أبو علاء في باريس: تأجيل تبني «خريطة الطريق» يحمل مخاطر كبرى

TT

رغم ان زيارة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) الى باريس وصفت بانها «خاصة» وتحديدا لاجراء فحوص طبية، فان البرنامج الذي اعد له في العاصمة الفرنسية حافل. فاليوم، يستقبله الرئيس جاك شيراك بعد ان يكون قد اجتمع مع رئيس الجمعية الوطنية جان ـ لوي دوبريه صباحا، بينما يستقبله رئيس مجلس الشيوخ كريستيان بونسليه ظهر غد.

وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان قد افتتح سلسلة اللقاءات في اجتماع مع ابو علاء في مقر الوزارة.

ويعكس الاجتماع الفرنسي بابو علاء امرين متلازمين; الاول، يتناول قلق فرنسا الكبير في المنزلق الذي ينحدر اليه الوضع ميدانيا، خصوصا في ظل اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الاسرائيلية، والثاني، رغبة باريس في فك الطوق المضروب على السلطة الفلسطينية ورغبتها في اعادة تأهيلها بعد الضربات القاتلة التي وجهتها اليها اسرائيل.

وتتخوف فرنسا من ان تضحي الادارة الاميركية بـ«خريطة الطريق» التي تعمل عليها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي، وروسيا، والامم المتحدة) التي يفترض ان تجتمع في واشنطن في 20 ديسمبر (كانون الاول). وخلال اجتماع امس، اكد الوزير الفرنسي ان باريس راغبة في ان تتبنى اللجنة الرباعية رسميا خطة الطريق، فيما الحكومة الاسرائيلية تضغط على واشنطن لتأجيل ذلك.

وامس، قرع ابو علاء في باريس ناقوس الخطر. فقد قال للصحافيين عقب الاجتماع ان محاولات التأجيل «تتضمن مخاطر» وان «الايام والاسابيع المقبلة في منتهى الدقة».

ويرى ابو علاء ان خطة الطريق تتميز عن غيرها من الخطط والاتفاقات السابقة بأمرين: ان تتضمن اعلانا واضحا عن قيام الدولة الفلسطينية كما أنها تنص على زمن محدد لقيامها في مهلة لا تتجاوز عام 2005.

بموازاة ذلك، اعلن ابو علاء عن استبعاده اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية، المقررة في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وبعد ان اكد على التزام الفلسطينيين بالمرسوم الرئاسي، الذي يحدد موعد الانتخابات وبقرار المجلس التشريعي. واضاف ابو علاء: «اقول بصراحة، انه من الناحية الواقعية والعملية، لا ارى (اجراء الانتخابات) ممكنا. نحن في شهر ديسمبر ولم يبق على الموعد سوى شهر تقريبا وهذا ليس كافيا لانجاز الاجراءات والترتيبات اللازمة حتى تكون الانتخابات ديمقراطية صحيحة وسليمة». واعتبر ابو علاء انه يستحيل القيام بالانتخابات «في ظل اجواء الاحتلال والدبابات الاسرائيلية».