وزيرة الدفاع الفرنسية تبدأ اليوم جولة خليجية

TT

تبدأ وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ـ ماري اليوم جولة في ثلاث دول خليجية تقودها تباعا الى الامارات العربية المتحدة وقطر والكويت، فيما عاد الى باريس وزير الدولة الفرنسي رينو موزوليه في زيارة مطولة الى المنطقة قادته الى خمس من دول مجلس التعاون الخليجي (باستثناء السعودية التي زارها وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان في يوليو (تموز) الماضي).

والخيط الجامع بين الدول الثلاث التي تزورها الوزيرة الفرنسية انها ترتبط كلها باتفاقات دفاعية مع فرنسا التي تعتبر، بالنسبة للامارات ولقطر، احد اكبر المصادر للاسلحة والعتاد الحربي.

ووصف مصدر مقرب من وزيرة الدفاع هذه الدول بانها «شريكة استراتيجية مهمة لفرنسا» الحريصة على «استمرار الحوار السياسي معها، خصوصا في هذه المرحلة» الحرجة. وقال هذا المصدر لـ «الشرق الأوسط» ان باريس «تعي حقيقة المخاوف والمشاغل لهذه الدول لجهة الامن والاستقرار في المنطقة، خصوصا اذا آل الوضع في العراق الى اندلاع حرب» تنعكس سلبيا عليها.

ووفق تقديرات المصدر الفرنسي، فان ابوظبي وقطر والكويت «لديها الكثير من علامات الاستفهام وترغب في التشاور مع باريس التي لعبت دورا اساسيا في الوصول الى القرار الدولي رقم 1441 الخاص بالعراق». وبالمقابل، فان الوزيرة الفرنسية، «احد وزراء الوزن الثقيل في الحكومة الفرنسية» وفق قول المصدر «تريد ان تستمع لآراء ومواقف وتحليلات قادة هذه الدول ولنظرائها بخصوص مستقبل الوضع في العراق والخليج بشكل عام».

ويعزو المصدر الاهتمام الفرنسي بهذه المنطقة ليس فقط «لاهميتها الاستراتيجية على الاستقرار والامن» ولكن كذلك «لان لفرنسا مصالح وطنية كبيرة فيها» امنية وسياسية واقتصادية. والمعروف ان لباريس قاعدة عسكرية كبيرة في جيبوتي، كما ان منطقة الخليج تشكل اول زبون خارجي لصناعة الاسلحة الفرنسية.

وفي هذا الصدد، اكد المصدر ان وزيرة الدفاع ستناقش المسائل الدفاعية بما في ذلك ملفات التسلح وعدد معين من العقود في البلدان الثلاثة. بالاضافة الى ذلك، فان قضايا المناورات المشتركة والتعاون التقني بين الجيش الفرنسي وجيوش الدول الثلاث ستثار على مستوى اللجان المشتركة لقيادات الاركان.

وشدد المصدر الفرنسي الوثيق الاطلاع على ان الرسالة التي ستركز عليها اليو ـ ماري هي «رغبة فرنسا في تجنيب المنطقة المنزلقات الخطيرة، وفي حصر معالجة الوضع العراقي تحت مظلة مجلس الامن الدولي ووفق منطوق القرار 1441». ويرى المصدر ان عملية عسكرية ضد العراق تتم بضوء اخضر دولي تختلف كثيرا في طبيعتها ونتائجها عن عملية اميركية منفردة بمشاركة دولة او دولتين اخريين».

ويستقبل رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الوزيرة الفرنسية صباح الثلاثاء، فيما يستقبلها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، امير قطر، صباح الاربعاء، والشيخ جابر الاحمد الصباح، امير الكويت، صباح الخميس.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الوزيرة الفرنسية ستسلم الشيخ زايد رسالة خطية من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يرتبط مع رئيس الامارات بعلاقة صداقة قوية.