بارزاني: نحن قادرون على إدارة شؤوننا ولا تصح مقارنة العراق ببلدان أخرى

زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني أمام مؤتمر المعارضة في لندن مخاطبا أميركا وتركيا: نرفض أي تدخل في شأننا العراقي

TT

قال مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، إن مؤتمر المعارضة العراقية في لندن ينعقد في منعطف حاسم في تاريخ وطننا بمبادرة من مختلف أطياف المعارضة العراقية وبتمويل عراقي ذاتي.

وأضاف في كلمته التي ألقاها في المؤتمر أمس «لقد وجدنا أن الديمقراطية هي الحل الأمثل للقضية العراقية، لمشكلة الحكم وللقضية الكردية وعملنا على نبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله وأساليبه ولم نبادر للقتال إلا عندما هوجمنا وفرض علينا وعلى شعبنا الآمن». وقال بارزاني «لقد أشعنا على مدى تجربتنا الطويلة روح التسامح والتآخي والتعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد» من العرب والكرد والتركمان والآشوريين والكلدان «وكنا على الدوام نؤمن بأن المفاوضات والحوار هما سبيلنا لحل المشاكل متى لمسنا استعداد المركز لقبول ذلك».

وأكد أن حركة الثورة الكردية أصبحت ملاذا للمعارضة العراقية بكل أطيافها على مدى العقود الأربعة الماضية «وغدت كردستان ملاذا لكل من يسعى لحفظ كرامته ومبادئه» مشيرا إلى أن الكرد «لعبوا دورا مهما في بناء الدولة العراقية مع الشعب العربي في العراق».

وأعلن بارزاني أن «من حق العراقيين جميعا أن ينهلوا من تجربة الشعب الكردي في إدارة شؤون وبناء تجربة سياسية تعددية أطلقت فيها حريات التعبير وحفظت فيها كرامات الناس وساد القانون على أسس العدل والمساواة وحل المشاكل عن طريق الحوار الأخوي».

ودعا زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى تطبيق الفيدرالية «كونها حلا حضاريا ومتوازنا وضامنا لحقوق الجميع». وقال إن الهدف واحد مهما اختلفت الاجتهادات وتعددت ويكفينا أن نوحد جموعنا من أجل المستقبل بدلا من أن نجعل أنفسنا أسرى للماضي وترسباته، وأن نسمو على الخلافات الثانوية لكي يرى فينا العراقيون الأشخاص الأكفاء في تبشيرهم بالديمقراطية والتعددية السياسية والعدل والمساواة وإحلال المجتمع المدني المنشود».

وأضاف قائلا: «أملي فيكم أن تعتمدوا منهجا عمليا وواقعيا في تيسير شؤون المؤتمر وأعماله فقد علمتني التجربة وعبر أربعة عقود أن الصبر والتسامح هما السبيلان للوصول إلى الحلول الصحيحة لمواجهة الظلم».

ووجه بارزاني من خلال كلمته رسالة إلى المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد جاء فيها «إن الرسالة التي نريد أيصالها إلى العالم اليوم هو أننا قادرون وحريصون على إدارة شؤوننا من دون تدخل من أحد ولا تصح المقاربة بين ظروف بلادنا وظروف بلدان أخرى. فالعراق غني بأهله وثرواته وخبراته السياسية وكفاح شعبه الطويل، وتكفي آلام أربعة عقود ونيف في مواجهة العنف والظلم». وأضاف «إن إخلاصنا اللامحدود كفيل بأن يؤهلنا لتسيير شؤون شعبنا العراقي وضمان أمنه واستقراره والحفاظ على استقرار المنطقة من دون تدخل في شؤون الآخرين أو تدخل الآخرين في شؤوننا. وأن أي تغيير في العراق ينبغي أن لا يمس مصلحة وكرامة وسيادة شعب العراق».

وأشار بارزاني ضمنا في كلمته إلى تدخل تركيا في منطقة كردستان العراق وقال «نرفض أي تدخلات إقليمية لأنه سيتمخض عنها تعقيدات ومضاعفات سلبية كبيرة».