«حزب الله» يؤكد عدم امتداده خارجياً وينفي قيامه بـ«أي أعمال» في فلسطين

لوّح بالكشف عن معطيات فضائحية خلال مناقشة الموازنة

TT

اكد رئيس كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان اللبناني محمد رعد ان ليس هناك امتداد خارجي مادي للمقاومة اللبنانية في الاراضي الفلسطينية، نافياً وجود «اي اعمال للحزب داخل فلسطين». واعتبر رعد ان الموقف الكندي بحظر نشاطات الحزب «لم يكن مفاجئاً نظراً للضغوط التي تعرضت لها كندا». واعلن ان كتلته ستصوت ضد موازنة العام 2003 في مجلس النواب ملوحاً بالكشف عن «معلومات فضائحية» خلال جلسة المناقشة.

رعد الذي كان يتحدث الى اذاعة «صوت لبنان» امس قال «ان الموقف الكندي الاخير من «حزب الله» متسرع ومرتجل وغير موضوعي ويستجيب من دون مبرر للضغوط الاميركية الاسرائيلية». مضيفا: «الموقف الكندي لم يكن بالنسبة الينا مفاجئاً لانه سبق وتعرضت كندا لحملة ضغط اسرائيلية، واثناء دراسة المجموعة الاوروبية للائحة الارهاب كانت هناك ضغوط اميركية على كندا لاتخاذ موقف يربط بين المقاومة والارهاب في محاولة منسقة بهدف محاصرة المقاومة وعزلها عن الرأي العام الاقليمي والدولي. ومنشأ هذه الحملة هو العقدة الاسرائيلية بعد الهزيمة على يد المقاومة، فبات الاسرائيليون لا يتصورون اي وجود وامتداد للمقاومة حتى في اذهان الرأي العام. ولا شك ان احداث 11 سبتمبر (ايلول) بعثت الحرارة في مثل هذه الحملة واستفاد الاسرائيليون منها».

رعد اشار الى ان «كل المادة التي استند اليها الموقف الكندي هو ما نسب الى (الامين العام للحزب) السيد حسن نصر الله من تحريض على العمل الجهادي ضد الاحتلال الصهيوني ضد فلسطين حيث ابدى تبريراً للعمليات الاستشهادية في فلسطين بعد غياب اي سلام آخر ليدافع عن ارضه ووطنه». واكد رعد وجود «اجماع لبناني حول صدقيتنا من ممارسة المقاومة لكن هناك هواجس، لان ما نواجهه هو قوة دولية هائجة تخبط خبط عشواء». مشيراً الى ان التعاطف الفعلي «يبدأ عندما يشعر اللبناني ان الاستهداف ليس موجهاً لحزب الله والمقاومة فقط بل لجميع اللبنانيين بهدف اعادة رسم الخرائط التي تشملهم وسواهم في هذه المنطقة».

وعن تأثير امتداد المقاومة الى فلسطين قال رعد: «نحن لم نتحدث عن المقاومة اللبنانية في فلسطين بل عن دعم المقاومة الفلسطينية في فلسطين». واضاف: «ليس هناك امتداد خارجي مادي للمقاومة اللبنانية داخل فلسطين، وليست هناك اعمال لحزب الله داخل فلسطين، ومنذ سنة 1988 لم تنفذ اي عملية للمقاومة خارج اطار احتلال اسرائيل لارضنا. اما ان تسري روح المقاومة اللبنانية الى الشعب الفلسطيني المعتدى عليه فهذا امر لا يمكن محاسبتنا عليه». ولاحظ وجود «محاولات دائمة للتعاطي مع الحزب على انه اصبح داخل فلسطين مادياً، وليس فقط عبر سريان ما انجزه في لبنان على فلسطين. وهذه المحاولات لا ولن تملك اي دليل لان ذلك غير قائم ولن ينكفئ الاسرائيلي عن محاولات افتعال امور تزج بحزب الله لتحريض المنظومة الدولية على اتخاذ موقف سلبي من المقاومة».

وعن موقع «حزب الله» داخلياً، قال رعد: «اصول الموقف السياسي المتبنى رسمياً نحن نوافق عليها. واداء رئيس الجمهورية في تطبيق هذه الاصول نحن مرتاحون اليها. وفي اطار هذه الرؤية عندنا اولوية المقاومة وان يبقى شعبنا قادراً على الصمود في ما توفره له السياسات الداخلية ليبقى معنا في المواجهة. وفي الوقت ذاته هناك اعتراضات سياسية اصلاحية نحن نواكبها وندعمها. ولكن هناك اعتراضات تخرج عن السقف السياسي الذي نتبناه لا نستطيع الوقوف الى جانبها. من هنا لم نقبل كحزب كل اللغة التي استخدمت في بيان المطارنة الموارنة في سبتمبر (ايلول) الى ما حصل في ما بعد. وخروجنا من كل هذا الجو متحفظين على الضرب على وتيرة اعلى من اللغة الاعتراضية التي اعتدنا عليها من زملاء في المجلس النيابي، وكانت ادنى من الخطاب الذي حصل في «لقاء قرنة شهوان». نحن لسنا مع المعارضة التي تتجاوز اعتراضاتها السقف الوطني وتخرج عن اولوياتنا.

وعن العلاقة بين المقاومة ورئيس الحكومة رفيق الحريري، قال رعد: «كيف يمكن ان اتفهم اداء سلطة اغرقت البلد بهذا الكم الهائل من الديون وهي تعرف ان لبنان في حالة مواجهة مع اسرائيل؟ هل كان مطلوباً المبالغة في المشاريع العملاقة لنصل الى هذا الوضع؟ وهل هناك قراءة ثانية تراهن على السلم واعتبار المقاومة مجرد اولاد يلعبون في الوقت الضائع؟». ثم اضاف: «اما عن العلاقة مع الحريري فقد حاولنا من الاساس ان نمارس هدنة عملية مع الرئيس الحريري في ضوء تباين في الرؤية حول الرهانات السياسية والاداء والمعالجات الاقتصادية. اقتربنا في بعض التفاصيل ولكن ذلك لا ينفي التباين في القواعد. والتزمنا بهدنة ومحاولة تعايش لمصلحة اولويتنا ولكننا لم نقبل باعطاء صك براءة لهذا الاداء. وكانت صرختنا تعلو وتنخفض بحسب تقديرنا لحجم الفاعلية في الاعتراض ورفع الصوت. ومنذ تهديم جسر الاوزاعي انقطع التواصل مع الحريري. حالياً يحاولون رسم خارطة اخرى وليس عندنا مانع كما ليس عندنا اولوية اسقاط الحريري». معتبراً ان غسيل القلوب (بين الحريري ورئيس الجمهورية اميل لحود) لا يعني ان كل ما يصدر عنه ينزل علينا برداً وسلاما. واكد رعد ان كتلته ستصوت ضد الموازنة اعتراضاً على سياسة الحكومة. وقال: «لدينا معطيات فضائحية سنستفيد من جلسة الموازنة لنعلنها امام الرأي العام ولنؤكد ان الامور لا يمكن ان تستمر على هذا النحو».