الكونغو تشكو ليبيا لمجلس الأمن وتتهمها بتسليح معارضيها وطـرابلس تنفي بشدة

TT

اتهمت جمهورية الكونغو الديمقراطية ليبيا بتزويد معارضيها في «حركة تحرير الكونغو» بالسلاح، وبنقل قوات واسلحة الى شمال البلاد بهدف المساعدة على شن هجوم على العاصمة، كما اتهمتها بالتدخل في شؤونها الداخلية وفق ما جاء في رسالة وجهها سفير الكونغو في الامم المتحدة الى مجلس الامن. لكن ليبيا نفت هذه الانباء بشدة. ونقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية «جانا» عن وزارة الوحدة الافريقية ان «ما ذكره سفير الكونغو في الامم المتحدة لا اساس له من الصحة». مضيفا «ليس للجماهيرية اي قوات او عتاد من اي نوع في هذه المناطق». وذكر نودوكو بوتو القائم بأعمال البعثة الكونغولية في نيويورك في رسالة وجهها إلى سفير كولومبيا الفونسو فالديفيسو الذي يرأس مجلس الأمن حاليا، أن الجزء الاقليمي من جمهورية الكونغو الذي تحتله حركة تحرير الكونغو اصبح مسرحا للطائرات الليبية العسكرية من طراز انتونوف. وقالت الكونغو ان تحركات القوات تهدد بتعطيل عملية السلام في تلك الجمهورية المترامية الاطراف في وسط افريقيا وطلبت من مجلس الامن الدولي حث ليبيا على الانسحاب فورا من اراضيها.

وقال السفير الكونغولي، ان ليبيا نقلت قوات وذخيرة واسلحة ثقيلة وخفيفة في رحلات مكوكية بطائرات انتونوف خلال الشهر الماضي. وهبطت الطائرات في بلدتي جبادوليت وزونجو في شمال الكونغو على الحدود مع جمهورية افريقيا الوسطى في منطقة يحتلها ثوار حركة التحرير الكونغولية التي تدعمها اوغندا. وقال بوتو ان هذه الشحنات هدفت الى تعزيز المتمردين حتى يتمكنوا من شن هجوم على كينشاسا. واضاف في رسالته «لا يمكن لجمهورية الكونغو الديمقراطية ان تفهم كيف يمكن لدولة مستقلة مثل ليبيا ان تنشر قوات على اراضي دولة مستقلة اخرى وذات سيادة من دون اتفاق حكومتيهما». ودعا مجلس الامن الدولي الى اعلان ان هذه الخطوة تمثل انتهاكا لميثاق الامم المتحدة وادانة كل من ليبيا وحركة التحرير الكونغولية. وحث ايضا على تحميل ليبيا وحركة التحرير الكونغولية المسؤولية في حالة مااذا ادت تصرفاتهما الى انهيار الجهود الدولية، التي تقودها الامم المتحدة لانهاء الحرب الاهلية الطويلة في الكونغو.

وقالت الخارجية الليبية انه «ليس لليبيا اي وجود عسكري باستثناء عدد محدود ضمن قوات التجمع الاقتصادي والنقدي لوسط افريقيا في جمهورية افريقيا الوسطى»، مشيرة الى ان «هذه القوات سيتم سحبها خلال الايام القليلة القادمة». وكان الناطق باسم حكومة افريقيا الوسطى استبعد الخميس اي رحيل فوري للقوات الليبية من بانغي متحدثا عن صعوبات مرتبطة بنشر قوة التجمع الافريقي. وقد وصل اكثر من 100 جندي غابوني في 4 ديسمبر (كانون الاول) الى بانغي وتقوم مهمتهم على ان يحلوا مكان القوات الليبية التي اوفدت منذ مايو (ايار) 2001 لحماية الرئيس انج ـ فيليكس باتاسيه. وقال دبلوماسيون في نيويورك، ان العديد من اعضاء مجلس الامن الدولي اثاروا في وقت لاحق تساؤلات بشأن الرسالة الكونغولية خلال جلسة مغلقة بشأن الوضع في الكونغو عقدها جان ماري جوهينو مساعد الامين العام للامم المتحدة. ونقلوا عن جوهينو قوله ان تقارير مماثلة صدرت من جمهورية افريقيا الوسطى عن نقل قوات واسلحة الى الكونغو ولكن لم يتم تأكيدها بعد. وارسلت ليبيا في الاونة الاخيرة قوات الى جمهورية افريقيا الوسطى بموافقة الحكومة هناك، التي واجهت موجة من التمرد ومحاولات الانقلاب منذ عام .1996 كما ارسل الزعيم الليبي معمر القذافي قوات الى تلك الدولة الفقيرة لدعم الرئيس انج فيليكس باتاسيه خلال احدى محاولات الاطاحة به. ولكن من المقرر ان يرحل الجنود الليبيون بسرعة بعد وصول قوة سلام اقليمية لحماية باتاسيه.

وجر الصراع الدائر في الكونغو منذ اربع سنوات خمس دول مجاورة والعديد من جماعات المتمردين وقتل اكثر من مليوني شخص معظمهم بسبب الجوع والمرض. ومع هدوء القتال الان وسحب العديد من الدول المجاورة جيوشها بدأت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في نزع سلاح المتمردين الذين كانوا يحتلون مساحات واسعة من شرق الكونغو واعادتهم الى ديارهم. وفي نفس الوقت اجرت حكومة كينشاسا وحركة التحرير الكونغولية والتجمع من اجل الديمقراطية الكونغولية التي تدعمها رواندا محادثات في بريتوريا عاصمة جنوب افريقيا بهدف انشاء حكومة وطنية انتقالية جديدة.