وانبثق عنه «المؤتمر الوطني العراقي». واشار البياتي الى ان هذه النسب «تم اقرارها من قبل اعضاء اللجنة التحضيرية ولا تراجع عنها» وان قائمة الاسلاميين ستضم اكثر من عشرين تنظيما شيعيا وسنيا بالاضافة الى ثلاثين شخصية اسلامية مستقلة.

واكد البياتي ان السيد عبد العزيز الحكيم، شقيق رئيس المجلس الاعلى محمد باقر الحكيم، سوف يترأس وفد المجلس الى المؤتمر، وقال «لقد حددنا ثلاثة اهداف للمؤتمر هي: الاتفاق على خطاب سياسي موحد للمعارضة العراقية بما يتناسب مع المرحلة الراهنة، ورسم تصور عن مستقبل العراق والمرحلة الانتقالية بعد تغيير النظام لحين اجراء انتخابات حرة وديمقراطية، والاتفاق على لجنة للمتابعة والتنسيق تقوم بمتابعة قرارات المؤتمر».

واضاف البياتي ان من بين الشخصيات الشيعية المستقلة التي سوف تحضر المؤتمر محمد بحر العلوم وعبد المجيد الخوئي. وتابع ان شخصيات سنية مستقلة دعيت لحضور المؤتمر مثل عبد الستار الدوري وفارس العاني وراشد الحديثي وعبد المحسن العريبي. وشدد على ان موضوع مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في المؤتمر ما زالت قيد النقاش «لكن هناك شخصيات يسارية من خارج تنظيمات الحزب الشيوعي سوف تشارك في المؤتمر».

يذكر ان موضوع نسب مؤتمر صلاح الدين يلاقي اعتراضات من قبل الحركة الدستورية العراقية وحركة الوفاق الوطني العراقي والمؤتمر الوطني العراقي، حيث ستشارك هذه الحركات بتمثيل ضئيل، بينما ستكون اعلى نسبة من المشاركين هي من الاسلاميين الشيعة والاكراد.

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» امس مع عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الإمام الخوئي الخيرية في لندن، اكد مشاركته في المؤتمر وقال «ان من الضروري المشاركة في مؤتمر واسع للمعارضة العراقية كهذا لمناقشة الوضع العراقي وفضح جرائم النظام والتوصل الى حلول تساعد في انقاذ الشعب العراقي من مأساته المريرة».

واشار الى انه ومؤسسة الإمام الخوئي لا يفوتان اي فرصة جادة في المحافل الدولية لعرض ومناقشة الوضع العراقي «فكيف لا نشارك في مثل هذا المؤتمر، خاصة انه سوف يحضره العديد من القوى الوطنية والشخصيات الاجنبية والاعلاميين من كل انحاء العالم، وهي فرصة لطرح كل القضايا العالقة على بساط البحث الجدي».

واعتبر الخوئي ان «من الخطأ مقاطعة هذا المؤتمر، ويجب ان تكون لكل وطني عراقي مساهمته وكلمته»، مشيرا الى ان ما يشجعه على الحضور هو تمويل المؤتمر بالكامل من قبل الجهات العراقية المشاركة «حتى انني تحملت تكاليف غرفتي في الفندق الذي سيعقد فيه المؤتمر».

ونفى صلاح عمر العلي ممثل تجمع الوفاق الديمقراطي، مشاركته في المؤتمر، وقال لـ«الشرق الأوسط» امس: لم انفرد باتخاذ قرار عدم المشاركة وانما هناك قوى وطنية قومية وديمقراطية واسلامية تمثل المعارضة العراقية الحقيقية رفضت المشاركة.

واضاف «لقد بذلنا مجهودا مخلصا من اجل التوصل الى صياغة اوراق عمل تجسد الاطار المعقول لحل وطني عراقي يضمن سلامة الوطن واستقراره المستقبلي وعدم انزلاق العراق في الصراعات وكذلك من اجل التوصل الى اتفاق يضمن ان تكون للشعب العراقي مرجعية دستورية تضمن لجميع المواطنين حقوقهم».

وقال العلي «في نهاية المطاف توصلنا الى قناعة مفادها ان الحد الادنى من شروط مشروع الحل الوطني لم تتوفر بسبب اصرار بعض الاطراف المتنفذة في اللجنة التحضيرية على الانفراد بالقرارات وتجاهل حقائق شاخصة في الواقع العراقي وفرض آرائها على الآخرين، وان هذه الاطراف قامت باستبعاد واستغفال حركات وطنية تمثل الثقل الحقيقي للمعارضة العراقية عن المشاركة في المؤتمر».