عبد ربه لـ«لشرق الأوسط»: حماس تتحمل المسؤولية الأساسية عن انفلات الوضع في غزة

وزير الإعلام الفلسطيني: يجب التفريق بين من يعيش في إسرائيل ومن يحتل ويسرق أرضنا

TT

حمل ياسر عبد ربه وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني حركة حماس مسؤولية انفلات الوضع في غزة. وحذر في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» من «احتمال ان يضعف ذلك الالتفاف الشعبي حول الحركة الوطنية بمختلف اقسامها في الشارع الفلسطيني». وقال ان «حماس تريد ان تخلق قانونا خاصا وتريد ان تقيم سلطة موازية». ودعا جميع القوى الى المثول للأنظمة والقوانين والتزامات السلطة، محذرا من انه «بدون ذلك سنشهد مزيدا من التصدع بما يهدد واقع الحركة الوطنية».

واضاف «يجب ان نتعلم مرة واحدة من تجاربنا. والحالة المأساوية في غزة لا بد ان تنتهي فورا ولا يمكن ان تقسم غزة الى أحياء بين بعض التنظيمات اوالعائلات الفلسطينية ذات ولاءات تنظيمية، وهذا أسوا ما يمكن ان نصل اليه».

ودعا عبد ربه الجانب الفلسطيني لاتخاذ خطوات «تساعد على كسر هذه الحلقة التي أراد (رئيس الحكومة الاسرائيلية) ارييل شارون أحكامها حولنا بما في ذلك اطلاق مبادرة سلام تحتوي على ذات العناصر الأساسية». كذلك دعا جميع القوى الفلسطينية لاتخاذ خطوات موحدة تعلن عن عدم التعرض للمدنيين بأي شكل من الأشكال. وشدد على ضرورة «ان يكون كفاحنا ضد الاحتلال الاسرائيلي». وقال «يجب ان يعرف كل مواطن اسرائيلي اننا نفرق فعلا بين من هو في اسرائيل ومن هو محتل وسرق الأراضي الفلسطينية ويسعى لتغيير معالمها بالاستيطان». واعتبر ان اي محاولات لتصوير الأمر وكأنه صراع بين كل فلسطيني وكل اسرائيلي تصب مباشرة في خدمة برنامج اليمين المتطرف.

واكد عبد ربه ان السلطة الفلسطينية ترحب بأي تعاون مع كل قوى السلام الاسرائيلي التي تعترف بحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وبضرورة انهاء الاحتلال الى حدود عام 1967 بما في ذلك القدس المحتلة. واضاف عبد ربه في تصريحات لـ «الشرق الأوسط»: «اننا نأمل في ان يتمكن المجتمع الاسرائيلي من المجيء بقيادة جديدة تحمل هذه المناهج والتوجهات حتى تكون هناك فرصة لبدء عملية سلام»، مشيرا الى ان القيادة الاسرائيلية الحالية «لن تجلب سوى المزيد من الدمار والخراب وستؤدي بممارساتها الى تهديد أمن المواطنين والمنطقة بأسرها».

وحول تصريحات عمرام متسناع رئيس حزب العمل، العدائية للقيادة الفلسطينية، قال عبد ربه «نحن لا تهمنا أية تصريحات تصدر لدواع انتخابية وان كنا نظن ان مثل هذه التصريحات ستؤدي الى بلبلة التيار المساند لعملية السلام والرافض للاحتلال والارهاب الاسرائيلي داخل المجتمع الاسرائيلي. والتذبذب في المواقف لم يخدم أحدا في الماضي وعلى العكس كان يخدم قوى اليمين المتطرف».

وتابع القول «في اعتقادي المطلوب بالدرجة الأساسية هو ان يكون لدى اليسار الاسرائيلي وقوى السلام برنامج واضح تكافح من اجله وسط المجتمع الاسرائيلي. لكن هذا لا يعفينا من المسؤولية»، مشيرا الى ضرورة وجود برنامج «مستند الى أسس واقعية لا تثير أي مخاوف راهنة او مستقبلية يمكن ان يستخدمها اليمن المتطرف الاسرائيلي». واستطرد «واذا انتهجنا هذه السياسة فنحن نستطيع ان ندعم بعضنا البعض سواء قوى السلام في اسرائيل او قوى السلام الفلسطينية».

وشدد على انه سيواصل «الحوار مع يوسي بيلين ومع كل الشخصيات الاسرائيلية التي تتبنى موقفا ايجابيا ضد الاحتلال ومع الاستقلال الفلسطيني وعلى أساس حل بدولتين وفق حدود 1967». وأشار الى ان «ضعف بيلين في حزب العمل ربما مرده انه يتمسك بسياسات ثابتة وواضحة. ويجب الا يقودنا هذا الى التخلي عن العلاقة معه».

وحذر عبد ربه من خطورة الوضع على المدى القريب ووصفه بأنه «صعب للغاية خصوصا في ظل التبني الأميركي الكامل لارييل شارون وبرنامجه وسياساته وفي ظل ضعف الموقف العربي وتشتت الاهتمامات والأولويات العربية اضافة الى الدور الأوروبي الذي يبقى محكوما بسقف محدد لا يستطيع تجاوزه».