قالت مصادر أميركية إن لجنة العلاقات الدولية في الكونغرس الأميركي أوصت بعدم خروج القوات الأميركية من منطقة البلقان قبل سنة 2010. وقالت تلك المصادر إن اللجنة أعربت عن مخاوفها من عودة الاضطراب وعدم استقرار المنطقة في حال تم انسحاب الولايات المتحدة من كوسوفو، والبوسنة، ومقدونيا. كما دعت اللجنة إلى ضرورة مساعدة الدول الضعيفة في المنطقة، وإرساء أجواء من التعايش بين طوائفها المتنافرة، ومحاولة تخطي الماضي وإقامة علاقات بين الطوائف والدول المجاورة في المنطقة، من خلال دعم مشاريع تنموية لصالح مختلف الشعوب. كما أوصت اللجنة باتخاذ خطوات لتمكين دول البلقان، ولا سيما جمهوريات يوغوسلافيا السابقة، من الانضمام إلى برنامج حلف شمال الأطلسي «الشراكة من أجل السلام». ومن بين الدول المرشحة لدخول برنامج «الناتو» كرواتيا، والبوسنة، وصربيا، ومقدونيا بالإضافة لألبانيا، وسلوفينيا. وتعتقد لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأميركي أن «حالة من الفوضى والإرهاب ستجتاح المنطقة في حال تم انسحاب الولايات المتحدة وأوروبا»، ودعت لضبط المنطقة أمنيا، من خلال «اعتقال المتهمين بارتكاب جرائم حرب، والقضاء على عصابات الجريمة المنظمة وتهريب السلع والأشخاص.
من جهة أخرى توجه أعضاء مجلس الرئاسة البوسني أمس إلى نيويورك للقاء مندوبي الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. وذلك بعد زيارة أداها أعضاء مجلس الرئاسة الجماعي في البوسنة لزغرب، حيث تم استقبالهم من قبل الرئيس الكرواتي ستيبان ميسيتش وذلك لأول مرة منذ فوزهم في الانتخابات الرئاسية التي جرت في البوسنة في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومن المتوقع أن يجتمع مجلس الأمن غدا، وسيكون على جدول أعماله انتهاء مهمة البعثة التابعة للمنظمة الدولية في البوسنة والهرسك، إذ سيتحدث أعضاء مجلس الرئاسة البوسني عن وضع بلادهم الأمني والاقتصادي والسياسي. وشملت المباحثات التي أجراها الرئيس الكرواتي مع أعضاء مجلس الرئاسة البوسني، العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن بينها تعزيز التنسيق الأمني، وتوحيد التعرفة الجمركية، وحرية نقل البضائع وتأجير ميناء بلوتشا الكرواتي للبوسنة لمدة 99 عاما. وقال الرئيس البوسني سليمان تيهيتش لـ«الشرق الأوسط» قبل سفره إلى نيويورك «تلقينا دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لبحث تأثيرات خروج الأمم المتحدة من البوسنة، وأعتقد أن هناك مواضيع أخرى سنتطرق إليها، مثل الوضعين السياسي، والاقتصادي في البلاد». وعن الوضع الأمني قال تيهيتش «سنتطرق لمسألة اعتقال وتسليم مجرمي الحرب، لا سيما رادوفان كرادجيتش وراتكو ملاديتش».
وعن اللقاء مع الرئيس ميسيتش قال تيهيتش «بحثنا إلى جانب العلاقات الثنائية مسألة إيجار ميناء بلوتشا الكرواتي للبوسنة لمدة 99 عاما، وهو هام للصادرات البوسنية وموضوع تشكيل الحكومة البوسنية التي طال انتظارها.