الخرطوم تلمح لاعتذار البشير عن عدم لقاء قرنق في نيروبي وتقول إن «الوقت لم يكن مناسبا»

TT

لمح الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام الى ان الحكومة اعتذرت عن عدم تلبية الدعوة التي وجهها الرئيس الكيني دانيال أراب موي لعقد لقاء بين الرئيس عمر البشير والدكتور جون قرنق قائد الحركة الشعبية والذي كان مقررا له امس في نيروبي.

وقال ردا على اسئلة الصحافيين «لم يحدث اتفاق على موعد اللقاء»، وابان ان «الدعوة مقبولة من حيث المبدأ لكن التاريخ الذي حدد لم يكن مناسبا مع الرئيس البشير»، واضاف «إذ لا بد ان يكون اللقاء مبنيا علي موضوعات محددة خاصة ان هناك اشارات تحتاج الى مزيد من الجهد لتصحيح الاوضاع القائمة الآن»، وأوضح «ليس من المجدي عقد لقاء وتحدث بعده حوادث». وردا على سؤال حول قول الحركة ان البشير رفض لقاء قرنق، قال «الحركة ليست في موقف لمعرفة الرد الذي بعثنا به ولا بد ان نكون في موقف مناسب (حتى يتم اللقاء)».

وأكد صلاح الدين ان الوفد الحكومي الذي سيتوجه غدا الى واشنطن للالتقاء بنظيره من الحركة لن يوقع علي اتفاقات تكون بديلة. واضاف ان «الوفد الذي يرأسه ادريس محمد عبد القادر من مستشارية السلام يضم في عضويته الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية، وشول دينق دبلوماسي، وسيد الخطيب الناطق الرسمي باسم الوفد المفاوض ويحيى الحسين من المستشارية.

وعلى صعيد متصل اشاد صلاح الدين بقرار تعيين رياك قاي رئيسا لمجلس تنسيق الولايات الجنوبية خلفا لقلواك دينق. وقال عقب تفاكره معه حول السلام امس ان «تعيينه اكبر القرارات الداعمة للسلام من الداخل ويعني اتجاها لتقوية مؤسسات الجنوب لتعزيز خط السلام من الداخل وحتى لا نرهن السلام بعملية التفاوض ولا نرهن انفسنا في اتجاه واحد»، وقال ان التعيين «يؤكد حرص الحكومة النابع من التزاماتها الوحدوية». وكان تعيين قلواك قبل اكثر من عام قد أثار ردود فعل غاضبة في اوساط قادة الفصائل الجنوبية التي كانت قد عادت عام 1997 بعد اتفاقية السلام باعتبار ان الاتفاقية تنص على تعيين رئيس المجلس بعد التشاور معهم. ومن جانبه قال قاي «اننا سنعمل على توحيد الجبهة الداخلية للجنوبيين وسنفتح حوارا مع الاحزاب السياسية خارج الحكومة ونحدد المطلوب للمواطن الجنوبي في المرحلة القادمة».

من جهة ثانية حذر عدد من اعضاء هيئة علماء السودان من ولاية جنوب كردفان (احد التنظيمات المساندة للتوجه الإسلامي الحكومي) من اثار سالبة على استقرار منطقة جبال النوبة من جراء الاتهامات التي وجهها عدد من المسؤولين عبر اجهزة الإعلام الى ثمانية من ابناء الجبال التقوا مبعوث السلام البريطاني آلان غولتي قبل شهرين وقدموا له مذكرة تحمل مطالب النوبة. وقال العلماء في مذكرة مفتوحة وجهوها لرئيس الجمهورية ان «تصريحات خطيرة صدرت في حق هذه المجموعة من مستشاري السلام ورئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون بل ان هذا الاخير هدد بان الحكومة ستحارب ابناء النوبة والانقسنا اذا فكروا في طلب الانفصال او تقرير المصير». واضافوا في مذكرتهم ان «تداعيات خطيرة باتت تسود الشارع العام السوداني تعادي ابناء النوبة بعد التعبئة السياسية والإعلامية التي قادها والي جنوب كردفان واعانه عليها بعض قادة الحكومة والحزب الحاكم من السياسيين والإعلاميين وغيرهم». وقالوا ان «مجموعة الثمانية قامت بتحريك الشارع العام لأبناء جبال النوبة الانقسنا في الداخل والخارج وعم الغضب العارم مشاعرهم تضامنا مع قادتهم وعقدوا مؤتمرات في الداخل والخارج وآخرون دخل في قلوبهم الرعب والخوف من عودة حالة الحرب الأهلية من جديد الى المنطقة خاصة بعد الحادث المؤسف الذي تعرض له مكي بلايل في ضواحي مدينة الدلنج في ليلة وقفة العيد». وكان بلايل ذكر في بيان ان سيارته تعرضت للتفتيش من قوة نظامية رغم انه عضو في البرلمان ويتمتع بالحصانة. وقال العلماء في مذكرتهم ان «الطرفين اعضاء الحكومة وبعض مجموعة الثمانية سيؤثرون سلبا على مسيرة السلام في المنطقة وان غيوما داكنة تغطي سماء جبال النوبة حتى الانقسنا وكل المناطق المعروفة بالمهمشة». ودعوا الرئيس السوداني بوقف طبول الحرب والعدائيات وإنقاذهم وإعادة الطمأنينة الى قلوبهم، وطالبوا بتولي «أمر جنوب كردفان وكافة المناطق المهمشة الى القوي الأمين».