«الشرق الأوسط» تنشر أول صور للمشتبه في أنه رويترز «القاعدة»

النيابة المصرية تأمر بحبسه بعد تسلم القاهرة الأصولي الهارب من أفغانستان

TT

قال منتصر الزيات محامي الاصوليين بمصر ان محمد نجاح عبد المقصود المعروف بـ«ابو مصعب رويترز» لم يصدر بحقه أي حكم قضائي في أي قضية من قضايا العنف الديني قبل مغادرته مصر الى احدى الدول العربية ثم الى باكستان. ولكن المصادر الأمنية المصرية قالت ان عبد المقصود كان مسؤولاً اعلامياً بارزاً في «القاعدة»، وأقام حتى ثلاثة ايام بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في افغانستان ثم صدرت اليه الأوامر بالهرب من افغانستان مع قيادات «القاعدة».

واضاف الزيات في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»: لو كانت هناك أي شبهة فى موقف «ابو مصعب رويترز» لكان مكانه الطبيعي في معسكر «دلتا» بقاعدة غوانتانامو البحرية بكوبا.

وجاءت تعليقات الزيات بعد قرار النيابة المصرية اول من امس حبس ابو مصعب الذي وصفته بأنه «المسؤول الاعلامي للقاعدة». وكان «ابو مصعب رويترز» قد تم ترحيله بواسطة الامم المتحدة الى مصر منتصف العام الجاري عقب القبض عليه اثر هروبه من افغانستان حسبما اشارت مصادر امنية مصرية.

وافاد الزيات «يعني أننا لم نتمكن من الاتصال به او حضور التحقيقات»، وقال: من المعروف لكافة المختصين بشأن الجماعات أنه كان يقيم مع عائلته واطفاله في باكستان وليس في افغانستان التي غادرها بعد اصابته البليغة في احدى رجليه من جراء انفجار لغم اثناء محاولته انقاذ ليبي حمله على ظهره في حقل الغام اثناء سنوات الجهاد ضد الروس. وقال الزيات ان مصر لم تطلب تسلم ابو مصعب في أي فترة قبل احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي. وقال: ان كل ماكان يقوم به «ابو مصعب رويترز» هو اصدار مجلة هناك ايام الجهاد الافغاني الا انه اصيب ثم انه كان يحمل رقما من الامم المتحدة كلاجئ في باكستان في انتظار ترحيله الى بلد اخر. واضاف «ان انتماءات «ابو مصعب رويترز» الاولى كانت لـ«الجماعة الاسلامية» ولهذا لم يعرف أبدا أنه كانت له مهمة اعلامية لـ«القاعدة» كما يتردد. ولكنه كان ككثيرين ممن كانوا فى أفغانستان لزموا الحياد ومارس عملا صحافيا اسلاميا محايدا، وعلى العكس من ذلك كان يصدر نشرة اسمها «الموحدون» تهاجم طالبان وتنظيم القاعدة». واوضح محامي الاصوليين «لو أن مصر فتحت أبوابها لابنائها لما غاب عنها أحد منهم، لكن المشكلة أن كل من ذهب لافغانستان أيام الجهاد ضد الروس حرموا من العودة لاوطانهم لان مصيرهم السجن أو التعرض لمحاكمات غير عادلة».

وكانت «الشرق الاوسط» قد التقت ابو مصعب في احد المنازل الانيقة لقادة «الافغان العرب» في بيشاور في شهر مايو (ايار) العام الماضي، والتقطت عدسة «الشرق الاوسط» صورا نادرة له. وطلب عبد المقصود وقتها مني الا انشر صورته الا اذا حدث له مكروه.

وتحدث ابو مصعب بحنين شديد عن الايام التي قضاها في مستشفى سانت ماري بلندن، والتي اعتبرها فرصة العمر لمستقبل افضل لاطفاله العشرة، عقب تعرضه الى نزيف شديد من عملية التئام جروح رجله وعينيه في المستشفى الخيري الاسلامي ببيشاور. وقال ابو مصعب انه لم يستمع الى نصيحة ابو حمزة المصري المسؤول الحالي لمنظمة «انصار الشريعة» بلندن في طلب اللجوء السياسي ببريطانيا، وفضل الذهاب الى بيشاور حيث البوابة الرئيسية للجهاد في افغانستان. وتطرق ابو مصعب في لقائه مع «الشرق الاوسط» الى «النشرة الاخبارية» التي كان يصدرها في بياسور وتباع بثلاث روبيات في الثمانينات، وكانت تلك النشرة تجمع اخبار الوكالات والاذاعات الاسلامية، ولهذا السبب اطلق عليه زملاؤه في الجهاد كنية «ابو مصعب رويترز» لارتباطه بالعمل الاعلامي. وحسب مصادر اصولية بلندن كان ابو مصعب منبوذا من التيارات المقربة من اسامة بن لادن، التي تغرس في اعضائها السمع والطاعة. وقال ابو مصعب انه اعتقل في التسعينات في السجون الباكستانية لمدة عام بسبب الضغوط المصرية، على حد زعمه. وتطرق في حديثه الى «الشرق الأوسط» الى اصولي مصري اسمه ابراهيم حافظ وكنيته «محتسب» الذي يقضي عقوبة سجن في اسلام اباد كانت اصلا لمدة 50 عاما، لكنها خفضت الى النصف لانه حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب.

ومن جهته قال المحامي الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية ان «ابو مصعب رويترز» كان مستقلا ولا يتبع اي تنظيم اسلامي، بل كان له دار يستقبل فيها الاسلاميين الذين لا يتبعون اي جماعة. كما انه على خلاف شديد مع جماعة «الجهاد» وخاصة مع زعيمها الدكتور أيمن الظواهري، وكان ايضا على خلاف شديد مع تنظيم «القاعدة»، وكان لا يرى وجوب القتال في صفوف طالبان، ويحرم ذلك تحريما شديدا. ويؤكد ذلك مشاركاته في مقالاته عبر موقع «الموحدون» على الانترنت.