قال غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام ان التحركات التي قامت بها الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها العقيد جون قرنق في اعقاب الجولة الثانية من المحادثات بينها والحكومة في ماشاكوس «تحركات سلبية، لان استعجال حركة التمرد انشاء بنك خاص، واصدار عملة، محاولة لاستباق التفاوض حول تقسيم الثروة التي ستجرى في المرحلة القادمة، ومؤشر على «اجندة كونفيدرالية».. وهي محاولة غير موفقة».
واضاف ان زيارة العقيد جون قرنق للجبال (جبال النوبة)، وطرح قضية المناطق المهمشة هناك تؤكد لنا نية الحركة عدم الالتزام بمسار التفاوض في ماشاكوس.. وهذه نقطة مؤسفة وقال: «طالبنا مرارا بان نناقش قضايا المناطق المهمشة، ولكن خارج الإيقاد». ووصف زيارة قرنق لمنطقة كاودا بجبال النوبة بانها «انتكاسة سالبة، رغم رغبة الحكومة المعلنة في إحلال السلام وسعيها الذي لا يتوقف لتجاوز السلبيات».
واوضح صلاح الدين للمجلس الوطني (البرلمان) في تحليله لمسيرة المفاوضات ان الحركة مؤسسة قتالية كلما اقتربت من السلام ظهر عليها الخوف. ودعا اعضاء المجلس الى عدم الانزعاج من قضية الشريعة. وقال: «لقد ثبتت الشريعة في الاتفاقية كما لم تثبت من قبل، وهي لا تحتاج لتثبيت من الولايات المتحدة او الحركة ولا ينبغي ان نجزع، فمن التزامات شريعتنا الحرص على مصالح الآخرين ونستطيع ان نقول ان جوهر ماشاكوس هو الحرص على مصالحنا ومصالح الآخرين». وأكد ان «السلام لن يدوم إلا اذا شاركت فيه كل الفئات، وان حكومة الوحدة الوطنية المقترحة تضم الشمال والجنوب ، وان الدستور ينبغي ان يعبر عن اكبر قدر من الاجماع». وقال اننا نطالب بمزيد من الجهود لبناء الثقة لاننا نعرف ان للسلام اعداء كثر.
من جهته قال اللواء ابراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ السابق، وهو من جبال النوبة، معقبا على ما قاله صلاح الدين: «ان الحكومة مسؤولة عما يحدث في الجبال، ونحن الآن في مفترق طرق ومنعرج خطير، وان قضية الجبال (جبال النوبة) ستناقش، وعلى الدولة ان تلعب دورها وان تدخل في ذلك الجزء من البلاد وتعمر وتبني».
من ناحية اخرى قال غازي صلاح الدين ردا على اسئلة الصحافيين حول التقارير عن لقاء مرتقب بين الرئيس عمر البشير وجون قرنق في كينيا الاسبوع المقبل بوساطة اميركية، انه لم يحدث شيء مثل هذا. واضاف: ان مبدأ اللقاء مقبول ولكن لم يحدث شيء مثل هذا.
وسئل عن زيارة مبعوث اميركي لترتيب اللقاء فقال: لم يحدث شيء مثل هذا.