أسماء الأسد: تعرفت على بشار عبر أصدقاء قبل سنوات طويلة من عرضه المفاجئ للزواج

قالت إن الحديث عن غرب وشرق منفصلين «تعميم طفولي»

TT

كشفت السيدة أسماء الاخرس عقيلة الرئيس السوري بشار الاسد أنها تعرفت الى زوجها عن طريق أصدقاء مشتركين في سورية، وبقيا صديقين لسنوات طويلة قبل أن يطلب يدها بصورة «مفاجئة». وأشارت الى إنها تحدثت دائماً بالعربية في البيت اللندني الذي أبصرت فيه النور قبل نحو27 عاماً حتى انها لم تدرك ان والديها كانا يتقنان الانكليزية الى أن بلغت سن السابعة. والشابة التي ترعرت في حي «أكتون» غرب لندن، أكدت اعتزازها بأن شخصيتها وثقافتها تجمع بين العربي والبريطاني. وشددت السيدة اسماء على أن الحديث عن غرب وشرق منفصلين «هو تعميم طفولي» فكلنا بشر متساوون على غير صعيد. جاء ذلك في سياق مقابلة نشرتها صحيفة «الاوبزرفر» البريطانية أمس بمناسبة بدء الزيارة الرسمية للسيدة اسماء مع الرئيس الاسد ووفد رفيع المستوى الى بريطانيا. وقالت عقيلة الرئيس السوري في المقابلة التي اجريت في دمشق عشية زيارتها لبريطانيا مع زوجها، ان الزيارة الرسمية الحالية التي ستلتقي خلالها بالملكة اليزابيث الثانية وولي عهدها الامير تشارلز، إضافة الى رئيس الوزراء توني بلير وعقيلته شيري، «تأتي في إطار التواصل المثمر بين سورية والغرب».

وقالت كريمة استشاري القلب فواز الاخرس وزوجته سحر العطري، في أول لقاء لها مع الاعلام البريطاني، إن والديها دأبا على مخاطبتها بالعربية في سنوات طفولتها. وأضافت إن العائلة كانت تعود الى الوطن كل صيف لقضاء العطلة بين الاهل والاصدقاء. وفي إحدى هذه الاجازات قام أصدقاء مشتركون بتقديم الشابة المغتربة الى الدكتور بشار نجل رئيس البلاد الراحل حافظ الاسد. ولم يطل الوقت حتى أقام الشابان صداقة استمرت لسنوات. فقد قالت السيدة اسماء «لقد كنا صديقين لوقت طويل جداً. فأنا كنت أعود الى سورية كل عام منذ ولدت، وقد (تعارفنا) في الحقيقة عبر أصدقاء عائليين كانوا يعرفون بعضهم منذ الطفولة». وبعد تسلمه مقاليد السلطة في البلاد، فاجأها الدكتور الاسد بطلب يدها «في اليوم السابق» لعقد القران، كما قالت للصحيفة البريطانية بشكل مرح. واوضحت اسماء الاسد انها انصرفت إثر عقد القران الى التعرف على سورية والسوريين وهي «متخفية» بثياب فتاة عادية يجهل ابناء البلاد هويتها الحقيقية. وقالت إنها كرست وقتها ذاك للقيام بجولات في انحاء سورية «لانني رغبت بالتعرف (على السوريين العاديين) قبل ان يعرفوني هم، وقبل ان يتعرف العالم علي». واضافت «لأن الناس لم تكن لديهم اي فكرة عمن انا (في الحقيقة)، استطعت ان ارى الناس بشكل صادق للغاية، استطعت ان ارى المشاكل على الارض، و(المسائل) التي اشتكى منها الناس، وماهي آمال الناس وطموحاتهم».

وحالما أنهت هذا «البرنامج الدراسي السريع» عكفت السيدة أسماء على محاولة بناء الجسور بين الريف والمدينة وبين زوايا المجتمع السوري التي تتمتع بما توفره المعلوماتية وتلك المحرومة من ثمار هذه العلوم الجديدة.

ولما كانت عقيلة الرئيس حاصلة على إجازة جامعية بعلوم الكومبيوتر من «كينغز كوليدج» التابعة لجامعة لندن ولديها خبرة مصرفية نالتها من العمل لدى شركة «جي بي مورغان»، فقد سعت الى تصميم برامج إقراض صغيرة تفي بحاجات ابناء الريف السوري. واسسست في يوليو (تموز) عام 2001، جمعية «فيدروس» غير الحكومية بهدف تحسن حياة المجتمع الريفي وتعزيز نموه الاقتصادي عن طريق قروض مجانية. ولدى سؤالها عن طفولتها «البريطانية»، أشارت السيدة السورية الاولى الى ان زميلاتها في مدرسة تابعة للكنيسة الانغليكانية كن يطلقن عليها اسم إيما. بيد انها لفتت الى أن هذا الاسم لم يكن يعني الكثير لها. وزادت إن الاسم كان أشبه بعبارة للتحبب، فهي لم تشعر في يوم من الايام انها بريطانية فحسب، واضافت «ولدت في لندن وقضيت فيها 25 عاماً. غير اني أعرف ايضاً أنني سورية. (كنت) أتحدث اللغة (العربية) بطلاقة واقرأ وأكتب بها». وتابعت مشددة «أنا بريطانية وأنا عربية» في الوقت نفسه و«لست هذه او تلك. إنني جزء من هذين العالمين». ورأت ان من الخطأ التعاطي مع العالم العربي «ككتلة واحدة ضخمة» لافتة الى ان أوروبا لا تُطلق عليها اسماء توحي بأنها كتلة واحدة كبيرة. وشددت على ان العرب والاوروبيين هم في نهاية المطاف «بشر، كلنا نصبو الى الازدهار، وكلنا نصبو الى تعليم أفضل لأولادنا والى حياة افضل بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه، وهذا في الحقيقة ما يوحدنا».