حزب العمل الإسرائيلي يعزل ثلاثة من أبرز نشطاء السلام: بيلين وديان وعمير

اتهامات رسمية لليكود حول الفساد والرشاوى الانتخابية

TT

بعد الضربة التي تلقاها رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، في الانتخابات الداخلية لمرشحي الليكود لانتخابات الكنيست، يوم الاحد الماضي، دلت نتائج الانتخابات الداخلية في حزب العمل المعارض، على ان رئيسه عمرام متسناع تلقى ضربة مماثلة. اذ ان عددا من ابرز مؤيديه خسروا في التنافس. وان اهم ثلاثة مؤيدين، وهم يوسي بيلين والبروفسور يولي تمير والاديب ايلي عمير، لم يحصلوا على مركز مضمون، ولن يكونوا مرشحين مضمونين في انتخابات الكنيست المقبلة.

والثلاثة المذكورون معروفون كشخصيات بارزة ومثابرة في حركة السلام الاسرائيلية، اذ ان بيلين احد ابرز مهندسي اتفاقات اوسلو، وعمل وزيرا للقضاء في حكومة ايهود بارك، واعلن عن نيته الانسحاب من حزب العمل واقامة حزب اشتراكي ديمقراطي برئاسته، مع حزب ميرتس، اذا استمر بنيامين بن اليعزر، رئيسا للحزب. وظل بيلين في الحزب بعد فشل اليعزر وانتخاب عمرام متسناع الذي دعمه بيلين بكل قوته.

لكن، كما يبدو، فان متسناع لم يدعم بيلين بالمقابل في الانتخابات الداخلية. وقد وفعل ذلك بسبب خوف من الشارع الاسرائيلي، اذ رأى مساعدوه ان عليه ألا يعطي القوة للنائب بيلين، «حتى لا يظهر حزب العمل برئاستك حزبا متطرفا الى اليسار».

لكن متسناع دعم بكل قوته وزير المالية السابق، ابراهام شوحط، وكذلك النائبة ياعيل ديان (ابنة القائد السياسي والعسكري الاسرائيلي المعروف موشيه ديان) والكاتب اليهودي الشرقي ايلي عمير (الذي اعتبر وجه القائمة في صفوف اليهود الشرقيين) ويولي تمير (رئيسة حركة «سلام الآن» في الماضي، التي ادخلها ايهود باراك الى حكومته وزيرة للاستيعاب)، كلهم فشلوا في الوصول الى المراكز التي تنافسوا عليها. واحتلوا مواقع متأخرة عنها. وبعضهم، مثل ديان وعمير، مثل بيلين يستبعد جدا ان يحتلوا مقاعد في الكنيست المقبل.

واعتبرت هذه النتيجة، تماما كما في الليكود، فوزا للخاسر في التنافس على رئاسة الحزب. اذ ان اليعزر، وضع قائمة تصفيات قرر من خلالها الانتقام من كل من وقف ضده في الانتخابات الاخيرة على رئاسة الحزب. ونجح في ذلك بالنسبة للكثيرين. وجاءت النتيجة بمثابة هزيمة لرئيس الحزب الجديد. لكنه اعلن انه لن يتراجع عن قراره المبدئي قيادة الحزب موحدا، من دون معسكرات متناحرة.

وبهذا تكون مقدمة لائحة حزب العمل على النحو التالي: عمرام متسناع وبنيامين بن اليعزر وشيمعون بيريس ومثان فلناني وابراهام بورغ وداليا ايتسيك وعوفير بنيس وافرايم سنيه ويوري تمير واسحق هرتسوج وحايم رامون وداني ياتوم وايتان كابل وابراهام شوحط. وخصص المقعدان 20 و21 في لائحة حزب العمل لمرشحين عربيين هما غالب مجادلة، وهو نشيط نقابي من باقة الغربية وعضو قديم في حزب العمل، وصالح طريف، الذي عين كأول وزير عربي في حكومة اسرائيلية قبل حوالي السنتين لكنه اضطر الى الاستقالة بعد ان بدأت الشرطة تحقق معه حول شبهات مختلفة مثل تلقي واعطاء الرشوة.

يذكر ان غالبية الاعضاء العرب في حزب العمل صوتوا لصالح بن اليعزر ومرشحيه، هذه المرة ايضا. وحاربوا رجل السلام بيلين، في مواجهة رجل الحرب بين اليعزر، المعروف بقيادته العمليات الحربية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين خلال الانتفاضة.

وفي حزب الليكود، وبعد يوم واحد من نشر نتائج الانتخابات الداخلية، بدأت تظهر فضائح مذهلة عن طريقة الانتخابات والرشاوى والفساد والصفقات المشبوهة التي سادت فيها. وعلم ان مجموعة من المرشحين الخاسرين يتنادون للتقدم بدعوى قضائية ضد هذه الظاهرة.

واعلن عدد منهم عن اعداد قوائم باعضاء مركز حزب الليكود الذين تلقوا وعودا من بعض الوزراء الحاليين بالحصول على وظائف حكومية كرشوة انتخابية.

وقام شارون، خلال اليومين الماضيين، بالاتصال مع المرشحين الخاسرين الذين ايدهم ولم يتمكنوا من الوصول الى مواقع متقدمة او مضمونة. واعلن انه رغم انتخاب ايهود اولمرت، رئيس بلدية القدس، للمرتبة المتأخرة 33 في لائحة المرشحين فانه قرر تعيينه وزيرا في حكومته المقبلة وسيسلمه رئاسة طاقم المعركة الانتخابية. كما اعلن انه سيعين وزير الاتصالات، روبي رفلين، مرة اخرى وزيرا في حكومته، رغم انه انتخب للمرتبة 37.

وحاول شارون بذلك رد التهمة عليه بأنه لم يكن مخلصا للمقربين منه داخل حزب الليكود، بينما عمل بكل قوته على انتخاب ابنه.