تهديدات بانسحابات واسعة تسبق اختتام مؤتمر المعارضة العراقية بلندن والمبعوث الأميركي خليل زاد «يحسم» في لقاء بغرفته جدول أعمال الاجتماع

اتهامات للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية بـ«مصادرة آراء وأصوات» بقية التنظيمات الإسلامية

TT

أجمع عدد كبير من المشاركين في مؤتمر المعارضة العراقية الذي يختتم اليوم بمؤتمر صحافي، على ان اعمال المؤتمر انتهت في اليوم الاول له (اول من امس) وحقق ما أراده منه منظموه المعارضون العراقيون وداعموهم الاميركيون. وأضافوا بأن المطلوب كان تنظيم تظاهرة اعلامية وسياسية تمنح تأييدا ضمنيا للضربة العسكرية المحتملة في العراق من اجل اطاحة الرئيس صدام حسين.

وقالت مصادر قيادية في المؤتمر لـ«الشرق الاوسط» ان الاجتماعات في غرف الطابق الـ14 من فندق الهيلتون ميتروبوليتان، والمحظور الوصول اليها الا لقيادات اللجنة التحضيرية هي التي حسمت اعمال المؤتمر، بينما كانت اجتماعات وندوات الطابق الثالث والمخصصة لعموم المشاركين عبارة عن مهرجان خطب ونقاشات لا علاقة لها بما يجري في الطوابق العليا.

وحسب مصادر موثوقة في المؤتمر قال مجموعة من الضباط العراقيين والأحزاب والحركات والشخصيات المستقلة (الليبراليين) والجبهة التركمانية والعشائر العراقية والآشوريين هددوا امس بالانسحاب من اعمال المؤتمر بعد ان اكتشفوا ان دورهم مهمش وانهم ليسوا سوى «ديكور» لتجميل صورة المؤتمر.

وقال احد كبار الضباط العراقيين «ان القرارات اتخذت قبل انعقاد المؤتمر، وان القيادة قررت كل شيء ثم دعتنا للحضور حيث لا دور لنا سوى تجميل الصورة».

من ناحية ثانية، قال مصدر موثوق حضر الليلة قبل الماضية اجتماعا مع المبعوث الاميركي زلماي خليل زاد لـ«الشرق الاوسط» ان المبعوث الاميركي أبلغ قادة المعارضة العراقية بأن دورهم ليس اكثر من مستشارين للادارة الاميركية ومن ثم سيتم احالتهم على التقاعد وتسليم الامور لجيل جديد من القياديين العراقيين بعد اطاحة صدام.

وقالت المصادر ان خليل زاد كان يدير دفة توجهات وقرارات المؤتمر من غرفته التي تطل على لندن في الطابق الـ14 بفندق ميتروبوليتان.

نبيل الموسوي، ممثل احمد الجلبي، (رئيس المؤتمر الوطني العراقي)، في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، قال ان اجتماعات الطابق الـ14 بين القادة الستة: مسعود بارزاني وجلال طالباني واحمد الجلبي وأياد علاوي، والشريف علي بن الحسين وعبد العزيز الحكيم وزلماي خليل زاد انتهت عند حدود الساعة الثالثة من فجر امس. واضاف ان النقاشات دارت حول تسمية 40 شخصا ليكونوا بمثابة لجنة المتابعة او ما يشبه «اللوياجيرغا» في افغانستان. ودار خلاف حول هذا الجانب اذ اصر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية على ان يتم اختيار الاشخاص حسب نسب مؤتمر صلاح الدين عام 1992، لكن الحركة الدستورية الملكية وحركة الوفاق الوطني والمؤتمر الوطني اعترضوا على هذه النسب التي تعطي للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية ترشيح 13 من الاسلاميين الشيعة مقابل 11 من الشيعة العلمانيين، و10 من الاكراد وثلاثة من العرب السنة واثنين من التركمان وآشوري واحد.

وأضاف الموسوي ان الاكراد اقترحوا ان يكون اختيار 35 عضوا بموجب نسب صلاح الدين وخمسة اشخاص خارج النسب. لكن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية اصر على موضوع نسب صلاح الدين مما دفع خليل زاد لاقتراح ان يجتمع قادة اللجنة التحضيرية ويقترحوا قائمة بـ41 اسما على ان تختار منها الادارة الاميركية عشرة اسماء.

وقال الموسوي ان مقترح خليل زاد أثار خلافا، اذ قال جلال طالباني «بامكانكم تعيين من تريدون من خارج هذا المؤتمر» بينما قال مسعود بارزاني «نحن لسنا عملاء لأميركا لنقدم لها الاسماء حتى تختار هي».

واشار الجلبي في رده على خليل زاد «ان اميركا دولة قوية وبامكانها تعيين قيادة عراقية من اي مكان تريد».

وانتهت الاجتماعات من غير ان يتم التوصل الى اية نتيجة حيث تم تأجيل البت في موضوع اختيار اسماء الـ40 شخصا الى ساعة متأخرة من ليلة امس. وترى مصادر السنة العرب في المؤتمر بانهم مهمشون وان نصيبهم في لجنة المتابعة ثلاثة اشخاص وهم يحاولون زيادة العدد الى تسعة اشخاص.

وأشارت الى ان الحزبين الكرديين أبديا مرونة في موضوع النقاش حول زيادة نسبة السنة العرب الا ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ما يزال متزمتا.

وقال مصدر من داخل اللجنة التحضيرية ان جميع الاطراف تبدي المرونة في نقاشاتها باستثناء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، مشيرا الى ان عددا من الحركات والشخصيات السياسية المعارضة كانت قد قاطعت المؤتمر بسبب عدم مرونة المجلس. وأشار المصدر الى ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، وهو تنظيم اسلامي شيعي، يريد ان يصادر آراء وأصوات بقية الاسلاميين مثل حزب الدعوة الاسلامية (تنظيم شيعي) وكذلك الاسلاميين السنة من العرب. وقال هذا المصدر ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية غالبا ما يقول «انا بادرت وذهبت الى واشنطن وقدمت التنازلات ودفعت الثمن ويظهر بصورة المعادي لأميركا. ولي الحق بأن احصد ثمار زيارتي لواشنطن وعلى غيري من الاسلاميين (والمقصود بحزب الدعوة الاسلامية) ان يدفعوا الثمن».

وعلى إثر ذلك علمت «الشرق الاوسط» امس بأن الجبهة التركمانية والعشائر العراقية والآشوريين قد هددوا بالانسحاب من اعمال المؤتمر اذا لم يحصلوا على تمثيل واسع في لجنة المتابعة.