افادت مصادر دبلوماسية في باريس ان الزيارة التي يقوم بها هذا الاسبوع مستشار الرئيس السوداني لشؤون السلام غازي صلاح الدين الى فرنسا «تعكس رغبة الطرفين الفرنسي والسوداني لأن تقوم باريس بدور اكبر» في الجهود المبذولة من اجل احلال السلام في السودان.
ويصل غازي صلاح الدين الى باريس بعد ان قام نائب مدير دائرة أفريقيا الوسطى والشرقية في الخارجية الفرنسية بزيارة الى الخرطوم ناقلا استعداد فرنسا للقيام بهذا الدور. وكانت باريس قد عينت الدبلوماسي كريستيان كونان مندوبا عنها لشؤون السودان، وكلفته العمل على ملف الضمانات الدولية التي يفترض ان تواكب وتفعل أي اتفاق سلام يتم الوصول اليه بين الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يقوده العقيد جون قرنق والحركات المعارضة.
ويستقبل وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان المسؤول السوداني الذي يلتقي كذلك وزير التعاون بيار ـ اندريه ويلتزر وأحد مستشاريي الرئيس الفرنسي الدبلوماسي اندريه باران. وخلال هذه الزيارة، يلقي صلاح الدين محاضرة مساء الخميس عن السلام في السودان في الاكاديمية الدبلوماسية فيما دعاه نادي الصحافة العربية في باريس الى مؤتمر صحافي بعد ظهر الجمعة القادم.
وكان وزير التعاون الفرنسي السابق شارل جوسلان قد زار الخرطوم الربيع الماضي، واكثر من مرة اكدت فرنسا استعدادها لتقديم مساعدة اكبر للسودان، لكنها رهنتها بالوصول الى اتفاق سلام. ولعبت باريس دورا محوريا في المساعدة على رفع العقوبات الدولية عن السودان خصوصا لدى الادارة الأميركية، فيما تسعى الخرطوم لجذب مزيد من الاستثمارات الفرنسية في قطاع التعدين والنفط السوداني.
والى جانب استعداد فرنسا للمساهمة في تقديم ضمانات، في اطار مسعى دولي وربما من الأمم المتحدة لاتفاق السلام المنتظر، فان باريس تقدم مساعدة دستورية وقانونية لبلورة الاطار الدستوري للحل في السودان. ويعكس ذلك مشاركة الخبيرة القانونية ريم غرانجيه في مؤتمر هيدلبرغ الاخير والذي ضم الاطراف السودانية للبحث في الاطار الدستوري للسودان المستقبلي ومن اجل التحضير لاستئناف المفاوضات الشهر القادم.