عرفات يطالب بن لادن بالتوقف عن استغلال القضية الفلسطينية

TT

طالب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن بالكف عن استغلال القضية الفلسطينية. واتهم عرفات بن لادن في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» الاسبوعية البريطانية، بالانتهازية واستغلال القضية الفلسطينية لغرض حشد الدعم والتأييد له في العالم الاسلامي.

وقال عرفات «انا اطلب منه مباشرة الا يحتمي وراء القضية الفلسطينية»، مشيرا الى عملية تفجير فندق اسرائيلي في مومباسا واطلاق صاروخين على طائرة مدنية اسرائيلية.

ووصف عرفات بن لادن بانه انتهازي، وتساءل «لماذا بدأ بن لادن يتحدث عن فلسطين الآن؟ انه لم يساعدنا قط يوما ما، انه كان يعمل في مجال مختلف تماما، بل كان يعمل ضد مصالحنا».

وجاء هجوم عرفات الغاضب على بن لادن بعد انكشاف امر موقع الكتروني باسم فصيل غير معروف سابقاً يحمل اسم «منظمة القاعدة الاسلامية في فلسطين» تتحدث عن تحرير كامل الارض الفلسطينية، وتصريحات صدرت عن متحدث باسم احد مؤسسي القاعدة زعم فيها ان على رأس اولويات التنظيم قيام دولة فلسطينية. وقال سليمان ابو غيث في تصريح مسجل اعترف فيه بعمليتي مومباسا ان «تحرير مقدساتنا هو القضية الاساسية».

وقال عرفات ان هذا الموقع يعطي نوعا من المصداقية لاتهامات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بوجود نشاط لـ«القاعدة» في غزة وانها تستعد لمهاجمة اسرائيل. لكن عرفات حسب الصحيفة، اعترف بوجود بعض التعاطف مع بن لادن في اوساط الشباب في غزة والضفة الغربية، واعتبرها غير ذي اهمية. وتابع «ان هؤلاء الصبية لا يعرفون حتى من هو بن لادن».

واتهم عرفات بن لادن باطالة سلسلة العمليات التفجيرية الفلسطينية التي اكد معارضته لها. وقال «اننا ضد اي محاولة تستهدف المدنيين الاسرائيليين او المدنيين بشكل عام». لكن عرفات رفض الاعتذار عن العمليات ضد الاسرائيليين داخل الضفة الغربية وقطاع غزة. وتساءل «من يستطيع ان يمنع احدا من الدفاع عن نفسه حتى وان كانت هناك اوامر واضحة وصريحة»؟

وتعكس ادانة عرفات القوية لابن لادن، مخاوفه من ان ما يسمى بالحرب على الارهاب ستشجع ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش على قبول المزاعم الاسرائيلية بأن العمليات الفلسطينية هي جزء مما يسمى الارهاب العالمي. ونفى عرفات مزاعم شارون التي قال فيها ان لدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية معلومات مؤكدة عن وجود خلايا لتنظيم القاعدة في قطاع غزة. وقال ان شارون «يعرف ان لا علاقة بين القاعدة وفلسطين. ان ما يقوله «كذبة كبيرة كبيرة» انه يريد بها تبرير هجماته ضد الشعب الفلسطيني تحت مسوغات جديدة».

وقال عرفات ان شارون يريد ان يربط عربته بعربة الحرب الاميركية على الارهاب، مشددا على ان الفلسطينيين يخوضون نضالا للتحرر الوطني لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.

وقالت الصحيفة انه يبدو ان هجوم عرفات على بن لادن لا ينبع من حالة من الاحباط او اليأس رغم حصاره في مقر الرئاسة في رام الله منذ اكثر من 8 اشهر. فقد كان عرفات الذي كان يجلس خلال المقابلة على رأس طاولة طويلة محشورة في ما تبقى من مكتبه، مرتاحا يرشف من فنجان من الشاي بالحليب المحلى، عارضا على الموجودين في المكتب قطعا من الحلوى العربية التي يجلبها اليه الزوار.

وفي سبتمبر (ايلول) الماضي شدد الاسرائيليون الحصار مجددا على عرفات، وخلال تلك العملية التي رافقها هدم لعدد من المباني التي لم تهدم في المرات السابقة، اصابت قذيفة غرفة نومه. وقال عرفات «انا خائف على شعبي. فمثل هذه العمليات بالنسبة لي لا تعني شيئا وقد عشناها من قبل». واضاف «لكن لا احد يستطيع القدوم لرؤيتي بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض على المدن، لذا فانهم يرسلون التقارير»، وكان بذلك يفسر سبب كومة من الاوراق التي يصل ارتفاعها الى حوالي نصف متر، الموضوعة امامه على الطاولة.

وحول وضعه الصحي قال عرفات انه جيد لكن طبيبا امر بتركيب آلة اوكسجين في المقر. واضاف عرفات انه «يحتاج لقضاء حوالي نصف ساعة تحت اشعة الشمس كل يوم». وتابع القول عارضا كفيه بلونهما الباهت، «احتاج الى الشمس لكنني لا استطيع الخروج بسبب وجود القناصة الاسرائيليين في الخارج».